الجماليات النسبية عند جوزيف مارجوليس»: دراسة تحليلية إستَطِيقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس فلسفة الفن وعلم الجمال بقسم الدراسات الفلسفية كلية الآداب-جامعة عين شمس

المستخلص

         تناول «جوزيف مارجوليس« كثيرًا من الموضوعات التي استحوزت على اهتمام الفلسفة والفلاسفة على مدار العصور؛ إذ أنصب اهتمامه الرئيسي على محاولة فهم القيم الإنسانية وبخاصةٍ الفنية منها. لذلك نهج «مارجوليس» نهجًا تحليليًا مبتكرًا بغية تعريف الفن، وقد واجهته كثير من الصعوبات الناجمة عن المنهج التحليلي التقليدي المتبع في تعريف الفن. وقد عبر «مارجوليس» بدقة عن الإشكالية المتمثلة في الافتراض القائل: إنه لا يمكننا الحصول على تعريف للفن إن لم يكن بإمكاننا الحصول على مفهوم عام للفن. هذه الفكرة تنطوي على افتراض أن التعريف يجب أن يكون «شاملاً كل أنواع الفنون». من الواضح أن هذا الافتراض مرتبط برؤية ميتافيزيقية تستند إلى فكرة ديمومة الوجود وثباته. ويمكننا اكتشاف كثير من المفاهيم التاريخية المختلفة حول ماهية العمل الفني، إذا رفضنا هذا النوع من الإطار الميتافيزيقي السائد في مجال الإدراك الجمالي للفن لتأويله، وهي تعريفات غير رسمية ومرتبطة دائمًا بالقواعد غير المستقرة للشكل التاريخي من أشكال العمل الفني في الحياة.
     تهدف دراستنا الحالية إيضاح المقصود بالجماليات النسبية عند «جوزيف مارجوليس»، هذه الإشكالية تثير تساؤلات كثيرة، وترسم علامات استفهام كبيرة تحتاج إجابات واضحة ودقيقة؛ وهذا ما سنبذل قصار جهدنا لتحقيقه، من التساؤلات التي تطرحها المشكلة البحثية للدراسة: كيف انعكست نسبية «مارجوليس» على رؤيته الجمالية؟ هل يمتلك العمل الفني هوية أو ماهية أنطولوجية، بحيث يمكن للذات أن تدركه كما هو دون أن يكون انعكاسًا أو نتيجة لأفعال الفهم التي نمارسها عليه؟ هل استطاع «مارجوليس» برؤيته النسبية تحرير الفن من رِبْقَة المدرسة التحليلية التقليدية؟ وما المقصود بالخصوصية الوجودية في الأعمال الفنية عنده؟ كيف تتم عملية الإدراك الجمالي من خلال الخصائص التي يمتلكها العمل الفني؟ وما هي الصعوبات التي تواجه عملية الإدراك الجمالي؟ وما المقصود - من وجهة نظر «مارجوليس» - من أن الأعمال الفنية مجسدة ماديًا وناشئة ثقافيًا؟ لا يمكن الإجابة عن كل هذه التساؤلات قبل عرض ملامح النظرية النسبية عند «جوزيف مارجوليس»، وتوضيح كيف انعكست نسبيته على رؤيته الجمالية للفن؛ وتتبلور تلك الرؤية في أربعة محاور رئيسة هي: الإدراك الجمالي، والماهية الأنطولوجية للعمل الفني، وتأويل العمل الفني، والتكوين الثقافي للعمل الفني. وحتى يتسنى لنا فهم هذه المحاور؛ كان لزامًا علينا أن نستخدم المنهج التحليلي والنقدي المقارن.

الموضوعات الرئيسية