"العناصر غير اللغوية في التشكيل البلاغى في المقامات النظرية لأبى بكر الحضرمى"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

    للإنسان هيئات وأوضاع مختلفة يتخذها الجسد أثناء التواصل  مع الآخرين، فتعبيرات الوجه وحركات الجسم وإيماءاته تسهم بشكل فعال فى الاتصال، فالانسان لا يتحدث  بلسانه فقد بل بجسده أيضا، فملامح الوجه وتعبيراته المتنوعة تؤدى دورًا مهمًا بوصفها مصدرًا للبيانات المتعلقة بالحالات الانفعالية للإنسان فتعطيه صفته ونعوته الجمالية المختلفة من بشر وعبوس أو سعادة وحزن أوغضب، وإيماءات الجسد وحركاته  وسلوك الإنسان غير الملفوظ رد فعل تعبيرى لموقف انفعالى ما، وينتج المعنى في لغة الجسد من حركات وإيماءات تصدر عن أعضاء مختلفة من الجسد بتشكيل نسق دلالي يسهم فى تشكيل نص جسدي قابل للقراءة والتأويل؛ حيث تتبوأ لغة الجسد مكانًا مهمًا في التواصل البشري؛ إذ هى أقوى في إيصال المعنى والتأثير في المتلقي؛ لأنها تخبر بطريقة ما عما لا يستطيع الكلام أن يخبر به، وهذا التواصل غير اللفظى قد يكون ملازمًا للتعبير اللغوى، يدعمه أو يؤكد عليه، وقد يكون مكملًا أو معدلًا للرسائل اللفظية، فيعمل على تقوية التعبير اللغوى ويجعله أكثر وضوحًا، كما يعوض الاتصال اللفظى، ويحل محله فى بعض الأحيان.
وقد وظف أبو بكر الحضرمى لغة الجسد في مقاماته مستغلًا الطاقات الكامنة في الجوارح  وتفعيلها فى نصوصه. فظهرت دلالات جسدية فى المقامات النظرية أسهمت فى التواصل اللفظى فكانت فى بعض المواقف أبلغ دلالة وأشد أثرا فى المتلقي من الملفوظ وكشفت عن مقاصد المتكلم خاصة أن موضوع المقامة يقوم على الكدية (التسول) فكانت تعبيرات الجسد خير معين للموقف التواصلى، والتأثير فى الحضور وأخذ أموالهم. ومن هذا المنطلق سيعنى البحث بدراسة العناصر غير اللغوية التى أسهمت فى التشكيل البلاغى فى المقامات النظرية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية