الصورة بين المحاكاة والإبداع: فضاء العلاقة بين الصيرورة والبقاء

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس فلسفة الفن وعلم الجمال كلية الآداب /جامعة عين شمس

المستخلص

تمتلك الصورة كل معطيات الاستقلال بعد اكتمالها وخروجها إلى النور؛ فهي كيان مستقل قائم بذاته، تستطيع أن تبوح وتكشف -وفقا لهايدجر- عن حقائقَ و أسرارٍ ومعانٍ وعلاقات جديدة في كل مرة تُرى فيها. وإذا استعارنا تعبير هراقليطس:" إنك لا تنزل النهر مرتين"، نستطيع أن نقول:" إنك لا ترى الصورة مرتين"؛ فهي بؤرة نشاط وطاقة متجددة. الصورة -إن صح التعبير- "حَفْرِيَّةٌ حَيَّةٌ." ومن حقك -عزيزي المتلقي- أن ترى الصورة كيفما تشاء؛ لأنك لا تملك عينًا بريئةً تعمل بمفردها بوصفها أداةً ذاتية، ولكنها تعمل بوصفها جزءًا فعَّالاً في كائن حي مركب ومتقلب الأطوار، ليس فقط في كيفية الرؤية، ولكن -فيما يُرى- فهي تنظم وفقًا للحاجة والميل، وتنفي وترفض وتصنف وتحلل وتركب.
     من هنا تأتي أهمية موضوع بحثنا، الذي يتركز حول تقديم دراسة تحليلية عن مفهوم الصورة وتوضيح العلاقة بين المحاكاة والإبداع في إطار هذا المفهوم، وتحليل العلاقة بين المتلقي والصورة وكيفية قراءة المتلقي للصورة. هذه الفرضية أثارت في ذهاننا كثيرًا من التساؤلات؛ منها: هل ما تقوم به الصورة هو -بالفعل- مجرد نقل حرفي وأمين للواقع دون إضافة أو إبداع؟ وهل هناك علاقة بين المحاكاة والإبداع؟ وهل الإضافة والتغيير فيما تنقله الصورة يفضي إلى تشويه الواقع؟ وهل من الممكن أن تقوم الصورة بعملية المحاكاة والإبداع في الوقت ذاته دون تعارض؟ من الذي يحكم على ما تحاكيه الصورة وتنقله؟ من الذي يمنح الصورة وجودها وصيرورتها؟ كيف تصبح الصورة عالَمًا مستقلًا يحمل في طياته الكثير من العلاقات الدلالية المسكوت عنها؟ ومن الذي يكشف عن هذه العلاقات؟ من هنا يستهدف بحثنا تحليل مفهوم الصورة؛ بُغْيَةَ الإجابة عن تلك التساؤلات وغيرها. لتحقيق هدف الدراسة كان لزامًا علينا أن نستخدم منهجًا تكامليًا قوامُه التحليل النقدي المقارن. 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية