الأبعاد الفلسفية لمفهوم النيَّة وأثرها على فعلِ المُكلَّف (دراسة وصفيَّة تحليلية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دكتوراه في الفلسفة الإسلامية والتصوف

المستخلص

النية والإرادة والقصد إنَّما هي عبارات متوارده على معنى واحد؛ وهو حالة للقلب يكتنفها أمران: علمٌ وعملٌ، العلم يقدمه؛ لأنه أصله وشرطه، والعمل يتبعه؛ لأنه ثمرته وفرعه.
والعبادات من حيث الجملة، لا تصح ولا تجزئ إلَّا بالنيَّة، ولا يترتب ثواب أو عقاب إلَّا على أساس النية، فهي مدخل العبادة، وهي روح عمل المُكلَّف ولب قوامه؛ وقد دلت على أهميتها الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وآثار الصحابة رضوان الله عليهم.
وقد ظهر البُعد الفلسفي في إحسان النوايا، بأنه كلما أحسن المكلف نيته كلما كان ذلك سببًا للتوفيق والقبول، فعلى قدر النوايا تكون العطايا، والنية النافعة هي أن يقصد المرء بعمله وجه الله تعالى سواء كانت النفس تحب ذلك وتشتهيه أو تبغضه وتقليه.
فالنِّيَّة قطب الْعَمَل وعَلَيْهَا يَدُور، وَقد يُفِيد مُجَرّد النِّيَّة من غير عمل، ولَا يُفِيد عمل من غير نِيَّة، ويظهر البعد الفلسفي في تعديد النيَّة من خلال ثلاثة أُمور:

الأول: تحويل العادة إلى عبادة بالنيَّة.
الثاني: أنَّ لكل نيَّةٍ عمل.
الثالث: أنَّ النية أبلغ من العمل.

بما يعني أنَّ النيَّة تدخل في كل أفعال المُكلَّف، ويشمل ذلك المعاصي والطاعات والمباحات.
مع الأخذ في الاعتبار النية الفاسدة تفسد العمل الصالح، ولكن النيَّة الصالحة لا تحول العمل الفاسد إلى عمل صالح.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية