نظريات فلسفة الإعلام وتطبيقاتها فى عصر التحول الرقمي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

عندما نتحدث عن الثورة الرقمية.. فنحن نتحدث عن جانبين .. الجانب الأول يتعلق بالإعلام.. والجانب الثاني يتعلق بالتطورات التكنولوجية والإقتصاد والتجارة والإستثمار وغير ذلك...
 ولا بد للإشارة هنا بان هناك فرقاً ما بين ان نكون أمام التحول الرقمي.. وما بين أننا أصبحنا في عمق هذا التحول الرقمي .
          ففي مجال تكنولوجيا المعلومات والسعي الى مواكبة التطورات الرقمية فيما يتعلق بالحكومة الرقمية والإقتصاد والإستثمار والتجارة والبنوك وغيرها الكثير .. فنحن هنا ما زلنا أمام التحولات الرقمية التي تسعى الدول لتطبيقها بنجاح .. وذلك من خلال تعزيزات العمليات الرقمية وأسلوب التحكم بالنشاطات الرقمية والخاصة بالأعمال من خلال إتباع استراتيجيات رقمية مبتكرة للتكيف مع العصر الرقمي المتسارع الذي نشهده اليوم، والشرح في هذا الجانب يطول..
          أما فيما يتعلق بالمجال الإعلامي وهو الموضوع الرئيس هنا .. فان الإعلام الدولي بات قوة أعظم من قوة السلاح .. وسلاح يفوق جميع الأسلحة والمعدات الحربية في العالم.. بإعتباره قادراً على إختراق العقول.. وقادراً على توجيه الناس نحو تحقيق الأهداف التي يريد تحقيقها والغايات التي يريد الوصول اليها من خلال تكيف الناس معه والتأثير عليهم من خلال رسائله..
          وقد ظهر الإعلام الرقمي منذ عام 2010 تقريباً من خلال تحوله من وسائل إعلامية تقليدية الى الكترونية، الى رقمية طرأت على وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة.. الى إعلام جديد تمثل بـ "الهواتف الذكية والفيسبوك".. وكذلك التطورات الرقمية التي طرأت على الأقمار الصناعية والهواتف الذكية والتي ساهمت هي الأخرى بشكل كبير في المجال الإعلامي.. وذلك بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي نتج عنها الثورة الرقمية التي نشهدها اليوم.
يؤمن الفلاسفة بأن الفلسفة هي أم العلوم، بينما يرى الإعلاميون أن الإعلام، شريك كل العلوم. فالإعلام بوسائله المختلفة شريك للسياسة والفن والأدب والاقتصاد والطب وغير ذلك. وهو إما أنه يوظف هذه العلوم في قالب إعلامى أو أنه يوثقها ويسجل تطوراتها بوسائله المختلفة. ولذلك أصبح الفصل بين الاعلام والعلوم الأخرى أمراً غير ممكن في تاريخ الإعلام.
          في مجال الطبيعة نسمع الرعد ونسمع زقزقة العصافير ونسمع صوت الريح وقرع البرد وصوت المطر كل ذلك اعلام عن حادث يحدث أو سيحدث. وفي التاريخ البشري رأى المفكرون ضرورة أنسنة الإعلام فكان السياق غلى ذلك طبول الحرب تعلن الحرب، ثم جاءت اجراس الكنيسة تنادي للصلاة، وبعدها جاء الآذان معلناً بلسان الانسان الدعوة إلى التجمع.
          واستمر التطور يحاكى علاقات الناس والطبيعة وتطورت الاتصالات من اتصالات شفوية إلى اتصالات بواسطة المراسلات على انواعها "حمام زاجل، وفرسان، وبريد... الخ.
          إن وسائل الإعلام (المطبوعة والالكترونية) على اختلافها تقوم بأداء مجموعة من الوظائف في المجتمع والعالم بصورة أعم. فإلى جانب التسلية والترفيه والتثقيف نجد الاعلام يضطلع بمهمة الإخبار وتسجيل الحوادث. وباعتراف الكثيرين، فإن تأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع أصبح أمراً مسلماً به، وحتى أن منهم من بالغ في خطر تأثير وسائل الاعلام من مجرد نشرها فقط لأخبار الحوادث والشخصياتز فها هو فولتير يصف وسائل الإعلام بأنها "آلة يستحيل كسرها وستعمل على هدم العالم القديم حتى يتسنى لها أن تنشئ؟ عالماً جديداً. ويعبر أحد رؤساء دول أمريكا اللاتينية السابقين عن قوة تأثير الصحافة بقوله: "لا أخاف أبواب جهنهم إذا ما فتحت بوجهي ولكني أرتعش من صرير قلم المحرر".

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية