اتِّجاهاتُ الشَّبَابِ المِصْرِيِّ نحوَ الهِجْرَةِ الدولِيَّة دِرَاسَةٌ مَيْدَانِيّةٌ ونَظَريةٌ في ضَوءِ النَّماذِجِ النَّظريَّةِ المُفَسِّرَةِ للهِجْرةِ الدوليَّة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ علم الاجتماع المساعد – کلية التربية – جامعة عين شمس

المستخلص

وفق منهج المسح الاجتماعي بالعينة هدفت الدراسة استکشافُ خطيَّةِ العلاقةِ بين فروقُ الأجورِ وتدنِّي البنيةِ الاجتماعيةِواتجاه الشبابِ نحو الهجرةِ الدولية.
وتشکلت إشکالية الدراسة في التساؤل الرئيس التالي :-: ماهي اتجاهاتُ الشَّبابِ المصريِّ نحو الهجرةِ الدّولية، ومَا هيَ الأسبابُ الدَّافعةُ إلى ذلک، وکيفَ يُمکنُ الحدُّ من الهجرَةِ بنوْعيْهَا القانونيّة وغير القانونية؟ واستند إل العديد من الفروض منها : ينصُّ الفرْضُ الصِّفريُّ المُناظِرُ للفرضِ الأوَّل على: لايوجدُ اتجاهٌ لدى أَفْرادِ عيِّنَةِ الدِّراسةِ نحو الهجرة الدولية.
وتوصلت إلي أهم النتائج:
أن اتجاه الشَّبابِ نحوَ الهجرةِ إيجابيٌ کما يشير توزيعُ العيِّنة من الشباب وفقًا لدرجة اتجاه الشَّباب نحو الهجرة، حيث تراوحتْ قيمتُه بين 26 کحد أدنى، 57 کحد أقصى، کما بلغت قيمة المتوسط الحسابي 00 . 41 تقريباً،وانحراف معياري بلغت قيمته نحو 8.81. يتَّضح مما سبقَ أنَّ الفرقَ بين القيمةِ الأقلَّ والقيمةِ الأکبرَ يدعمُ مسألةَ تنوُّعِ واختلافِ الاتجاهات بين الشباب نحوَ الهجرةِ المشروعة وغير المشروعة، ، حيث تبيَّنَ أن أکثرَ من نصف العيِّنة اتجاههم نحو الهجرة ايجابي 67.5%، ثم نسبة اتجاهٍ محايدٍ 7.5%، بينما مثَّل الاتجاه السلبي نسبة 25% والذي يمکن إحالته إلى کون هذه النسبة من المتزوجين.

الكلمات الرئيسية


اتِّجاهاتُ الشَّبَابِ المِصْرِیِّ نحوَ الهِجْرَةِ الدولِیَّة دِرَاسَةٌ مَیْدَانِیّةٌ ونَظَریةٌ فی ضَوءِ النَّماذِجِ النَّظریَّةِ المُفَسِّرَةِ للهِجْرةِ الدولیَّة

أ.د.م سهیر صفوت عبد الجید

أستاذ علم الاجتماع المساعد – کلیة التربیة – جامعة عین شمس

     ملخص

وفق منهج المسح الاجتماعی بالعینة هدفت الدراسة استکشافُ خطیَّةِ العلاقةِ بین فروقُ الأجورِ وتدنِّی البنیةِ الاجتماعیةِواتجاه الشبابِ نحو الهجرةِ الدولیة.

وتشکلت إشکالیة الدراسة فی التساؤل الرئیس التالی :-: ماهی اتجاهاتُ الشَّبابِ المصریِّ نحو الهجرةِ الدّولیة، ومَا هیَ الأسبابُ الدَّافعةُ إلى ذلک، وکیفَ یُمکنُ الحدُّ من الهجرَةِ بنوْعیْهَا القانونیّة وغیر القانونیة؟ واستند إل العدید من الفروض منها : ینصُّ الفرْضُ الصِّفریُّ المُناظِرُ للفرضِ الأوَّل على: لایوجدُ اتجاهٌ لدى أَفْرادِ عیِّنَةِ الدِّراسةِ نحو الهجرة الدولیة.

وتوصلت إلی أهم النتائج:

أن اتجاه الشَّبابِ نحوَ الهجرةِ إیجابیٌ کما یشیر توزیعُ العیِّنة من الشباب وفقًا لدرجة اتجاه الشَّباب نحو الهجرة، حیث تراوحتْ قیمتُه بین 26 کحد أدنى، 57 کحد أقصى، کما بلغت قیمة المتوسط الحسابی 00 . 41 تقریباً،وانحراف معیاری بلغت قیمته نحو 8.81. یتَّضح مما سبقَ أنَّ الفرقَ بین القیمةِ الأقلَّ والقیمةِ الأکبرَ یدعمُ مسألةَ تنوُّعِ واختلافِ الاتجاهات بین الشباب نحوَ الهجرةِ المشروعة وغیر المشروعة، ، حیث تبیَّنَ أن أکثرَ من نصف العیِّنة اتجاههم نحو الهجرة ایجابی 67.5%، ثم نسبة اتجاهٍ محایدٍ 7.5%، بینما مثَّل الاتجاه السلبی نسبة 25% والذی یمکن إحالته إلى کون هذه النسبة من المتزوجین.

الکلمات المفتاحیة : اتجاهات ، الشباب ، الهجرة الدولیة

 


Migration

The attitudes of Egyptian youth toward(s) international migration

A field and theoretical study in the light of theoretical models that explain international migration

Summary

 

According to the sample Social Survey Methodology, the study aimed to explore the linear relationship between wages differences, low social structure and youth attitudes towards international migration.The problem of the study was formed in the following main question: What are the attitudes of Egyptian youth towards international migrations, what are the reasons that drive to this and how can migration be restricted in both legal and illegal types?

The study considered several hypotheses: The zero hypothesis which is equivalent to the first hypothesis states: That there is no trend of the sample of the study towards international migration. The study reached to the following most important results:

The trend of youth towards migration is positive.

It refers to the distribution of the young people sample according to the degree of youth towards migration, which ranged from 26 at a minimum and 57 at a maximum. The Arithmetic mean reached approximately 41.00 and the standard deviation reached about 8.81. It is clear from the previously mentioned that the difference between the lower value and the greater value supports the diversity and different attitudes among young people towards legal and illegal migration. It turns out to be that (It is clear that) more than half of the sample have a positive attitude by 67.5% towards migration, then neutral attitude which is 7.5%. The negative attitude reaches 25%, and it appeared that this percentage of married young men.

key words :

Attitude (trends), young men, Youth and International Migration

 


اتِّجاهاتُ الشَّبَابِ المِصْرِیِّ نحوَ الهِجْرَةِ الدولِیَّة دِرَاسَةٌ مَیْدَانِیّةٌ ونَظَریةٌ فی ضَوءِ النَّماذِجِ النَّظریَّةِ المُفَسِّرَةِ للهِجْرةِ الدولیَّة

أ.د.م سهیر صفوت عبد الجید

أستاذ علم الاجتماع المساعد – کلیة التربیة – جامعة عین شمس

مقدمة :-

الهِجرةُ فی عصر العَوْلمَةِ عملیةٌ دینامیکیَّةٌ مرکزیةٌ، ﻣﺮﺗﺒطةٌ بالقضایا العالمیَّةِ الهامَّةِ الأُخْرى مثل التنمیة والفقر وحقوق الإنسان ارتباطًا ﻻ یمکن فصلها عنها.[1]

وفی ظلِّ وجودِ الکثیرِ من النَّظریَّاتِ التی تُنَاقِشُ الهجرة ما یزال هناکَ شیءٌ من الفراغ عندما نَحتاجُ إلى إطارٍ نظریٍّ واحد یوفِّر التَّماسک. فقد بدأ أولیفر باکویلBakewell (2010)  فی وضعِ بعضِ اللبناتِ الأَساسِیِّةِ لإطارٍ مُحْتَملٍ لدراساتٍ الهِجرة، بدایةً من فرضیة أنَّ الهجرةَ ظاهرةٌ عالمیةٌ، یهدف بذلک إلى تقدیم الخطوطِ العریضةِ للأَساسِ النَّظَرِیِّ الذی یمکن أن یسمحَ بتطویر إطارٍ نظریٍ متماسکٍ لمعالجةٍ أسئلةٍ مثل: من یتحرک من (أ) إلى (ب) و لماذا؟ لماذا هؤلاء الأشخاص ولیس غیرهم؟ لماذا ینتقلون إلى(ب) بدلاً من (ج)؟ لماذا ینتقلون فی هذا التوقیت؟ [2]

اعتقد ستیفن کاسیلز( Castles, S., 2010)  أنَّ الوصولَ إلى نظریةٍ واحدةٍ للهجرة غیر ممکن، کما أکَّد کلٌ من ألیخاندروبورتیز على أنه من الأفضل للباحثین فی الهجرة أن یقیدوا أنفسهم بنظریَّاتٍ متوسطة المدى. [3]یمثّل عمل إیواموراویسکا (Morawska 2009) إحدى المحاولات الواضحة لتقدیمِ إطار علم اجتماع للهجرةِ، حیثُ یُقدِّم حالةً قویةً لتحلیل الهجرةِ فی سیاقِ نظریَّةِ البنیةِ لــ(جیدینز)، فیه ترتبطُ عملیةُ الهجرةِ بقضایا أوسع، مثل العولمةِ، والمواطنةِ عبر الوطنیة، والتعددیةِ الثقافیةِ. ولکی نفهمها فإننا بحاجةٍ إلى نظریةٍ یمکن أن تُفسِّرَ التَّفاعُلَ بَیْنَ العَمَلِیَّاتِ الکلِّیةِ والجُزْئِیِّة، وهِیَ نَظَرِیَّةُ المُمَارسَةِ التی تهتم بتحلیلِ العَلاقةِ بَیْنَ الفَاعِل (Agent) والبُنیة، وأیّهما تعودُ له الأولویة، أی الطریقةُ التی تُسَاهِمُ بها البِنیَاتُ الاجْتِماعیَّة (المؤسسات والعلاقات فی خلق فعل الهجرة) وفی التأثیر على الشُّروطِ التی تتم بها، وذلک من خلالِ ملاحظةِ ممارساتِ الحیاةِ الیومیةِ وطریقةِ فعل الأفراد فی هذه البنیات. [4]

لعلَّ الحدیثَ عنْ هِجْرةِ العَمَالِةِ حدیثٌ عنِ واقعٍ یدْفعُ هؤلاءِ المهاجرینَ إلى اللجوءِ إلى حلِّ الهجرةِ کخلاص وملجأ. فبالنَّظِرِ إلى البنیةِ العامةِ للمجتمعاتِ المصدِّرةِ نَجدها تَتَّسِم بِسماتٍ خاصةٍ تؤدی بالضَّرورة إلى اللجوءِ إلى الهجرة کَحَلٍ ومحاولةٍ لتحسینِ الوضعِ المعیشی، ولعل السبب الأول یکمنُ فی سلبیةِ العلاقةِ بین النُّموِّ الدیمغرافیِّ الذی تتسم بهِ المجتمعاتُ النَّامیةُ، وغیاب فرص العملِ والخططِ التَّنْمویَّة. کما تشکِّلُ الوسائلُ والنمطُ الإنتاجیینِ سببًا ثانیا؛. فضلاً عن ذلک، فإن مؤشرَ التعلیمِ یؤکِّدُ ضعفه، والأمیَّة توسّع انتشارها وتصلُ فی بعضِ البلدانِ إلى معدَّل 60 % من إجمالی السکان، وهذا تفسیرٌ آخر لجعلِ مجموعةٍ من الأُسرِ تَبْحثُ عن إمکانیَّةٍ أفضلَ توفِّرُ من خلالها التَّعلیم الجیَّدَ، والإمکانیَّاتِ اللَّازِمةَ لأولادها.

 وهکذا کانت هذه المعوقاتُ سببًا فی عدمِ قیامِ مجتمعِ المعرفةِ الذی یُفضِی فی النِّهایةِ إلى غیابِ التَّنمیةِ الاجتماعیَّة، وغیابِ الحَافزِ الأسَاسِیِّ فی قیامِ الکفاءاتِ والخبراتِ القادرةِ على تسییرِ الاقْتصادِ الوطنیِّ. ولا یمکن أن نتجاهلَ ضعفَ المنظومةِ الصحیَّةِ، وعدمَ المساواةِ فی منْظومةِ العلاجِ المتَّبعةِ فی هذه الدول، حیثُ توجدُ مناطقُ عدیدة فی کل دولةٍ خارجَ التغطیةِ الطبیة.

وأخیرًا، کانتِ العواملُ السِّیاسیةُ متمثّلة فی غیابِ الحرِّیاتِ التی تسمحُ باتخاذِ مبادراتٍ فردیةٍ وجماعیـةٍ، والنزاعاتُ، وغیابُ الاستقرارِ السِّیاسیِّ والاجتماعی. ففی ظـلِّ هـذهِ الأوضـاعِ السِّیاسیِّةِ وغیابِ الأمنِ الذی یشکِّلُ إحدى الرکائزِ الأساسیَّةِ للتنمیة، ترتفعُ وتیرةُ النُّزوعِ نحوَ الهجرةِ عند الشباب، حیثُ یظهرُ أنَّ ضعفَ التَّنمیةِ یُشکِّلُ سبَبًا رئیسیًا من أسبابِ الهجرةِ والبحثِ عن فرصةِ عملٍ توفِّر العیشَ الکریمَ، وتفضی إلى الاستفادةِ من الخدماتِ الاجتماعیةِ والصحیةِ، وتفعیلِ مبدأ المواطنة.

أولًا: الإطار العام للدراسة

1. موضوع الدراسة
شهدت النظریةُ الاجتماعیةُ فی مرحلةِ الحدَاثَةِ جدلیَّةَ العلاقةِ بینَ ثُنائیَّةِ البِنْیَةِ والفِعْل، هذه الثنائیة التی تقترنُ بجدلٍ مستمرٍ حول مدى امتلاکِ البشرِ لإِرادةٍ حرةٍ تمکّنهم من التصرفِ وفقا لرغباتهم، ومدى ذلک من ناحیة أخرى، حیث یتمُّ تقییدُ البشرِ من خلالِ "الأشیاء" الاجتماعیةِ أو المجتمعِ أو المؤسساتِ الاجتماعیة.
وبالتالی فإنَّ البحثَ عن تفسیرٍ لظاهرةِ الهجرةِ الدّولیة فی مرحلةِ الحداثةِ یحیلنا إلى ثلاثةِ نماذجَ نظریَّة تساعدنا فی تَقْدِیمِ رُؤْیةٍ عنِ الأسْباب. قد تکونُ الدوافعُ نابعةً من ضغوطٍ بنیویةٍ تفرضُ على الفاعلِ أن یمتَثِلَ للواقع الذی فُرِضَ علیه، وقد تکونُ نابعةً من رؤیةٍ خاصةٍ بالفاعلِ نفسه، وقد تکونُ تحت ضغطِ عواملٍ قهریةٍ طبقیة. وبالتالی فإننا أمامَ نماذجَ تفسیریةٍ متنوعة، [5]. انطلاقًا من البرادیم البنائی ووفقاً للإتجاه الوضعی والذی یقر بأسبقیة المجتمع على الفرد، لأن هذا المجتمع واقع موضوعی یربى وینشأ اجتماعیًا. فلدراسة ظاهرة معینة، یجب أن یُبدأ باستجلاء خصائص المجتمع الشاملة وتبیان خصائصه، أی التعرف إلى المحددات والشروط السوسیواقتصادیة والثقافیة العامة التی تفرز هذه الظاهرة؛ فالسلوکیات الاجتماعیة لا یمکن اختزالها فی الحصیلة العامة لمجموع السلوکیات الفردیة، لأن الکل یفیض عن مجموع أجزائه، لهذا، فإن هذا التصور یعطی المجتمع قدرة تفسیریة کاملة، ویماهی بین الفاعل والنسق، ویفترض أن الفعل الاجتماعی لیس سوى تنفیذ لمعاییر وقیم مؤسساتیة وأدوار یستدخلها الأفراد ویستبطنونها وبالتالی، ینبغی أنْ ینطلقَ التحلیلُ السوسیولوجی من دراسةِ الأشکالِ الاجتماعیةِ الکبرى والبنى والأنساقِ والمنظَّماتِ والمؤسساتِ الکبرى، وذلک لإبرازِ دورها فی تشکیل مضامینِ السُّلوکیَّاتِ الفردیةِ وتحدیدها، وتشکیلِ معانی هذه السلوکیَّاتِ وتحدیدها، لأنَّ المجتمعَ یشملُ الفردَ ویتجاوزه. ولأَنَّ هذا الاتجاهَ یرى أنَّ الظواهر الاجتماعیةَ لها من السُّلطةِ ما یجعلها قاهرة وملزمة للأفراد، فإنَّ الهجرة ما هیَ إلَّا فعلٌ اجتماعیٌ لا یفعلهُ الفردُ انطلاقًا من اختیاراتهِ وأفکاره، بل هو فعلٌ امتثالی لا یسعُ الفاعل إلا القیام به. فالمجتمع هو العنصرُ الفاعلُ والنشطُ، والأفرادُ خاضعونَ إلى حدٍبعیدٍ للضغوطِ التی تَفرضِها مجتمعاتُهم علیهم حتى یتمکَّنوا من الامتثالِ للتوقُّعاتِ الاجتماعیة. إن الأفراد فی هذا البرادیم یستجیبونَ لمتطلباتِ مجتمعهم، ویجدونَ مکانَهمُ فی إطارِ النِّظامِ الاجتماعیِّ العام، وهم یتَّجهونَ إلى الارتباطِ بذلکَ الوضعِ الذی یحدِّدهُ المجتمعُ لهم.وعلى هذا یتم اعتبارُ الهجرةِ کفعلِ امتثلَ له الأفرادُ ویعکسونًهُ فی تصرُّفاتِهم امتثالًا للمجتمع.

یتشکَّلُ النموذجُ الثانی من الاتجاهِ المادِّیِّ التَّاریخیِّ حیث تفسَّرُ عملیَّة الهجرةِ مِن خلالِ مقاربَةِ التَّوزیع اللامتکافئ لعوامِل الإنتاج، حیثُ تمثِّلُ الهجرةُ نوعًا منَ الاستغلالِ الذی تُمارسه الدُّل الصِّناعیَّةُ عبرَ عملیِّة التحفیزِ وتشجیعِ الأفرادِ على الهجرةِ من أجلِ تحْریکِ عملیَّةِ الإنتاج، وکذلک أَشکالُ القَهْرِ التی تُسبِّبُها للبلدانِ غیر الصناعیة من أجلِ ضمانِ تبعیَّتها.فالبرادیم المارکسیُّ یؤکِّدُ على الوضعِ المحیطی للبلدانِ الفقیرةِ والنامیةِ فی إطارٍ عالمیٍ دائریٍ تَحْتَلُّ البلدانُ الغنیَّةُ الصِّناعیةُ مرکزَهُ، وتعملُ البلدانُ الغنیةُ على امتصاصِ ثرواتِ بلدانِ المحیط إلى حدِّ تفقیرها واستغلالِها اقتصادیًا وسیاسیًا، وجعلها بالتالی تابعةً لها.

إنَّ سلوکَ البلدانِ المستغلّة یزیدُ فی اتِّساعِ الهوَّةِ بین هذینِ الشقینِ، ویمثِّلُ حافزًا للهجرةِ من بلدانِ المحیطِ فی اتجاهِ بلدانِ وسطِ الدائرةِ، أی الغنیَّة الصِّناعیة أو الأوروبیة. الشیء الذی یمکِّن هذه البلدان الأوروبیة من الاستفادةِ مِن المواردِ البشریِّة المکوّنة وغیرها لتعزیزِ نموهَا الاقتصادیِّ، وتقدُّمها التِّقنی.وعلیه فإِنَّ فعل الهجرةِ یتحوَّلُ إلى ظاهرةٍ اجتماعیَّةٍ بالمعنى السوسیولوجی، وعندما تصبحُ فعلًا شاملًا ممتدًا فی الزَّمانِ والمکانِ فإنَّ من غیر المفیدِ دراستها على مستوى الوحدات المکوّنةِ له،وهم الأفراد، بل ینبغی البحثُ عن تلک التَّنظیماتِ التی تُمارِسُ سِحرهَا على الأفرادِ وتقنِعهم بالهجرة. وبالتالی فإن هذا النموذج یؤکِّدُ فی تفسیرِ الهجراتِ على الأنساق والبنیات الاجتماعیةِ، لأَنَّ الأفرادَ یتحرَّکون وفقَ مقتضیَاتِ علاقاتِ الإنتاجِ السَّائدةِ، بدلَ اللجوءِ إلى تفسیرِ الهجرات انطلاقًا من الفرد[6]

إذا أردنَا فهمَ الفعلِ الاجتماعیِّ الذَّاتیِّ للأفرادِ وأسبابِ توجهِهم للهجرةِ فأنَّنا نَلجأُ إلى مفهومِ الفعلِ الاجتماعیِّ عند فیبر للبحثِ عن أسبابِ الفعل الفردیِّ وتعدد دلالاتهِ الاجتماعیة ِبالنِّسبةِإلى الفرد،أی استجلاءِالمعنى الذی یضفیه الفاعل على سلوکه. فهذا التصور یعترف بقدرة الفرد على المبادرة والاختیار والحساب العقلانی؛ إنه یعطی الأولویة للفاعل ومنطق فعله فی تشکّل البناء الاجتماعی على حساب أسس المجتمع ، لأن الأفراد هم( فی منظور هذا التصور) من یمتلکون قدرة کبیرةعلى إعادة تملّک هذه الأسس )قیم، معاییر، معتقدات، تابوهات اجتماعیة ...إلخ ( وإعادة تأویلها وصوغها من جدید لجعلها تتناسب مع أهداف الفاعل..فوحدةُ التحلیلِ هی الشَّخصُ الفاعلُ، وهذَا یَدْعو إلى اخْتزالِ کلِّ المفهوماتِ الأخرى مثل الدَّولة والمجتمعِ أو النِّظامِ الاقتصادی ...الخ، إلى فعلٍ یمکنُ فهمه. أی إلى أفعالِ الأفرادِ المشترکینَ فی هذا النَّشاط.وبالتَّالی،علینا أنْ نَضَعَ أَنْفُسنَا فی مَقَامِ الشخصِ المُهاجِرِ لفهْمِ سلوکهِ الذَّاتیِّ والدَّوَافعِ والغایاتِ التی تفسِّرُ هذا السُّلوک. ولأَنَّ الفِعْلَ عِنْدَهُ یتَّحددُ ما بینُ عاطفیٍ وقیمیٍ وعقلانیٍّ، فإنَّ فعلَ الهِجرةِ یختلفُ إزاءَ ذلکِ بتفسیراتِ الفعلِ، حیثُ یُعتبرُ المُهاجرُ فاعلًا عقلانیًا عندَ ترکهِ لمجالٍ لا یوفِّر الإمکانیَّاتِ إلى مجالٍ محفزٍ ومحققٍ لذاته. کمَا تُعتبرُ علاقةُ المُهاجرِ بمواطنهِ الأصلیِّ أیضًا فعلٌ عاطفیٌ یتجلى ذلک فی الزیارات المتکررة.کما یُعتبرُ فعلهُ عقلانیٌ مرتبطٌ بقیمةٍ،ویتجلَّى ذلک فی أنواعِ الخدماتِ التی تفیدُ مجتمعَهُ الأصلی، والتی کانَ غیابهَا أو نُدرتُهَا سببًا فی ترکِهِ لهذا المجال. فتصوُّراتُ الشبابِ للعالمِ الغربیِّ وما له من مغریاتِ المعیشةِ من فرصِ العملِ المتاحةِ، والرواتبِ المغریةِ، جعلتهم یتشبَّثونَ بفکرةِ العیشِ هناک، وبالتالی فإنَّ المهاجرَ هنا لیس هوالمتشرِّدُأوالتَّائِه،ُبل هوإنسانٌ اقتصادیٌّ بالدرجةِالأولى،یقوم ُبأفعالٍ عقلانیةٍ وغائیةٍ بالمعنى الفیبیری[7]

یطرح جدینز "Giddens Anthony" تفسیراً أخر للهجرة الدولیة فیما بعد الحداثة من خلال نظریة الهیکلة وهی نظریة اجتماعیة طورها "أنتونی جیدنز" والتی تهدف إلى توضیحِ التَّداخلِ بینَ الموجوداتِ البشریَّةِ والبنى الاجتماعیةِ التی ینتمونَ إلیها. فالتَّفسیراتُ الخاصَّةُ بالحیاةِ الاجتماعیةِ فی وجهةِ نظر "جیدنز" إمَّا أنْ تمیلَ إلى القوةِ أو الفاعلة Agency التی تتشکَّلُ من المقاصدِ والمعانی ونشاطاتِ الأفراد، أو تمیل إلى البنیةَStructure التی هی المنطقُ والقیودُ وأنظمةُ المجتمع. وقد اقترحَ "جیدنز" بدیلًا لتلکَ الثنائیةُ من خلالِ إعادةِ انتاجِ الحیاةِ الاجتماعیةِ کعملیَّةٍ بنائیةٍ مستمرة. فالبنیةُ موجودةٌ فی کل لحظة من لحظاتِ التَّفاعلِ الاجتماعی، والبُنى لیست قیودًا فحسب، بل هی الظُّروفُ المناسبةُ للعملِ والفعلِ الاجتماعی. وهذا ما یدعونه بـ " الممارسات الاجتماعیة"، أنَّ البنائیَّةَ تحاولُ أن تسلَّطَ الضَّوءَ على ما أسماهُ أنتونی جدنز Giddens Anthony بالثنائیة Duality أی العلاقةِ المتبادلةِ بین الطرفین، فلا سلوکُ الفاعلِ Agent یأخذ ُالأولویةَ ولا البناء Structure یطغى على الفاعل، وإنَّما عملیةُ التبادلِ والتفاعل "the process of Interaction" بین الاثنینِ هی المهمَّةٌ لفهمِ المجتمعِ ودراسته. بذلکَ یکونُ جیدینز قد وقفَ موقفَ الوسطِ بین التقلیدِ الذی أسسهُ ماکس فیبرWeber Max" " والذی یتَّخذُ من فعل الوحدة (Action Theory) أو الفردِ نقطةَ انطلاقٍ فی دراسةِ المجتمعِ التی سمیت بنظریة الفعل. وفی الطرف الآخرِ التقلیدُ الذی یعودُ إلى أعمالِ إیمیل دورکهایمDurkheim Emil"" الذی یرکِّزُ على المجتمعِ بوصفهِ نظامًا مستقلًا بذاته یصبحُ تأثیرهُ کبیرًا ومباشرًا فی الأفراد. ففی عام 1984 ظهرت کتابات أنتونی جیدینز Giddens Anthony الذی أشار من خلالها إلى ما أسماهُ النَّظریَّةُ اللإنبنائیةُ، أو عملیةُ البناء Structuration Theoryالتی من خلالها یؤثِّرُ الفردُ فی بناءِ المجتمعِ والبناء یؤثِّرُ فی سلوکِ الفردِ والآلیةِ التی تربطُ الطرفین هی القواعدُ، والأعرافُ، والرموزُ،والمؤسساتُ التی یبنیها الأفراد.هذا یعنی أنَّ البنائیین یرون أن البناءَ هو بناءٌ اجتماعیٌ ناتجٌ عن ممارسات الفاعلین التی بدورها تتأثَّرُ بهذا البناء.[8] وفی تناولِ جیدنز فی کتابِه الذاتُ والمجتمعُ فی العصرِ الحدیثِ أربعُ معضلاتٍ للذاتِ تواجهُ الفردَ فی عصرِ الحداثَةِ، وهذه المعضلاتُ لیست صعوبات تواجه الذاتَ، ولکنَّها معضلاتٌ یجبُ على الذَّاتِ فهمُهَا ووعیُهَا والسَّیطرةُ علیها. یشکِّلُ ظُهُورُ المجتمعِ الکوکبِیِّ أولُ هذه المعضلاتِ، والذی شکَّل تهدیدًا للمجالِ المحلِّی، وفی نفس الوقتِ إتاحةُ الخیاراتِ للفردِ، وتهاجم الأسواق، وتدمر بشکل عام العلاقاتِ الاجتماعیةِ التقلیدیةِ، ویشمل ذلک العائلة والذات. وبینما تقومُ الأسواقُ بتوسیع نطاقِ المبادرةِ الفردیة وصنع القرار، وتربط کل ذلک باتجاهٍ معینٍ وهو اتجاهُ السُّوق، حیثُ أوردَجیدینز أنَّ الذاتَ فی عصرِ مابعدالحداثةِ هی المستهلکُ، وأسلوبُ الحیاةِ باعتبارهِ سلعة، والنَّشاط الذاتی باعتبارهِ سلعة المستهلک، وتأکید إعادةِ تشکیلِ الحیاةِ الیومیَّةِ فی نفسِ اتجاهِ السُّوقِ، إلا أنَّ هناک حدودًا لهذه الأسواق، وهی کلٌّ منَ المعیَاریَّةِ والتفتیتِ.

تشیرُ الذَّاتُ إلى ثانی المعضلاتِ، حیثُ یتمُّ تفکیکهَا وتشظیهَا وإصابتهَا بالفردیَّة والتشیؤ، مما ینْعکسُ علیها ویصیبها بحالةٍ من الاغترابِ، فالمجتمعُ الحدیثُ یخلقُ الاغترابَ، والشذوذَ، والترشیدَ، وهوَ ما یؤدِّی إلى اختلالِ الأمنِ الوجودیِّ وبروزِ المخاطرةِ والانعکاسیةِ، وهو ما یمثِّلُ المعضلةَ الثَّالثة. فی ضوءِ ذلک، یقومُ الأفرادُ بتطویرِ وسائلَ تحدُّ من آثارِ هذهِ المعضلاتِ ببناءِ الذَّاتِ عن طریقِ التَّملُّکِ والسَّیطرةِ على ظروفِ الحیاة.والهجرةُ هُنا هیَ المدلفُ للخروجِ من أزماتِ هذا المجتمع؛ فلقدِ اعتمدَ جیدنز بشکلٍ کبیرٍ على تطورِ الوعیِ لدى الذَّاتِ الفاعلةِ أکثرَ من اعتمادهِ على تقسیمِ العملِ کمَا هو الحالُ عند دورکایم، وفی نفسِ الوقتِ فقد لاحظ الآثار القویَّةَ للتشیُّؤ وعدمِ المساواةِ الاقتصادیةِ، والتی یمکنُ أن تبرزَ على أثرهَا فعل الهجرة.[9]

یُقدِّمُ بوردیو تفسیرًا لأسبابِ الهجرةِ الدولیةِ من خلالِ نظریةِ الممارســةِ الاجتماعیةِ، فقدْ توصَّـلَ إلى أنَّ العلاقـَةَ بـینَ البنیةِ والفعلِ علاقـةٌ متداخلـةٌ ومتشـعبِّةٌ ولا یمکنُ الفصلُ بینهما.لتوضیح کیف تتولَّدُ الممارسةُ الاجتماعیةُ تحتَ تأثیرِ هذه العلاقـةِ طـوَّرَ مفهـومُ "الهـابیتوس" للکشـفِ عـن تمثـلِ الـذَّاتِ الفاعلـة للموضـوعیة، وطـوَّرَ مفهـوم: "الحقل" لیعـبِّرَ عـن تـأثیرِ الذاتِ للشُّروطِ الموضوعیَّةِ، وتصبحُ الممارسةُ محصِّلةَ للعلاقةِ الجدلیةِ بـین َالهـابیتوس والحقل، أو هـی نـاتجُ تفاعلِ الهابیتوس مع الحقل.[10]

فالحقلُ عنــد بوردیــو یُعتــبَرُ أداة تفســیریة تــربطِ البنــاءَ الاجتمــاعیَّ بالممارســةِ الاجتماعیــةِ، وتصــبحُ بذلکَ الحقولُ بمثابةِ البیئةِ التی تتمُّ فیهَا عملیاتُ إنتاجِ واستهلاکِ وتوزیعِ مختلفِ أشکالِ المـواردِ الرمزیَّـةِ والمادِّیةِ، ویمکنُ أن تُفهـم بنیـةُ الحقلِ فقـط مـن خـلالِ کشـفِ علاقـاتِ القـوَّةِ بـین الفـاعلین ومراکـز تمرکـز المصالحِ فی لحظةٍ تاریخیةٍ محددةٍ.یستخدم ُبوردیو مصطلحاتٍ أخـرى فی فحـوى نظریتـه: کالرأسمـال الثقـافی، والرأسمـال الاجتمـاعی والرأسمـال الرمـزی، والممارسة الانعکاسـیة[11]وهذا یعنی أن الحقولَ تشیرُ إلى میادین الإنتاج، والتداولِ، والاستیلاءِ على المنافعِ، أو الخدماتِ، أو المعرفةِ، أو المکانةِ، والأوضاعِ المتنافسةِ التی یحتلها الفاعلونَ فی نضالِهم من أجلِ مراکمةِ تلک الأنواعِ من رأس المالِ، إنَّ الفردَ من کثرةِ الضغوطاتِ التی یتعرضُ لهافی موطِنهِ الأصلیِّ (حقوله المختلفة، وافتقاده لرأس المال) یتِّخذُ قرارَ الهجرةِ،وتدلُّ عدیدٌ من الدراساتِ التحلیلیةِ والتجریبیةِ على تظافرِ عواملَ کثیرة لإنماءِ ظاهرةِ الهجرةِ. یتحددُّ العاملُ الأولُ فی العاملِ الدیمغرافی، حیث ظاهرةُ البروزُ الشبابیِّ،والتی لم یواکبها نمو مماثل فی المعدلاتِ الإنمائیةِ، وفی فرصِ التشغیلِ المحدثة.وتلعبُ الأنماطُ التعلیمیةُ المتدنیةُ دورًا ممیزًا فی هجرةِ قوى العملِ الوطنیةِ. ثم تأتی العولمةُ والثورةُ الاتصالیةُ لتشکِّلَ العاملَ الثالثَ فی عرضِ نماذجِ التقدُّمِ فی العالمِ الغربیِ، وتشکیل صورةٍ ذهنیةٍ تداعبُ أَحلامَ الشبابِ وطموحاتِهم، خاصَّةً فی ظلِّ اختلالٍ بین معدَّلاتِ النموِّ السُّکانیِّ ومعدلاتِ النموِّ الاقتصادیِّ التی تتحکَّمُ فی إیجادِ فرصِ العمل، مما أدَّى إلى ارتفاعِ نسبِ البطالةِ بکلِّ أنواعها الظرفیَّةِ والهیکلیَّةِ والتقنیةِ.وتشکِّلُ هذه الضغوطُ مجتمعة عواملَ للجذبِ وأخرى للطردِ شکَّلت مجتمعًا یقفُ على حافَّةِ الخَطرِ ویتسمُ بسمات: الفقر وتزاید الفجوة بین الأغنیاء والفقراء وسیادة روح عدم العدالة فی توزیع الدخل والثروة. وسلوک الطبقة الجدیدة الاستفزازی، وعادات الاستهلاک التفاخری التی بدأت تجتاح المجتمعات العربیة. تزاید البطالة، وانتشارها خاصة بین الشباب والنساء. اتساع دائرة الفساد والإفساد فی المجتمع. یترافق ذلک مع تدهور الحالة الصحیة والتعلیمیة.  تدهور وضع الخدمات الاجتماعیة.  تدهور حالة البیئة، وإجهاد مصادر المیاه، وانتشار الجفاف والتصحر.  الضغوط الدیمغرافیة [12]فی خضمِّ تلک الأسبابِ یفقدُ الفردُ المعنى العامَّ لما یُحیطُ من حولهِ ولا یستطیعُ رسمَ أهدافِ الحیاةِ بسببِ عدمِ وضوحِ المبادئِ التی یَسیرُ وفقًا لها أثناءَ عملیَّةِ التَّفاعلِ الاجتماعیِّ مع الآخرینَ فی بلوغِ الأَهدافِ وتحقیقِ الغایات. ففقدانُ السیطرةِ على القیمِ والمعاییرِ الاجتماعیةِ وعدمُ القدرةِ على التکیُّفِ الاجتماعیِّ مع الأخرینَ المحطینَ به بسببِ نقصٍ فی الحاجاتِ المادیَّةِ والمعنویَّةِ، فالإنسانُ الذی لایحصلُ على عملٍ لا تعنی له القیم والمعاییر الممیزة لمجتمعه الأصلیُّ شیئًا، وینعدمُ الرِّضى عن الواقعِ الحالی عنده، وبالتالی یشتدُّ الصِّراعُ بین الواقعِ الفعلی والواقعِ المثالی الذی یتوهَّمهُ أو یُصِرُّ على أنْ یکونَ الواقِعُ بالشَّکلِ الذی یُریدُه. ویُصْبِحُ کلُّ همِّه الحُصولُ على لقمةِ العیشِ، فیضطرُّ إلى  الهجرةِ للبحثِ عن عملٍ من أجلِ تلبیةِ حاجیاته المادیَّةِ التی لم یتسنَّى له تحقیقهَا فی مجتمعه،فوجود الفرد داخل الحقل الاجتماعی یتحدد بالمقدار الذی یمتلکه من رأسمالٍ، و لا نقصد هنا الجانب الاقتصادی لرأس المال فقط، بل إن هناکَ أنواعٌ مختلفةٌ من رأس المال، منها رأس المال الرمزی،ورأس المال الاقتصادی،ورأسُ المالِ الثَّقافی، فکلَّما زاد مقدارُ الرَّأسمال الَّذی یمتلکُهُ الفردُ احتلَّ مکانةً أعلى داخلَ الحقلِ الاجتماعیِّ على اعتبار أنَّهُ ٌفاعلٌ داخلَ الحقلِ ومکلَّفٌ بأداءِ دورٍ معیَّنٍ یرتبطُ بمکانِ وجوده وبمکانته الاجتماعیة، إلا أنَّه فی العدیدِ من الأحیانِ تتدخَّلُ بعضُ العواملِ التی تُنقِصُ من مقدارِ الرأسمال لدى الفرد. وأهم هذه العوامل الانتقالُ من حقلٍ اجتماعیٍ إلى آخر،وفی هنا یشدِّدُ بوردیو على أنّ المواقعَ فی الحقولِ تتحددُ عن طریقِ التوزیعِ غیر المتساوی من رأسِ المالِ أکثر مما تتحدد عن طریقِ العزو الشخصیِّ لمن یحتلونها، ولابد من النظرِ إلى الحقولِ باعتبارها أنساقًا یعملُ فیها کلُّ عنصرٍ معینٍ (مؤسسة، أو تنظیم، أو جماعة، أو فرد) على اشتقاقِ عناصره الممیَّزة من علاقته بجمیع العناصرِ الأخرى. کما تمثَّلُ الحقولُ ترتیباتٍ علائقیة "مقترنة بأحکام"، حیثُ یعمل ُالتَّغیرُ فی أحدِ المواقِعِ على إزاحةِ الحدودِ بین جمیعِ المواقعِ الأخرى؛ فحقلُ الصِّراعِ یحرِّضُ أولئکَ الذین یحتلونَ المواقعَ المهیمنةَ ضدَّ أولئکَ الذین یحتلونَ المواقعَ الخاضعةَ،وهنا تبدو الهجرةُ الدولیةُ (الکفاءات، وغیر الشرعیة) بناء على ما یمتلکه کلُّ فردٍ من رأس مالٍ یساهمُ فی توجهِهِ إلى بلدِ المقصدِ طلبًا لمستوى حیاةٍ أرقى.

2. إشکالیة الدراسة:-

یواجه کثیرٌ من الشباب ذَوی مهارات عالیة ،ودنیا خیاراً قاسیًا: الهجرةَ أو البطالةَ ، لقد دفَع غیابُ فرص العمل اللائقة، والانخفاضُ فی الأجور، وارتفاعُ النزاعات، وعدمُ الإستقرار السیاسی فی المنطقةِ العدیدَ من الشباب إلى الهجرة المُوَقّتة أو الدائمة بحثًا عن فرصٍ أفضل. فَغالبًا ما تکون الهجرةُ ردَّ فعلٍ لعدم وجود فرص، بما فی ذلک الفرصُ فی التدریب التعلیمیِّ والمِهنی. ویُساهم هؤلاءِالمهاجرونَ الشبابُ،باختیارهِم الهجرةَ کوسیلةٍ لینأوا بأنفسهِم من مصاعبهم، فی إعادةِإنتاجِ الاستبعادِالاجتماعیِّ والسیاسیِّ. فقد شهدتْ دولُ الربیعِ العربیِّ ارتفاعًا ملحوظًا فی معدَّلاتِ الهجرةِ منها خلالَ العقودِ الثلاثةِ الأخیرة. وفی الوقتِ الذی تنبَّأ فیه البعضُ بانحسارِ تلکَ الظَّاهرةِ مع اندلاعِ الثوراتِ العربیةِ، وبعودةِ أصحابِ الکفاءاتِ من بلدانِ الاغتراب إلى أوطانهِمُ الأصْلیةَ للمساهمَةِ فی عملیَّةِ إعادةِ بنائها منْ جدیدٍ، جاءَ الواقعُ مناقضًا لتلک التوقعات. مما أصابَ قطاعاتٍ عریضةٍ من الشبابِ بخیبةِ أملٍ، وسیادةِ قناعةٍ لدیهم بأنَّ انتظارَ تغیرِ الواقِعِ نحوَ الأفْضَلِ باتَ أمرًا مستحیلًا.

وقد کانَ من أخْطرِ نتائجِ الهجرةِ الدّولیة تفریغُ دولِ المنشأ من رأسِ مالها البشریِّ، الأمرُ الذی جعلَ کثیرًا من الأدبیاتِ تُطلقِ علیها ظاهرةَ هجرةِ العقولِ، أو هجرةِ الأدمغة، وأحیانًا نزیف العقول، وهو مایمثِّلُ هدرًا فی ثروةِ المجتمع، وهدرًا فی أحدِ أهم دعائِم التَّنمیةِ، وهو العنصر البشری. فی المقابِلِ وتحت الظُّروفِ البنیویَّةِ التی یعانی منها المجتمعُ المصریُّ، حیث تدنّی النَّظرُ لثقافةِ العملِ الحرِّ وازدیاد البطالةِ تحت وطأةِ الضغوط الاقتصادیَّةِ والاجتماعیَّةِ التی خلَّفتها سیاساتُ العولمة، وتعرَّض المجتمعِ المصری لثورتین متتالیین کانت ظاهرة الهجرة بنوعیها القانونیة وغیر القانونیة.  کما یمثّلُ تدنِّی التَّعلیم، وضعف البحثِ العلمیِّ، وتردّی مستوی أجور الباحثین والأکادیمیین، بالإضافة إلى انتشارِ المحسوبیَّةِ والمحاباةِ، والافتقارُ إلى عملٍ مناسبٍ عاملًا أخر یعمِّق الانفصالَ ویعبر عن عرض من أعراض الهجرةِ، خاصَّة لذوی المهاراتِ العلیا.[13]وفی هذا الصَّدَدِ کشفَ تقریرٌ صادرٌ عن الجهازِ المرکزیِّ للتعبِئةِ العامَّة والإحصاء، عن معدَّلِ البطالةِ بین الذکورِ والإناثِ، فی الفئة العمریة (15 -64 عاما) فی الفترة من أکتوبر إلى دیسمبر 2017، حیث بلغت نسبةُ البطالةِ بین الذکورِ 7.8% من إجمالی قوةِ العمل، وبلغت إجمالی نسبة البطالة بین الإناث 23.3% فی الربع الرابع من 2017.وأشار التقریر إلى أنَّ معدَّل البطالةِ فی الفئة العمریَّة (15 – 19 عامًا) من الذکور فی الفترة من أکتوبر إلى دیسمبر10.2% ومن الاناث 34.1%.،ومعدل البطالة فی الفئة العمریة (20-24 عامًا) بین الذکور 17.1% و43.9% بین الإناث. وفی الفئة العمریة (25-29 عامًا) من الذکور 23.1%، ومن الإناث 39.9% من قوة العمل فی الربع الرابع من عام 2017. کما أشارَ التقریرُ إلى ارتفاعِ معدَّلِ البطالةِ بین الذُّکورِ من حملةِ المؤهِّلِ الجامعیِّ وفوق الجامعی. وتقلُّ فی المؤهِّل الأمِّی، حیث تبلغ1.5%.، وترتفعُ معدلاتُ البطالةِ بین الإناث فی حَضَرِ الوجْهِ القبلیِّ بنسبة 29.4% فی الفترة من أکتوبر إلى دیسمبر الماضی.[14] کما تُشیرُ التَّوقعاتُ إلى تزاید ظاهرة هجرة الکفاءاتِ فی المستقبلِ فی ظلِّ نظامِ العولمَةِ الذی أسَّسَ سوقًا عالمیًا أحدُ أدواتِهِ العلمُ والمعرفةُ والابتکارُ، ومن ثمَّ البحثُ عنِ العقولِ والکفاءاتِ التی تمتلکُ تلکَ المعرفةَ والإبداع، والتی تمثل فی مجملها رأسَ المالِ الحقیقی اللازم للإنتاج والمنافسة والتنمیة. تُشیرُ نتائجُ المؤشِّرِ العربیِّ لعام 2016 إلى ارتفاعٍ ملحوظٍ فی نسبةِ المهاجرینَ بمصر؛ ذلکَ أنَّ نسبةَ الذین یرغبون فی الهجرةِ أصبحت 21% فی عام 2016 مقارنة مع 15% فی عام 2015.کانت هذِه النسبة لا تتجاوز 8% فی عام 2011. کما أوضحتِ الدراساتُ أنَّ مصرَ لم تدخل نادی مصدِّری الهجرة غیر الشرعیة (غیر القانونیة) إلى جانب کل من لیبیا والمغرب وغیرهما فحسب، بل غدَت إحدى معابِر الهجرةِ أیضًا، وهو ما انعکس بالسَّلبِ على التَّنمیة.وفی هذا السِّیاقِ تحاول الدِّراسةُ البحثَ فی أسبابِ هجرةِ الشَّباب الدولیة ومدى اتجاههم نحوها. وهنا تبرزُ قضیَّةُ الدِّراسة التی تدورُ حول إشکالیَّةِ العلاقة بین دالة الهجرة بوصفها ناتجةً من ضعفِ الاقتصادِ فی تشْغیلِ الشَّبَابِ وتلبیةِ حقوقِهم الاجتماعیةَ والمواطنیة ودالة التنمیة واستثمار رأس المال البشری.وفی إطارِ ذلکَ یبرزُ تساؤلٌ رئیسٌمؤداه: ماهی اتجاهاتُ الشَّبابِ المصریِّ نحو الهجرةِ الدّولیة، ومَا هیَ الأسبابُ الدَّافعةُ إلى ذلک، وکیفَ یُمکنُ الحدُّ من الهجرَةِ بنوْعیْهَا القانونیّة وغیر القانونیة؟

 

3. أهمیة الدراسة

                     أ‌-         تعدُّ الهجرةُ الدولیةُ واحدة من أهمِّ التَّحدِّیَاتِ التی تواجهُ أیَّ مجتمع، إذ تنْطوی هجرةُ عقولِ وسواعدِ أبناءِ الوطنِ على عواقبَ غایة فی الأهمیةِ تتعلق بالبنى السوسیولوجیة والاقتصادیة لذلک الوطن، مما یستدعی تناوله خاصّة بعد مرور المجتمعِ المصریِّ بثورتین متتالیتین أعقبتْهما ضغوطٌ اقتصادیةٌ وتذبذبٌ فی المنظومةِ المجتمعیة. 

                   ب‌-       على  الرغم من توافرِ کمِّیةٍ هائلةٍ من الدِّراساتِ التی ترکِّزُ على المعرفةِ الإمبیریقیة، إلَّا أَّن المجالَ یفتقرُ إلى دراسَاتٍ تتناولُ الظَّاهِرةَ من الجانبین النظری والإمبیریقی. وفی حین وجودِ الکثیرِ من النَّظریَّاتِ التی تُنَاقشُ الهِجرةَ، یوجدُ نوعٌ من الفراغِ عندما نحتاجُ إلى إطارٍ نظریٍ واحدٍ یوفِّرُ التماسکَ،مما یؤکِّد أنَّ دراساتِ الهجرةِ تحتاجُ إلى معالجةٍ حقیقیَّةٍ خاصةٍ فی الفترة الحالیِّة.

                   ت‌-       تمثِّلُ هجرةُ الشَّبابِ بما تحتویه من هجرةٍ للمهاراتِ والکفاءاتِ التی تمثِّلُ أحدَ أهمِّ مقوِّماتِ التنمیةِ على المدى القصیرِ والبعید، فالشَّبابُ هم صانعو التنمیة.والفرصُ التی تتیحها الهجرةُ للمجتمعِ تتمثَّلُ فی تحویلاتِ المهاجرینَ المالیَّة، ماهی إلَّا ضریبةٌ تأخذها الدولةُ مقابل التفریطِ فی ثرواتٍ فشلتْ فی تشغیلها التَّشغیلَ الأمثل، وجذبِها للوطن. فهجرةُ الشَّبابِ تمثِّلُ هدرًا للطاقاتِ والکفاءاتِ النشطة، وهذا الهدر له آثاره على بناءِ المجتمعِ ونمائِه، وعلى صحَّةِ إنسانهِ وعافیتهِ النفسیة، وعلى الأمـن الاجتماعیِّ، مما یستلزم البحثَ عن ألیاتٍ لحمایةِ الشّبابِ وتقدیمها للمسؤولین عنهم.

 

 

 

4. أهداف الدراسة

         أ‌-         استکشافُ العلاقةِ بین فروقُ الأجورِ وتدنِّی البنیةِ الاجتماعیةِ واتجاه الشبابِ نحو الهجرةِ الدولیة.

       ب‌-       تحلیلُ عواملِ الجذبِ والطردِ المتعلقة بالهجرةِ الدولیة (القانونیة، غیر القانونیة).

       ت‌-       تحلیلُ العلاقةِ بینَ معرفةِ معلوماتٍ عن مخاطرِ هجرةِ الشَّبابِ غیر الشرعیَّةِ والاتجاهِ نحوها.

       ث‌-       استنتاجُ طبیعةِ العلاقةِ بین مستوى اتجاهِ الشَبابِ من الکفاءاتِ نحوالهجرةِ الدولیة والحالةِ العلمیةِ للمبحوث.

        ج‌-       تحدیدُ طبیعةِ العلاقةِ بینَ درجةِ اتجاه الشَّبابِ نحو الهجرةِ غیر الشرعیةِ وبعض متغیِّراتِ الدراسة.

        ح‌-       الوصولُ إلى مقترحاتٍ للحدِّ من الهجرةِ الدولیة.

5. فروض الدراسة

         أ‌-         الفرضُ الأول: ینصُّ الفرْضُ الصِّفریُّ المُناظِرُ للفرضِ الأوَّل على: لایوجدُ اتجاهٌ لدى أَفْرادِ عیِّنَةِ الدِّراسةِ نحو الهجرة الدولیة.

       ب‌-       الفرضُ الثَّانی: ینصُّ الفرضُ الصِّفریُّ المُناظرُ للفرضِ الثَّانی على: لایُوجدُ فرقٌ دالٌ إحصائیًا بین تکرارِ استجاباتِ العیِّنة فیما یتعلَّقُ بعواملِ الجذْبِ والطَّردِ وهجرةِ الکفاءات.

       ت‌-       الفرضُ الثالث: ینصُّ الفرضُ الصِّفْریّ المُناظرُ للفرضِ الثَّالث: لایوجدُ فرقٌ دالٌ إحصائیًا بین تکرارات استجاباتِ عیِّنة الدِّراسةِ فیما یتعلَّقُ بمعرفةِ معلوماتٍ عن مخاطرِ هجرةِ الشَّبابِ غیر الشرعیَّةِ والاتجاهِ نحوها.

       ث‌-       الفرضُ الرَّابع: عدمُ وجودُ علاقةٍ بین درجةِ اتجاه الشَّبابِ نحو الهجرةِ غیر الشَّرعیةِ وبعض متغیِّراتِ الدِّراسة.

6.مفاهیم الدراسة :

                                 أ‌-         مفهوم الهجرة الدولیةInternational Migration:

الهجرة ظاهرة قدیمة قدم الإنسانیة، و قد شهد العالم الکثیر منها خلال القرون الماضیة، غیر أن القرن العشرین یعد بإمتیاز قرن الهجرات البشریة،[15]ویمکنُ تعریفُ الهجرةِ الدولیةِ وفقًا لقاموسٍ سیاسیٍ واحدٍ على النحو التالی:[16]الحرکةُ الدائمةُ للأفرادِ أو الجماعاتِ من مکانٍ إلى آخر. [17]یشیرُ تعریفُ هیئةِ الأمم المتحدةِ إلى أنَّ الهجرةَ شکلٌ من أشکالِ التنقُّلِ الجغرافیِّ،  أی تغیرُ محلِّ الإقامةِ بصفةٍ دائمةٍ من المکانِ الأصلیِّ إلى جهةٍ مغایرةٍ تدعی المکانُ المستقبل أو مکانُ الوصول. تفصل بین المکانین مسافةٌ معینةٌ، ویستغرقُ التَّنقُّلُ زمنًامعینًا آخذینَ فی الاعتبارِ أسبابَ هذا التَّنقُّلِ من أجلِ تحدیدِ نوع الهجرة.[18]ویعرِّفُE.Thompson المهاجرَ بأنَّهُ الشَّخصُ الذی یُغیِّرُ مکانَ سکنِهِ المعتادَ لفترةٍ زمنیةٍ معتبرةٍ عابرًا حدودًا سیاسیةً  فی أثناء هذا التغییر.[19] و تعرف منظمة الهجرة الدولیة ظاهرة الهجرة على أنها عملیة التحرک، سواء عبر الحدود الدولیة، او داخل الدولة الواحدة، فهی حرکة انتقال سکانیة تشمل أی نوع من حرکات الأفراد، أیا کان طولها،أو تکوینها او أسبابها و تشمل هجرة اللاجئین، الأشخاص المشردین، المهاجرون الاقتصادیون[20] کما تعرف عموما على أنها الانتقال إلى بلد أجنبی من أجل العیش والاستقرار فیه[21] ویعرفها أحمد زکی بدوی" بأنها: "انتقـال الأفراد أو الجماعات من بلد إلى آخر للعمل والاستقرار فیه"[22]. وقد نقسم الهجرة الدولیة إلى هجرةٍ قانونیةٍ، وهجرةٍ غیر قانونیة أو غیر شرعیةٍ. وتتمثل الهجرة القانونیةُ فی هجرةِ العقولِ، أو کما تسمَّى هجرةُ الکفاءاتِ.ویصف ُمصطلح ُهجرةُ العقولِ تحرُّکاتِ الأفرادِ ذوی المهاراتِ العالیةِ بأنَّهم من حصلوا على درجاتٍ علمیةٍ جامعیَّةٍ، أو فی طریقهم للحصولِ علیها فی الوقت الحالیِّ، أو الذین لدیهم خبرةٌ أکادیمیة.[23]قدَّمت الجمعیةُ الملکیةُ البریطانیةُ مصطلحَ هجرةِ العقولِ للتعبیرِ عن الهجرةِ الجماعیَّةِ للعلماءِ والخبراءِ فی التکنولوجیة فی خمسینیات وستینیات القرن العشرین، حیث الهجرةُ من بریطانیا إلى الولایات المتحدة الأمریکیة. ووفقًا لـــMichel Beine فإنَّ ذلک المصطلح یعتبر المصطلح الأکثر شیوعًا فی الإشارةِ إلى هجرةِ المهندسینَ والعلماءِ والأطباءِ وغیرهم من المهنیین ذوی الخبرة.[24] ویری John Gibson أنَّها هجرةُ الأفرادِ ذوی الکفاءاتِ العالیة ممَّن یحملونَ درجاتٍ علمیةٍ عالیةٍ وأعمارهم تکون 25 سنة فأکثر.[25]وقد تطوَّرَمفهومُ الهجرةِ غیر الشَّرعیةِ فی الأدبیاتِ القانونیةِ والأجنبیة، فبعد أن کانَ یُطلقُ علىها فی بدایةِ الأمرِ الهجرةَ غیر الموثَّقة Undocumented Migration تطوَّرَ المفهومُ لیصبحَ الهجرةَ غیر القانونیة أو غیر الشرعیة Illegal Migration، وبعد ذلک ارتبطَ هذا المفهومُ بمصطلحِ الأمن البشریِّ فأخذ یظهرُ مقرونًا بمصطلحِMigration and Human Security، ثم أخذَ مصطلحُ الهجرةِ غیر الشرعیَّةِ یرتبطُ إلى حدٍ کبیرٍ بمفهومِ الاتِّجارِ بالبشر Human Trafficking، وأیضًا الجریمة غیر الوطنیة[26]Transnational Organised Crimes. تعرِّف منظمة الأمم المتحدة الهجرةَ غیر الشرعیَّة بأنها: "دخولٌ غیر مقنَّنٍ لفردٍ من دولةٍ إلى أخرى عن طریقِ البرِّ أو الجوِّ أو البحرِ ولا یحملُ هذا الدخول أی شکلٍ من تصاریحِ الإقامةِ الدائمةِ أو المؤقَّتةِ، کما تعنی عدمَ احترامِ المتطلَّباتِ الضَّروریَّة لعبورِ حدودِالدَّولة ([27]).

وهکذا نجدُ أنَّ مفهومَ "الهجرةِ الخارجیَّةِ" تعددت دلالاته وتنوَّعت تعریفاتُه نتیجةَ تعددِ القِیمِ والمعاییرِ التی یتمسَّکُ بها الباحثُ، أو الزَّاویة السیاسیَّة التی تنظرُ منهـا المنظمـاتُ الحکومیةُ وغیر الحکومیةِ لهذه الظاهرةِ،وانطلاقًا من التَّعاریفِ السَّابقةِ للهجرةِ الدولیةِ نستطیعُ أن نصل إلى التَّعریفِ الإجرائیِّ التالی:

انتقالُ الأفرادِ أو الجماعاتِ من موطنِهمُ الأصلیُّ إلى موطنٍ آخرَ یتواجـدُ خـارجَ الحدودِ السیاسیَّةِ لدولتهم بنیَّةِ الاستقرارِ النِّهائیِّ فی الموطنِ الجدیدِ بسببِ ظروفٍ وتداعیاتٍ اقتصادیةٍ واجتماعیةٍ وسیاسیةٍ.

                               ب‌-       مفهوم الشباب: youth

الشبابُ ظاهرةٌ اجتماعیةٌ تشیرُ إلى مرحلةٍ عمریةٍ تعقبُ مرحلةَ المراهقةِ، وتبدو خلالها علاماتُ النُّضجِ والنُّموِّ النفسیِّ والاجتماعیِّ والفسیولوجی. وتتمیَّزُ هذه المرحلةُ بالاستقرارِ ووصولِ الذروةِ والتحررِ من انبعاثِ الأبوةِ والأمومةِ وشعورِ الفردِ بتحقیقِالأهداف. ومن الملاحظِ أن وجهةَ النَّظرِ العلمیَّة للعلماء تختلف فی ایجادِ تعریفٍ محددٍ للشباب. ونظرًا لتباینِ خلفیتهم النظریة لا یوجد تعریفٌ محددٌ للشباب.[28]

فإذا کانَ البلوغ حقیقةً بیولوجیة بحتة، فإنَّ الشبابَ یعتبر حقیقةٌ اجتماعیةٌ بالأساس.[29] بل هو یعدُّ ظاهرةً اجتماعیةً تشیر إلى مرحلةٍ من العمر تعقبُ مرحلة المراهقة، وتبدو خلالها علاماتُ النُّضجِ الاجتماعیِّ، والنفسیِّ، والبیولوجیِّ واضحة.[30]  ولقد اختلفَ علماءُ الاجتماعِ والقانونِ والسکانِ وعلم النّفسِ الاجتماعیِّ فی تعریفهم للشبابِ، فتارةً یحددونهُ بسنِّ بدایة ونهایة ومن (15-35 سنة) وتارةً یحددونه بمرحلةِ نمو بیولوجی تکتملُ فیه بنیةُ الإنسانِ ونموُّ جسمه وأعضائه. ولعل أقرب تعریفٍ إلى الحقیقةِ هو التَّعریفُ الاجتماعیُّ الذی یقومُ على تقسیمِ دورةِ حیاةِ الإنسانِ إلى ثلاثِ مراحلَ تتوقف على مراحلِ النموِّ العضوی والنفسی، فهناک مرحلة الطفولة، ثم مرحلةُ التَّعلیم وصقلِ المواهبِ فی مرحلة الشَّبابِ، وأخیرا مرحلةُ مواجهةِ الحیاةِ وتحمُّلِ مسؤولیاتها وضغوطِها الاقتصادیَّةِ والاجتماعیَّةِ، وتشغل جزءًا من مرحلةِ الشَّبَابِ وما بعدَ مرحلةِ الشباب.[31]

یُشیرُ تحدیدُ الأبعادِ البنائیَّةِ للمفهومِ أنَّ المفهومَ یتأسَّسُ من ثلاثةِ أبعادٍ تشکِّلُ فی تکاملها جوهرَ المفهوم.

1)           البعد البیولوجی: وهی المرحلةُ العمریةُ التی یکتملُ فیها النُّضجُ العضویُّ والعقلیُّ والنفسیُّ للشاب. ونجدُ أنَّ هناک من یحددها من سنِّ (18-25)، ویحددها غیرهم (18-35)[32]

2)           البعد السیکولوجی: وهو البعد الذی ینظر إلى الشبابِ من حیثُ صفات الشخصیة المتمثِّلة فی هذه المرحلة، والتی تَسِمهُ بأنَّه جسورٌ، مغامرٌ، متعصبٌ لقلة خبرته فی المواقف.[33]

3)           البعدُالاجتماعی: وهی المرحلةُ التی یتمُّ فیها تأهیلُ الفردِ لیحتلَّ مکانه فی البناءِ الاجتماعی. یؤکِّدُ هذا البعدَ على أنَّ الشخصیةَ تظلُّ شابةً طالما أن صیاغتها النظامیَّة لم تکتمل بعد. [34]

وانطلاقًا من هذهِ الأبعاد تحدد وظیفة الشخصیة الشابة، وهیَ بما تمتلکُهُ من قدراتٍ بیولوجیة ونفسیةٍ واجتماعیةٍ فنیة تؤهلها فی قیادةِ المجتمعِ وعجلةِ التنمیة.

التعریف الإجرائی

أملًا فی تجمیعِ خلاصاتِ هذه المقاربات المفاهیمیة للشباب یمکنُ القولُ بأنَّ مفهوم الشبابَ یشیرُ إلى مرحلةٍ عمریةٍ تأتی بعد مرحلةِ الطفولةِ،وتلوح خلالها علاماتُ النضجِ البیولوجیِّ والنفسیِّ والاجتماعی.

7.النظریات المفسرة لظاهرة الهجرة الدولیة:-

یعتبرُ استحالةُ قیام نظریة کلیة مفسرة للهجرةِالنازحةِ فی کل المجتمعاتِ مبدأٌ یقتنعُ به أغلبُ علماءِ الاجتماع. إنَّ غیابَ إمکانیةِ قیام نظریةٍ فی هذا المجالِ لا یلغی اللجوءَ إلى أنماطِ تصنیفیة (نماذج تفسیریة)، أو ما أسماه (مرتون) النظریات المتوسطیَّة. رغم حداثة التنظیر فی الهجرة الدولیة التی تعود إلى النصف الثانی من القرن العشرین و تحدید منتصف السبعینات ، وتتعدَّدُ النَّماذجُ النَّظریَّةُ فی تفسیرِ الهجرةِ وأسبابِهاوهی کما یلی :

أ‌-           النَّظریَّةُالکلاسکیة تقدِّمُ النموذج الأساسی الذی تمَّ تطویره أصلًا لشرحِ الهجرةِ فی عملیَّةِ التَّنمیةِ الاقتصادَّیةِ، والتی تبدو فی أعمال هیکس (1932)، لویس (1954) ویوضح هاریس وتودارو (1970) أن الهجرةَ ناتجةٌ عن فروقِ الأجورِ الفعلیةِ عبر الأسواق أو الدول التی تعانی من ضیقٍ فی سوق العمل ووفقًالهذه النظریة، فإنَّ الهجرةَ مدفوعةٌ بالعرضِ والطَّلبِ على العمل والفروقِ الناتجةِ فی الأجورِ فی الدول الغنیة. الحُجَّةُ المرکزیَّةُ للنهج الکلاسیکی الجدیدِ هکذا یرکز على الأجور. تحت افتراض التوظیف الکامل، فإنه یتوقَّعُ خطیة العلاقةِ بین فروقِ الأجورِ وتدفُّقاتِ الهجرة[35]

ب‌-         نظریَّةِ رأس المال البشری للهجرة (تودارو 1969)،  Sjaadstad (1962)) ، وفیها یتمُّ دمجُ الخصائصِ الاجتماعیِّة الدیموغرافیة للفردِ کمحددٍ هامٍ للهجرةِ على المستوى الجزئی (باوروزیمرمان 1999).[36] فی مرکز مثل هذه التحلیلات هو الشخص العقلانی الذی یهاجر بهدفِ تعظیمِ فوائده ومکاسبه.  تتحددُ ثروات رأس المال البشری هنا فی المهاراتِ والعمر والحالةِ الاجتماعیَّةِ والجنس والمهنةِ وحالةِ سوقِ العملِ، وکذلک تؤثر التفضیلاتُ والتوقُّعاتُ بشدَّةٍ على من یهاجرُ ومن لا یهاجر. کما یمثِّلُ عدم التجانس بین الأفراد عاملًا مهمًا وفقًا لمهارتهم وعوامل نوعیة أخرى تدخل فی اختیارِ المهاجرِ أو رفضهِ من قبل البلد المُسْتَقْبِلِ. فوفقًا لهذه النَّظریة احتمالیة الهجرة تقلُّ مع التقدمِ فی السِّنِّ وتزداد عادة مع مستوى التعلیم وفقًا لبونین وآخرون 2008.[37] کذلک یمیل المهاجرون إلى أن یکونوا أکثر (نسبیا) من المهارة لأن هذا، مع ثبات العوامل الأخرى، یزید من فرص نجاحهم.[38] بورجاس (1987).

ت‌-         نظریةٌ الحرمان النسبی (ستارک 1991). الحجَّة الرئیسیة هی أن قرارات الهجرة لا یتم اتخاذها من قِبل جهاتٍ فاعلةٍ فردیة معزولة، ولکن عادةً ما تکون بواسطة العائلات أو الأسر. علاوة على ذلک، تتأثر قرارات المهاجرینَ من قبل مجموعةٍ شاملةٍ من العواملٍ التی تشکِّلها الظروف فی البلد الأم تتعلقُ بالحرمان النسبی، والنفور من المخاطرةِ وتقلیل مخاطرِ تدنی دخل الأسرة.وبالتالی تُقدِّمُ الهجرةُ استراتیجیةً ذات مغزى فی التعاملِ مع حالاتِ فشلِ السُّوق المختلفة. کما تلعبُ التحویلاتُ دورًا هامًا ومتکاملًا فی الاقتصادِ الجدید للهجرةلأنَّها تدعمُ مباشرةً مفهومَ الترابُط الأسری.[39]

ث‌-         ووفقًا لنظریَّةِ النُّظمِ العالمیةِالتی تحاولُ إدخالَ مفاهیمَ جدیدة لفهمِ عملیَّةِ الهجرةِ، حیثُ النهجُ الهیکلیُّ التاریخیُّ للهجرةِلإدخال مفاهیم مختلفة جدا فیفهم عملیات الهجرة. بناء على Wallerstein (1974)،[40] النظام العالمی، تربطُ النظریَّةُ محدداتِ الهجرةِ بالتغییرِ الهیْکلیِّ فی الأسواقِ العالمیَّةِ ووجهات النَّظَرِ الهجرةَ باعتبارها وظیفة من وظائفِ العولمة، وزیادة الاعتماد المتبادل من الاقتصاد وظهور أشکالٍ جدیدةٍ للإنتاج (ماسی وآخرون 1993؛ ساسن1988؛ Skeldon 1997؛ الفضة 2003). تقدِّمُ النَّظریَّةُ تحرک رأس المال والعمالة على أنَّهما مترابطانِ ووجهان لعملةٍ واحدة. بینما الهجرةُ هی ثمرةٌ طبیعیةٌ للاضطرابات التی تحدثُ حتمًا فی التَّنمیةِ الرأسمالیة ویمکنُ ملاحظتهَامن النَّاحیةِ التَّاریخیة، تجلبُ النَّظریَّةُ أیضًا عدَم المساواة السیاسیةِ والاقتصادیةِ العالمیة. وتَنفی النُّهجَ الهَیْکلیَّةَ التَّاریخیَّة أنْ یکونَ للأفرادِ حقًاحریة الاختیارِفی اتِّخاذ قراراتِ الهجرةِ وتقدیمها فی أشکالٍ أکثرَ حتمیةً، مثل الضغطِعلى ها فی الحرکةِ کنتیجةٍ للعملیاتِ الهیکلیَّةِ الأوسع.[41]

ج‌-         ولاتنظرُ نظریةُ الشَّبَکةِ للهجرةِ إلى المُحدِّدَات التی تبدأُالهجرة فی الزمان والمکان (ماسی وآخرون 1993)، ولکن بالأحرى فیما یدیمُ الهجرة شبکاتُ المهاجرینَ التی تتطورُ فی کثیرٍ من الأحیانِ إلى أطرٍ مؤسَّسِیَّةٍ تُساعدُ على تفسیرِ السَّببِ فی استمرارِ الهجرةِ حتى عندما تتوقفُ اختلافاتُ الأجورِ أو سیاساتُ التَّوظیفِ عن الوجود. من المحتملِ أن یُؤثِّر وجودُ الشَّتاتِ أو الشَّبکاتِ على قراراتِ المهاجرینِ عندما یختارون وجهاتهم (Vertovec 2002؛ Dustmann and Glitz 2005). تساعد نظریةُ الشَّبکةِ أیضًا فی توضیحِ الأسبابِ التی تجعلُ أنماط الهجرة غیر متساویةٍ توزیعها عبر البلدان، ولکن بالأحرى کیف تمیلُ إلى تشکیلِ ما یسمَّى أنظمةُالهجرة[42](فیست 2000).تعدُّ شبکةُ الهجرةِ مفهومًا معاصرًا مرتبطًا بمفهومِ رأس المال الاجتماعی. یعرِّفُ(أرانغو2000) شبکةَ الهجرةِ بأنّها "مجموعةُ العلاقاتِ الشَّخصیَّةِ التی تَربطُ المهاجرینَ مع الأقارِبِ والأصدقاءِ أو أبناءِ البلدِ الواحدِ بطرق داعمةٍ تستند إلى توفیرِ المعلوماتِ، والعونِ المالیِّ، وتسهیل التوظیف وفرص والإقامة ".[43] ساهمت هذه الشَّبکاتُ بشکلٍ إیجابیٍ فی تعزیزِ فرصِ للمهاجرین الآخرین فی حیاتهم فی عملیَّةِاتخاذِ القرار بالهجرة، وتقلیلِ المخاطرِ وتوفیرِ نفقاتِ السَّفر.[44] علاوةً على ذلک، یری(Vertovec 2002)ودوستمان وجلیتز (2005) أن هذه الشبکات لدیهاالقدرة على التَّأثیرِ على المهاجرِ عند اختیارِ الاخیرِ وجهاته. [45] إنَّ البعدَ المتعلَّق بشبکاتِ الهجرةِ مهمٌ للغایة، لأنَّه یفسِّر استمرارَ ظاهرةِ الهجرةِ عن طریقِ إقامةِ الرَّوابطَ الاجتماعیةَ بین المهاجرینَ وغیر المهاجرینَ، تلک الروابطُ التی تربطُ أکثر دولِ المنْشأ ودول المقصِد. فی الواقع، یقدِّمُ کلُّمهاجرٍ فُرَصًا للأشخاصٍ من محیطه، (فرد من أسرته أو من عشیرته أو من الجیران) لحثِّهم ومساعدتهم على الهجرةِ. وفی هذا الإطار، فإنَّ قرارَ السَّفر لا یقومُ بشکلٍ أساسیٍ على حِسابٍ اقتصادیٍ وعقلانیٍ صرف على النحوالذی تدعوإلیهِ النَّظریَّة النیوکلاسیکیة، ولکن على المعلوماتِ التی تم جمعها عن مدى توفُّر الأشخاص الذین یستطیعون دعمَ المهاجِرِ مادیًا ونفسیًا خلال جمیع مراحلِ انتقاله. أیضًا، «تسمح شبکاتُ الهجرةِ المستقبلیین بالاستمرار الذاتی لعملیة الهجرة».[46] وذلک من خلالِ تأثیراتها فی تقلیلِ المخاطرِ والتَّکالیف على المهاجرین والمهاجرات. تربط شبکات الهجرةِ بین الأشخاصِ المنتمین لنفس المجتمعِ الأسریِّ والعرقیِّ واللغوی والدینی. وتعمل تلک الشبکاتُ کمقدمةٍ لخدماتٍ تقللُ من تکلفة الهجرةِ، ویلعبُ رأسُ المالِ الشبکیِّ دورًاأکثر أهمیةً من رأس المالِ النَّقدی.

ح‌-         وتُعدُّ نظریةُ الطردِ والجذبِ من أبرزِ النَّظریَّاتِ المفسِّرة للهجرةِ، وقد حددت الأسبابَ الأساسیةَ للهجرةِ فی عاملینِ هما الاتصالُ وتعددُ العلاقاتِ القائمةِ بین البلدانِ المرسلةِ والمستقبِلَةِ للمهاجرین. وقد اعتبرَ "بوج" أن سمتی الطردِوالجذبِ الَّذیْنِ تتمیَّز بهما البلدان الأصلیة للمهاجرین أو البلدان التی یهاجر إلیها النَّاسُ متغیرات تساعدُ فی اختیارِ جماعاتٍ معینةٍ لکی تهاجرَ من مکانٍ أخر.وتتمثلُ عواملُ الطردِ البسیطةِ فی الفقرِوالاضطهادِ والعزلة الاجتماعیةِ. أمَّا عواملُ الطردِ القویَّة فتتجلى فی المجاعاتِ والحروب والکوارث الطبیعیة، کما یمکن أن تکون عواملُ الطَّرد عواملَ بنائیَّةٍ کالنمو السکانیِّ السریعِ وأثَرُه على الغذاءِ والموارد الأخرى. یکون العامل السکانی أکثر وضوحًا فی الدولِ الفقیرةِ التی تناضلُ فعلا فی مواجهةِ مشکلاتِ غذائیّة کبرى، ویتمثَّلُ العاملُ البنائیُّ الآخر فی الهوّةِ المرتبطةِ بالرفاهیةِ بین الشمالِ والجنوب أو الحرب کعاملٍ من عوامل الطَّردِ بین الأممِ أو داخلها. أمَّا عواملُ الجذبِ فتتمثَّلُ فی الزِّیادَةِ المطَّردة فی العمل فی بعض القطاعات والمهن، فأسواقُ العمل تستوردُ مهاجرینَ فی ظلِّ عدم قدرةِ العرضِ فیها على تلبیةِ الطَّلبِ على نوعیَّةٍ معیَّنةٍ من العمَّالِ. کما أنَّ هناکَ أیضًا عواملُ الشَّیخوخة التی تزحف على الدُّولِ الصِّناعیَّةِ، وبالذَّاتِ فی أوروبَّا الغربیة، ما یؤدِّی إلى انکماشِ قوَّةِ العملِ وزیادَةِ أعدادِ الخارجین من سوق العمل.[47]

خ‌-         ویشیرُ المدخل الثَّقافیُّ لتفسیرِ الهجرة أنَّ الثقافةَ الخاصَّة بالمجتمعِ هی المسؤولةُ إلى حدٍ کبیرٍ عن المیلِ العام للهجرة داخل الجماعة، رغم أن التفاصیل المضبوطة عن مصدر الهجرة وسرعة أو بطء بعضها قد یتأثر بعوامل اقتصادیة ملازمةٍ أو بادیةٍ على السطح، فإن النسق الهجریَّ الأساسی هو جزء من شکل المجتمع ونظامه. وعمومًا فإنَّ ما هو دائمٌ وثابتٌ هو أنَّ انتقالَ النَّاسِ وتحرکهم وهجرتَهم داخلَ أو خارجَ حدودِ المجتمعِ إنَّما یحدثُلامتزاج الثَّقافةِ والدوافعِالاقتصادیة. ونفس العوامل المؤثرة فی حجم السکانِ بالمنطقةِ هی نفسُها فی نظرنا محرکات الهجرة، ویقسِّمها البعضُ إلى الظواهرِ الفیزیقیة للمنطقة، وعمل النظام الاقتصادی، والتأثیر الثقافی،وتأثیر الکوارث، والقرارات السیاسیة. یتناولُمونقالم (Mengalam) فی نظریَّة التَّنظیمِ الاجتماعی للهجرة أنَّ الهجرةَ تؤثِّرُ وتتأثر بالنظام الاجتماعی لکلٍّ من منطقتی الجذبِ والطَّرد، وکذا بالقیمِ الثقافیةِ وأهدافِ المهاجرینَ ومعاییرهم التی تتغیرُ أثناءَ هذه العملیة، فنسق الهجرةِ یشمل على ثلاثةِ عناصر، هی مجتمعُ المنطقةِ الأصلیة (الطرد)، ومجتمع منطقةِالاستقبال(الجذب) ثم المهاجرینَ أنفسهم، وهذه العناصرُ تکوِّنُ کلًا متساندًا دینامیکیًا.[48]

نحو إطارٍ نظریٍ مفسّر لموضوع الدراسة:-

لقد تم عمل تصور – مع أخذ حدود النظریات المقدمة فی الاعتبار، بهدف الحصول على إطار نظری مفسر لأسباب اتجاه الشباب نحو  الهجرة الدولیةٍ یستندٍ إلى العواملِ التالیة:

  • العاملُ الاقتصادی: انطلاقًا من النُّصوصِ النَّظَریَّةِ التی قدّمت حولَ هذِه القضیَّةِ یمکننا أنْ نؤکِّدَ أنَّ العاملَ الاقتصادیَّ یبدو جوهریًا وأساسیًا فی الهجرة، حیثُ تدفع الحوافز الاقتصادیَّةُالشبابَ نحو الهجرة. وهنا یمکن تفسیر الهجرةِ فی إطارِ علاقةِ العرضِ والطلبِ للسوقِ، حیث تدفع الفوارق فی الأجورِ إلى انتقالِ شبابِ المهاجرین من المناطقِ ذات الأجورِ المتدنیةِ نحو المناطقِ ذات الأجورِ المرتفعة، وذلک بهدف زیادةِ الدَّخل.فازدیادُ الفجوةِ بین الشَّمال والجنوبِ، وتحول الأخیرة إلى دول الهامش فی النِّظام الاقتصادیِّ الدولی یزید من معدلات الهجرةِ من الجنوب إلى الشَّمال بحثًا عن حیاةٍ أفضل. ویمکن أن نشیرَ فی هذا السِّیاق إلى الآثارِ المختلفةِ التی تترکها الشرکاتُ متعددة الجنسیات العاملة فی دول الهامش على الهیاکل الاقتصادیة والاجتماعیة فی تلک الدول، تلک الآثار التی تؤدِّی فی النهایة إلى أن تصبحَ مجموعات متزایدةٌ من الأفرادِ بعیدة الصِّلة عن الواقعِ الذی تغیر، ومن ثمّ تکونُ أکثر استعدادًا للهجرة من مواطنها الأصلیة.
  • العامل الاجتماعی: علی الرغم من أهمیة الحوافز الاقتصادیة التی تعد من العوامل  الدافعة إلا إنها لیست العوامل الوحیدة لهذا الأمر. فهناک أسباب أخرى مثل الرغبة فی حیاة أفضل والحاجة إلى التخلص من الضغوط العائلیة والرقابة الاجتماعیة أو حتى الأمل فی خوض تجربة الهجرة. وبناء على هذا أن قرارَ الهجرة لا یقومُ بشکلٍ أساسیٍ على حسابٍ اقتصادیٍ وعقلانیٍ بحتٍ على النحو الذی تدعو إلیه النظریة النیوکلاسیکیة، ولکن على المعلوماتِ التی یتم جمعها عن مدى توفُّرِ الأشخاصِ الذین یستطیعون دعم المهاجرِ مادیًا ونفسیًا خلال جمیعِ مراحل انتقاله. کما أنَّ شبکات الهجرة تسمح من خلال تأثیراتها فی تقلیلِ المخاطرِ والتکالیفِ عن المهاجرینَ المستقبلین بالاستمرارِ الذَّاتی لعملیة الهجرة. کما تعملُ هذهِ الشبکاتُ أیضًا کمقدمةٍ لخدماتٍ تعمل على التقلیلِ من تکلفةِ الهجرةِ، ویکون ذلک بالأخذ فی الاعتبار بوجود مخزونٍ من تعداد المهاجرین المشتتین فی عدَّةِ مدنٍ وبلدانٍ، الأمر الذی یمثِّلُ أحدَ المعاییرِ الهامةِ التی تتدخـلُ فی قـرارِ الهجرة. وکلَّما کانت شبکـةُ الهجـرةِ متطـورةً کلما انخفضت التکـالیفُ وزادت الهجرةُ تطورا. یلعب رأسُ المالِ الاجتماعیِّ للمهاجر دورًا أکثرَ أهمیَّةً من رأس المال النقدی. وفیما یتَّصلُ بنظریَّةِ الشَّبکات فی تفسیر ظاهرة الهجرة، تظلُّ المؤسسة الأسریة جوهریَّةٌ فی التحفیزِ على الهجرةِ وتنمیةِ قدراتِ المهاجر.
·        العاملُ الثَّقافیُّ:إنَّ فعلَ الهجرةِ هو تصوراتٌ تضعها التنشئةُ الاجتماعیَّةُ فی الذِّهن، ویتمُّ ممارستُها فی الواقع، ولذلکَ تصبحُ هجرةُ الکفاءاتِ استمرارًا للحقلِ الذی نُشِّأت فیه ورأس المال الثقافی الذی تعرضت له، وکذلک الهجرة غیر الشرعیة على أنَّها طریقٌ للخلاصِ من الحالة المتدنِّیة التی تعیش فیها. إنَّ ضغوط البیئةِ وما یُصاحبها من تفکُّکٍ فی قواعدِ الضبطِ الاجتماعیِّ والضَّغطِ الاجتماعیِّ المصحوبِ برغبةٍ عارمةٍ فی الثَّراءِ یدعمها ویقوِّیها الاعلام الذی یعکس الحرمانَ النِّسبی، فضلًا عن وسائل التواصلِ الحدیثة التی ساهمت فی تضییقِ المسافةِ الاجتماعیةِ، ینعکسُ ذلک میدانیًا فی صورة المهاجرینَ غیر الشَّرعیین. هذا من جانب، ومن جانب آخر اختلالُ التوازن بین الوسائل والأهداف المتاحة لتحقیق هذه الأهداف بالطرق المشروعةِ یؤدِّی إلى حدوث هوّةٍ ثقافیةٍ تفصل بین الأهدافِ وبینَ الوسائل؛ بینَ الطموحِ الشَّخصیِّ وما هو متوفِّرٌ فعلًا مما یجعلُ الشَّاب یشعرُ بأنَّه غیر قادرٍ على الوصول إلى الوسائل المشروعة لتحقیق الأهداف التی وضعها المجتمع لأفراده، بسبب عدم توافرِ الفرصِ الوظیفیَّة، أو لأنَّه لا یستطیعُ الاندماج فی الثَّقافة المجتمعیَّة، فیجبر على الانسحابِ  والهجرةِ إلى وطنٍ آخر یقدِّر کفاءته ویشعرُ فیه بقیمتِه العلمیة. 
·        العاملُ السیاسیُّ: إنَّ الهجرةَ ترتبطُ ارتباطًا ایجابیًا بالأوضاعِ الاقتصادیةِ والاجتماعیةِ والسیاسیةِ السائدة فی البلد المصدِّر للمهاجرین من جهة، وفی البلدان المستوردة لهم من جهة أخرى.ومعنى هذا أن هناک عوامل وقوى طاردة فی الدول المصدِّرة، والتی تکون عادة من الدول النامیة، تدفع المواهب والخریجین والکفاءات فی هذه الدول إلى الهجرة ِتقابلها عوامل جذب فی الدول المستوردة، التی تکون غالبًا من الدول المتقدمة، وتتمثَّلُ عوامل الطَّردِ فیما یتعلَّق بالهجرة الدولیة عمومًا فی الفقرِ والاضطهادِ السِّیاسیِّ والعزلةِ الاجتماعیَّةِ والهوَّة المرتبِطةِ بالرَّفاهیة بین الشَّمال والجنوب، أو الحرب کعاملٍ من عواملِ الطَّردِ بین الأممِ أو داخلها. أمَّا عوامِلُ الجذْبِ فتتمثَّلُ فی الزِّیادةِ المطَّرِدةِ على العملِ فی بعض القطاعات والمهنِ؛ فأسواقُ العمل تستوردُ مهاجرینَ فی ظلِّ عدمِ قدرةِ العرضِ فیها على تلبیةِ الطَّلب على نوعیَّةٍ معینةٍ من العمال.

 

8.الاستعراضُ المرجعیُّ لأدبیَّاتِ الدِّراسة :-

  1. المحور الأول :دراسات اهتمت بتصنیف نظریات الهجرة

  فی محاولة لتصنیف النظریات من قبل   (1997 and Faist  Hammar، Brochmann، Tamas and Faist) تنقسم نظریات الهجرة إلى ثلاثة فئات رئیسة هی المستوى الجزئی ، المستوى الکلی ، والمستوى المتوسط ​​من الهجرة  ،ینصب الترکیز على دراسة مقاربات الاقتصاد الکلی والذی یسمى کذلک بالبنیوی Structuralistes  مع الأخذ بالأعتبار القوی الخارجیة التی تؤثر فی تنقل الأفراد خارجیاً فیدور شرح هذه النظریات حول وحدة التحلیل التی تتمثل فی المجتمع  وهنا نقوم بالترکیز علی ثلاث نظریات تتعلق بهذا  التصنیف هی نظریة الاقتصاد الکلی النیوکلاسیکی ، نظریة ازدواجیة سوق العمل ، ونظریة النظم العالمیة .یتضمن هذا المستوی تحلیل المقاربات  الاقتصاد الجزئی المنبثقة من الاقتصاد الجزئی النیوکلاسیکی  والتی تقوم علی الفکرة القائلة  بأنه یتم إتخاذ قرار الهجرة علی المستوی الفردی ، حیث ینظر للمهاجر علی أن سلوکه عقلانی ، یهدف إلی تحقیق رفاهیته . فحسب هذا البرادیم  تمثل الهجرة قراراً فردیا یتخذ بعد التقییم العقلانی  للتکالیف والفوائد ، ووفق نموذج دفع / سحب المقدم فی فئة مقاربة الاقتصاد الجزئی للهجرة الخارجیة فإن اتخاذ قرار الهجرة  یأخذ فی الحسبان عوامل الطرد والدفع فی البلد الأصلی وعوامل الجذب والسحب فی البلد المستقبل، وآخیراً یتم عرض النظریات الوسیطة وهی الذی تکمن فیه قرارات الهجرة بین النظریتین السابقتین ، أی العائلة والشبکات الاجتماعیة ومجموعات الأقران و مجتمعات الأقلیات المعزولة.[49]

وصنَّف 2008)Hagen-Zanker) نظریاتِ الهجرةِ إلى قسمین فرعیین تحت مسمى "الشروع فی الهجرة" و "إدامة" الهجرة "، والنظریات المتعلقة بالنوع الأول مبنیةٌ على أسبابِ الهجرة، فی حین یهتم النوع الثانی بشأن استمراریة أو شمولیة الهجرة.[50] کما یشیرُ بیل وآخرون(2010)and Zuin 2010)de Oliveira andBel,Alves,) إلى ثلاثة أنواعٍ رئیسةٍ من الهجرة، وهی: هجرة العمالة، والهجرة القسریة، والهجرة الدولیة. تنطوی هجرةَ العمالةِ على هجرة ذوی المهارات العالیة، والعمَّال المهرة منخفضة الأجور، والعمل المؤقت.بینما تشمل الهجرةُ القسریةُ اللاجئینَ وطالبی اللجوءِ الذین یعبرونَ الحدودَ بسببِ الصِّراعاتِ والشُّکوکِ السِّیاسیة، والنَّازحینَ الذین فقدوا مستوطناتهم بسبب الکوارث الطبیعیة.[51]

ویصنف2011) Kurekova )نظریات الهجرة إلى قسمین، هما: "محددات الهجرة" و "الأبدیة".[52] فی حین یولی Huzdik, K 20014))اهتمامًا خاصًا لنظریَّاتٍ تشرحُ عملیَّة التَّرحیل فی القرن الـ 21، ویقسِّم هذه النظریات إلى أربع فئات وهی: السلوکیة،و التقالید، والتوازن، والهیکلیة التاریخیة.[53]

  1. المحور الثانی دراسات تناولت نسب المهاجرین الدولیین

أما فیما یتعلَّقُ بنسبِ الهجرةِ الدّولیة فقد کشفت نتائجُ المسحِ القومی للهجرة الدولیة أن: 87% من المهاجرین یهاجرون لأسبابٍ اقتصادیة، و10% لأسبابٍ اجتماعیةٍ تتمثَّل فی الزواج أو اللحاق بالزوج الذی یعمل فی الخارج. وکشفَ الجهازُ المرکزیُّ للتعبئةِ العامَّةِ والإحصاءِ أن 80.2% من الأسر التی بها مهاجر حالیاً من الریف، مقابل 19.7% للحضر، وأن 74.2% من الأسر التی بها مهاجرٌ عائدٌ من الریف، مقابل25.8% للحضر. وأوضح الجهازُ أنَّ المسحَ القومیَّ للهجرة الدولیة فی مصر تم على 90 ألف أسرةٍ فی مختلف محافظات الجمهوریة خلال عام 2013 أشار إلى أن 52.5% من أسر الریف لا یوجد بها مهاجرون، مقابل 47.2 % للحضر.[54]

وأظهرت بیانات المسح أن ریف الوجه القبلی یستأثر بأکثر من 50 % من إجمالیالأسر التی بها مهاجرٌ حالی، مقابل 30% للأسر الوجه البحری، فیما کانت خصائص المهاجرین الحالیین وقت إجراء المسح 15 سنة فأکثر، حیث بلغت نسبة المهاجرین من الذکور 98% مقابل 2% للإناث. کما أشارت البیانات إلى أن الفئة العمریة (25 – 29 سنة) استحوذت على أعلى نسبةٍ للمهاجرینَ، بنحو 23%، فیما کانت أقل نسبةٍ للمهاجرینَ بین الأفرادِ فی العمر (60 سنة) فأکثر (1.2%). وأوضح المسحُ أن الدول العربیةَ استحوذت على (95.4%) من جملةِ المهاجرین المصریین الحالیین، مقابل 2.9% للدول الأوروبیة، وبحسب تقریر الهجرة الدولیة 2015 فإن أَعدادَ المهاجرینَ من مصر قد بلغت 3,964,944 مهاجرًا حتى عام 2013. [55]

أمَّا بالنسبة لأعدادِ المهاجرینَ المصریین غیر الشرعیین، فقد ذکرت وزارة الخارجیة المصریة أن عدد المصریین الذین حاولوا الوصول إلى إیطالیا بطریقةٍ غیر شرعیةٍ خلال الفترة من 27 أکتوبر 2012 حتى 25 سبتمبر 2013 وصل إلى 1214 فردٍ بینهم 471 قاصرًا من وجهة نظر القانون الإیطالیالذی یعتبر القاصر أقل من 18 عامًا. وأشارت أرقام المجلس القومیِّ للأمومة والطفولة إلى أن الأطفال القصَّر هم أعلى المعدلات فی الهجرة غیر الشرعیة بمصر، حیث تجاوزوا نسبة (41%) من المهاجرین القصَّر خلاف من قُتل ومن ماتَ من بین 2280 مهاجرٍ غیر شرعی (الأهالی1/4/2014).[56] ویتناول الواقع الدولی للهجرة من خلال عرض حجم المهاجرین فی العالم الذی وصل إلى حوالی214 ملیون مهاجرٍ عام 2010 وفقًا لتقریر منظمة الهجرة الدولی، ویمثل 3.1% من سکان العالم.[57] ومن المتوقَّعِ استمرارُ اتجاهِ الزِّیادةِ بصفةٍ عامةٍ، ونتوقع أن تزید أکثرَ من معدَّلاتها الطبیعیة، بعد ثورات الربیع العربی،فقد قدر عدد إجمالی المهاجرین فی عام 2015 فی العالم بنحو 244 ملیون نسمة3.3% من مجموع سکان العالم وقفت على رأس الأماکن المهاجر الأکثر شعبیة أوروبا وشرق وغرب آسیا فی عام 2015، وبلغ إجمالی المهاجرین إلى أوروبا 76ملیونًا، وفی آسیا 75 ملیونًا. وفیما یتعلق بهجرة الکفاءات،أورد تقریرٌ أخیرٌ للبنک الدولی أن عدد المهاجرین فی العالم العربیِّ بلغ حتى عام 2013 قرابة 30 ملیون مهاجر، مع وجودازدیادٍ طفیفٍ فی هذا العدد، سواء باتجاه دولِ الخلیجِ أو أوروبَّا وأمریکا وکندا واسترالیا، حیث یهاجر منهم 31.5% لدول الخلیج، فیما یهاجر 23% للغرب بسبب قیود السفر والهجرة الحالیة للغرب، والباقی لدول أخرى مختلفة أسیویة وأفریقیة ولاتینیة. وأوضح التقریر أن ما یقارب 20 ملیون مهاجرٍ من الشرق الأوسط یعیشونَ حول العالم، أی أنَّ 5% من مجموع سکانِ العالمِ العربیِّ قد هاجروا من الشَّرقِ الأوسطِ، أغلبهم من مِصْرَ والمغربِ، الدولتان اللتان یهاجرُ منهما أکبر عددٍ من المواطنین إلى دولٍ أُخرى حول العالم، وتلیهما الأراضی الفلسطینیة المحتلة، فالعراق، فالجزائر، فالیمن، فسوریا، فالأردن ولبنان.وبحسب تقریر البنک الدولی والجامعة العربیة، ینتقلُ ما یقارب 40% من مهاجری الشرق الأوسط إلى دول منظمة التعاونِ الاقتصادی والتنمیة (OECD) التی تتألّفُ من دول متقدمة، ویهاجر 23% منهم إلى دول متقدمةٍ أُخرى، و31.5% یهاجرون إلى دولٍ داخل الشرق الأوسط، و1% فقط من المهاجرین ینتقلون إلى دولٍ نامیة أُخرى فی العالم. وأن 54 بالمئة من الطُّلاب العرب، الذین یدرسون فی الخارج، لا یعودون إلى بلدانهم. ویُشکِّل الأطباء العرب فی بریطانیا 34 بالمئة من مجموع الأطباء فیها.مصر وتونس فی صدارة التصدیروتأتی مصر فی مقدمة الدول المصدرة للعقول إلى الخارج، خاصة کندا والولایات المتحدة وألمانیا، وطبقا لبیانات اتحاد المصریین بالخارج، فإن تعداد علماء وأکادیمیی مصر المقیمین بالخارج، یبلغ حوالى86 ألف عالمٍ وأکادیمیٍ، منهم 1883 فی تخصصاتٍ نوویةٍ نادرةٍ، کما یضمون 42 رئیس جامعةٍ حول العالم.[58]

  1. المحور الثالث دراسات تدور حول الأسباب والعوامل الدافعة للهجرة الدولیة:

فى استبیانٍ عن الأسبابِ التی تدفع الشباب المصریَّ إلى الهجرةِ إلى أوروبَّا وُجِد أنَّ الأسبابَ الدَّافعة من الدولة المنشأ أسبابٌ اقتصادیةٌ فی الأساس، حیث یرى الشباب المصریَّ أنَّ الهجرة –سواء منظَّمة أو غیر منظَّمة، وسیلةً للهروبِ من الفقرِ والبطالة. وهو ما یتوافق مع انخفاض مستویاتِ الأجورِ ومستویاتِ المعیشة فی مصر مقارنةً بأوروبا، إضافة إلى محدودیة فرص العمل، خاصةً لحدیثی التَّخرُّج.[59]وتشیر دراسةٌ أخرى إلى أنَّ العولمةَ أدت إلى إحداث تغیر جذریٍ فی سوق الوظائفِ، وبخاصة للوافدین الجدد من الشباب حیث ترتفع نسبة البطالة نظرًا للتحول المستمرِّ من الزراعة للأعمال الصناعیة والحرفیة التی تتطلَّبُ عددًا أقلَّ منَ العاملین وإصلاحِ الشرکات والقطاعاتِ المملوکة للدولة وإعادة تنظیم القطاع العام. فتحرر التجارة یجبرُ الشرکات على أنْ تُصبِحَ أکثرَ مرونةً وتنافسیة. وقدْ صارَ العدیدُ منها أکثرَ اعتمادًا على العمَّال المؤقتین قلیلی التکلفة الذین یتم توظیفهم بشکلٍ غیر منتظم "عمالة مؤقتة". وتعد المغالطات الواضحة فی التَّعاقدات والوظائف التی تتطلَّبُ نصفَ مهرةٍ أوضح الأمثلة على التحوُّلِ العالمیِّ لفرص التوظیف للشباب.[60] وکشفت نتائجُ المسحِ القومیِّ للهجرةِ وأوضاعِ المصریین بالخارج بالتعاون مع منظمة العمل الدولیة أنَّ: 17%من المهاجرین یهاجرونَ لأسبابٍ اقتصادیة، و91 % لأسبابٍ اجتماعیةٍ للزواج أو اللّحاق بالزوجِ الذی یعمل بالخارج کما أکَّدت نتائجُ المسحِ أنَّ أهمَّ الأسبابِ الدَّافعة للهجرة کانت على النحو التالی: تحسین مستوى المعیشة 34%،عدم کفایة الدخل 25% کالحاجة إلى فرص عمل  11.5% ،الزواج أو اللحاق بالزوج 9.2 % ،البحث عن فرص عملٍ جیدة بالخارج  9.9 % ، الأجور المرتفعة 6 % ، مزایا العمل فی مصر غیر مرضیة 3.4 % ، جمْع شملِ الأسرة 00.9 %،الحصول على تعلى م أفضل 3.2 %.[61]وتُبیِّنُ دراسة عزام 2009 اتجاهات الشباب الجامعی نحو الهجرة غیر الشرعیة. فبالاستناد إلى المنهجِ الوصفیِّ وعینةٍ قوامُها 210 طالبٍ جامعیٍ وُجِدَ اتجاهٌ ایجابیٌ  بنسبة 80 % من الشباب الجامعی نحو الهجرة غیر الشرعیة لمواجهة الفقر والبطالة، وعدمِ اشباعِ احتیاجاتِ الشَّباب ومتطلباتهِم فی إقامة حیاة زوجیة .[62]وفی دراسة إبراهیم 2014  على قریة میت ناجی بمرکز میت غمر بمحافظة الدقهلیة عن طریق استخدام أداة البحث الاجتماعی المتمثلة فی استمارة الاستبیان التی أجریت على عینة من الشباب بلغت (200 مفردة) تمثّل معظم حالات المهاجرین غیر الشرعیین سواء من حیث السن والمهنة والمستوى التعلیمی.توصلت نتائجُ الدراسة إلى زیادة أعداد المهاجرین غیر الشرعیین من الشَّباب من قریة الدراسة، واتضح من النتائج أنَّ أهم أسباب الهجرة غیر الشرعیةِ الرغبةُ فی الحصولِ على فرصةٍ، وقلة الدخلِ، وتحسین ظروف المعیشة. کما بینتِ النتائج عواملَ التشجیع على هجرة المبحوثین، وأوضحت النتائج طریقة الهجرة السریة للمهاجرین التی جاءت عن طریق السماسرة، وأنَّ المهاجرین سافروا إلى الدول الأوروبیة من لیبیا عن طریق البحر رغبةً فی تحسینِ معیشتهم وتحقیق مستویاتٍ مادیةٍ مرتفعة.[63]من خلال دراسة تونسیة 2017 حول ظاهرة الهجرة غیر الشرعیة اتضح أن 54.6 % من الشباب یرغبون فی الهجرة منهم 31 %على استعداد للقیام بهجرة غیرشرعیة, وهو ما یدل على رغبة هؤلاء الشباب إلی اللجوء إلی حلول فردیة.[64]والواقع رغم أن الهجرة تشکل الخلاص من المشاکل التی یعانی منها الشباب إلا إنها لها أثارها ففی دراسة , Islamic Development Bank) اهتمت  بقیاس معاملات الارتباط بین هجرة العقول وبعض مؤشرات التنمیة) فی مجموعة الدول الأعضاء فی البنک إیاه.وأوضحت تلک الدراسة أن التأثیر الإجمالی لهجرة العقول فی التنمیة یکون سلبیاً ویلحق الضرر برأس المال البشری ویزید حدة الفقر[65] وتوضح دراسة شیف ووانغ(2009) أن هجرة العقول تؤثر سلباً فی قدرة الدول النامیة المصدرة للعقول على استیعاب التکنولوجیا ومن ثم على نمو الإنتاجیة الکلیة لعوامل الإنتاج ویرجع ذلک إلى سببین: الأول أن نسبة هجرة العقول فی الدول الصغیرة تزید بنحوستة أضعاف على مثیلتها فی الدول الکبیرة. والثانی أن الدول الکبیرة تحقق مکسباً صافیاً من هجرةالعقول ولیس خسارة، وهو لیس حال الدول الصغیرة التی یزداد فیها الأثر السلبی لهجرة العقول على الأثر الإیجابی[66].

  1. المحور الرابع دراسات اهتمت بأثار الهجرة الدولیة :

حاولت دراسةٌ حاجة2010 باستخدامِ المنهج ِالوصفیِّ دراسةَ أثرِ هجرةِ العقولِ البشریَّةِ على استدامةِ التَّنمیةِ فی السُّودان، ومعرفةِ أسبابِ هِجرةِ العقولِ البشریَّةِ، وتفضیلها للعملِ خارجَ السُّودان. بلغت العیَّنةُ500، وتمّ التوصّل إلى سلبیَّة العلاقةِ بین هجرةِ العقول، والتنمیةِ البیئیَّةِ، والصِّحَّةِ العامة. کما اتَّضحَ أن أعداد الذُّکورِ من السودانیینَ تفوق أعدادَ الإناث، والتی تنحصر فی الفئةِ العمریةِ (21 -61 ) فضلًا عن حِرمانِ الوطن من أثْمَنِ موارده المتمثِّلةِ فی رأسِ المَالِ البشریِّ، ممَّا یُؤدِّی إلى رُکُودٍ فی کَافَّةِ مناحی الحیاة.[67]

وأمادراسة سفداری ورفیقیه (2011 ) فقد هدفت إلى البحث فی أثر هجرة العقول فی النمو الاقتصادی فی إیران فی الفترة ( ١٩٧٥ : ٢٠٠٨ )وتوصلت إلى أن هجرة المهارات تؤثر إیجابیاً فی معدل نمو الناتج المحلی الإجمالی[68]وتشیر دراسة رافیش س.(2013)عن التأْثیرِ الاجتماعی/ الاقتصادی لهجرة العقول على المجتمع الهندی إلى أنَّ هجرةَ الأدمِغَة تُشیرُ إلى تکلفةٍ اقتصادیَّةٍ وإهدارٍ لرأس المالِ المادِّیِّ والبشری، حیثُ أنَّ المهاجرین یأخذون معهم عادةً جزءًا من قیمةِ تدریبهم برعایة الحکومة أو المنظَّماتِ الأخرى.[69]وتبین دراسة Theodoropoulos 2014 فی الیونان (والتی طبقت على  400 طالب وطالبة جامعیة)  أنَّ 66.6 % یرحِّبون بفکرة الهجرة، و20.3 %  یعتبرونَ الهجرةَ إلى بلد أجنبیٍ منحةٌ لایمکنُ تفویتُها، و 46.3 % یفکِّرونَ فی الهجرةِ من أجلِ حیاةٍ أفضل، وأنَّ أکثرَ من ثلثی العیِّنةِ یُظهرون توجُّهًا ایجابیًا نحو الهجرةِ للخارج، مما یعکسُ مدى تفاقُمِ هذه الظَّاهِرة.[70]بینما تُشِیرُ دراسةُNevenaKrasulja (2016) إلى إیجابیَّةِ العلاقة بین هجرةِالعقول والاستفادةِ من التحویلات، وفی نفس الوقت توفیر فرص عملٍ لائقةٍ بهذهِ الکفاءات فی خارج الوطن، ممَّا یجعلُ هذه الهجرةَ بمثابة القوَّةِ الدَّافعةِ للتنمیة.[71]وفی دراسة (Vladimir) عن مقدونیا (2018 )، کشَفت الدراسةُ أنَّ استنزافَ الأدمغةِ قد قیَّد فرص التنمیةِ وحدَّ من جودَةِ الخدمات العامة، بالإضافة إلى انخفاضِ الإنفاق الاسْتِثْماریِّ والاستهلاکی أیضا؛ حیثُ أخذَ بعض المهاجرینَ مدخراتهم واستثماراتهم عند مغادرتهم البلاد.[72]

إذَا کَانَ ما سَبقَ یتحدَّثُ عن الأثارِ الاقتصادیَّةِ، فإنَّ للآثارَالاجتماعیةَ وضعٌ آخر؛ فمن الممکن أن تکونَ الهجرةُ تجربةً مجزیة تصبُّ فی مصلحة الأُسرةِ المعیشیة، إلا أنَّها فی معظمِ الحالاتِ الانتقالٌ إلى بلدٍ آخر، والانفصالٌ شخصیٌ عن الأسرةِ له تکلفته العاطفیةِ على الفرد، مما یزید من خطرِ انهیارِ الأسرةِ وتفتیتِ الروابِطِ الاجتماعیَّة.[73]

 

الدراسة الحالیة على خریطة الدراسات السابقة

اتَّضحَ من عرض أدبیاتِ الدِّراسة أنَّ الدِّراسات قد تناولت ظاهرة الهجرة الدولیة، وتتفق الدراسة الحالیة مع الدراسات السابقة فی هذه الظاهرة کموضوعٍ هامٍ یفرض ُنفسه أمام العدید من الباحثینَ فی وقتنا الراهن.وقد سلَّطتِ الدِّراسات السَّابقةُ الضَّوءَ على بعض الجوانب المتعلِّقةِ بموضوع هذه الدراسة؛ حیث أکد بعضها على جملة أمور، أهمها: أسباب الهجرة، واتّجاهات الشباب نحو الهجرة، واحصائیات تتعلق بنسب المهاجرین الدولیین، کما أبرزت أثر الهجرة الدولیة على التنمیة المستدامة. على الرغم من وجود بعض الدِّراساتِ التی قد تطرقت بصورةٍ مباشرةٍ أو غیر مباشرةٍ إلى متغیرٍ أو أکثر من متغیراتِ هذه الدِّراسة، لم تقم دراسة منها بدراسة العلاقة بین متغیرات هذه الدراسة ککل فی المجتمع المصری بصورة مباشرة، ولم تتناول النماذج النظریة المفسرة للهجرة فضلاً عن اهتمام الدراسات بنوعٍ واحد من الهجرة الدولیة سواء القانونیة أو غیر القانونیة. أمّا هذه الدراسة الحالیة فقد تمیّزت بتناول النوعین الهجرة غیر القانونیة وهجرة الکفاءات بالإضافة إلى تناول الدراسة لسیاقین أحدهما حضریٌّ والآخرُریفیٌّ للوصول إلى نتائج تفسِّر أسبابّ الهجرةِالدولیة.

ثانیًا: الإجراءات المنهجیة للدراسة:-

یطرح هذا الجزء منهجیة الدراسة المیدانیة، التی تستمدُّ شرعیتها فی الأساسِ من الأُطرِ النَّظریَّةِ، وأهداف الدراسةِ، من خلال ما یلی:

  1. نوع الدِّراسة:

 تدخلُ هذهِ الدِّراسة فی إطار الدّراساتِ الوصفیَّةِ التحلیلیة، التی تسعى إلى التَّعرف على اتجاه الشَّباب المصری نحو الهجرة الدولیة بشقیها القانونی وغیر القانونی.

  1. منهج الدِّراسة:

لتحقیق أهداف الدراسة الراهنة یتم الاعتماد على منهج المسح الاجتماعی بالعینة، وذلک من منطلق أنَّ هذا المنهجَ هو المنهجُ الأنسب لجمع البیانات الکمیة عن الظاهرة موضوع الدراسة، کما اعتمدت الدِّراسة على المنهج المقارن،وذلک للمقارنة بین استجابات الحالات واتجاهاتهم نحو الهجرة الدولیة طبقًا لمتغیرات الدِّراسة.

  1. عیِّنة الدراسة:

نظرًا لتعدُّدِ شریحة الشّباب واختلاف التَّقسیم الاجتماعی لها من حیث التعلیم والمهنة والسِّیاق الریفی، والحضری، وصعوبة القیام بالدِّراسة على جمیع أفرادِ الشریحة، تم أخذُ العیِّنة بطریقة عشوائیة بسیطة، وکانت وحدة التحلیل هی الفرد (الشاب)، ولتحدید حجم العینة فی السیاق الریفی تم حصر إجمالی عدد الحائزین من واقع سجلات الجمعیة التعاونیة الزراعیة بالمتانیا حیث بلغ عددهم 3970 حائزاً، ثم تم تطبیق المعادلة التَّالیة لتحدید حجم العیِّنة:

n = N / (N-1) B2 + 1)   ) حیث أن n = حجم العینة، N = حجم المجتمع الشَّامل، B = خطأ التقدیر. وبعد تطبیق المعادلة بلغ حجم العیِّنة فی السِّیاق الرِّیفی 98 مفردة، وفی السیاق الحضری 102، وکانت نوعیة التعلیم فارقة فی الاختیار.

  1. أدوات الدراسة:

تمَّ إجراء الدِّراسة المیدانیةِ وجمع البیاناتِ عن طریق استمارة اسْتبیانٍ تم إعدادها مسبقًا وفقًا لأهداف الدِّراسة، وذلک بعد اجراء الاختبار المبدئی على عددٍ من المبحوثین بقریة المتانیا ومحافظة الجیزة، وتم بعدها إجراء التَّعدیلات ووضع استمارة الاستبیان فی صورتها النهائیة. کما تم صیاغة استمارة مکونة من أربعة بنود، فی إطار ثلاثة عشر سؤالًا، یتعلق البند الأوَّلُ بتحدید الموقف من الهجرةِ، ویناقش البندُ الثَّانی الأسْبَاب الدَّافعة للهجرةِ وعلاقتها بالعمل والبطالة. یُناقش البند الثالث عواملَ الجذْبِ فی بلد المَهجر. ثم تأتی فی النهایة توصیاتُ المبحوثین بشأنِ کیفیَّة جذبِ الشَّبابِ لموطنهم وحل مشکلة التشغیل. تمت صیاغة الاستبیان بطریقةِ المغلق المفتوح النهایات حتى نتیح الحریة للمبحوث فی الإدلاء برأیه بحریَّةٍ تامة.

  1. مجتمع الدراسة ومجالاته:

         أ‌-         المجال المکانی: وقعَ اختیارُ الدِّراسة على محافظةِ الجیزة لأنَّهَا تشکِّل السِّیاقینِ معًا؛ الحضریُّ والریفیُّ کما أنَّها تمثِّلُ إحدى محافظاتِ القاهرةِ الکبرى ذات الموقع الاستراتیجی، فهی بمثابة الرَّابط بین الوجهیین البحری والقبلیِّ. تتلاقی حدود الجیزة مع حدود محافظتی مَطروح والبحیرة، والفیّوم وبنی سویف والمنیا. تبلغُ المساحةُ المأهولةُ بالسِّکان بمحافظة الجیزة 1191 کیلو متر مربع، وتشکل 9% من إجمالی المساحةِ الکلیة للمحافظة البالغة 13.184 ألف کیلو متر مربع، حیث یعیش على الکیلو متر مربع 7276 نسمة. أمَّا إجمالی سکان "الجیزة" فیبلغ نحو 8.6 ملیون نسمةٍ وفقًا للجهازِ المرکزی للتعبئةِ والاحصاء. وقعَ الاختیارُ فی الدِّراسةِعلى المحافظة حضریا، وقریة الماتنیا مرکز العیاط بمحافظة الجیزة کسیاقٍ ریفیٍ، ویحدهاالعدید من العزب التَّابعة لها عزبة حسن خلیل – یوسف بطرس غالى – عبدالسید –عبدالرؤوف – عبدالظاهر – عزبة أحمد مصطفى والقریة تعانی من سوء الأوضاعِ المعیشیَّة وانخفاض مستوی الدخل، ناهیک عن تردِّی مستوى الحیاة بالقریة.

         أ‌-         المجال البشری: یمثِّلُ المجالُ البشرىُّ الشَّبابَ بکافَّة شرائحهِ(التَّعلیمیَّة، والمهنیَّة والسِّیاق الرِّیفی، والحضری)، ویعتبرُ الفردُ وحدةَ التحلیلِ الأساسیَّة. وقد تمَّ مراعاةُ التَّدرج فی العمر -والذی تم تحدیدُه طبقًا لتعریفِ الأممِ المتَّحدة لسنِّ الشَّباب الذی یبدأ من سن(18-40).

       ب‌-       المجال الزمنی: انقسمَ المجالُ الزَّمنیُّ للدراسة المیدانیةِ إلى ثلاث مراحل: المرحلة الاستطلاعیَّةُ، ومرحلة إعداد وتصمیم استمارة الاستبیان، ومرحلة جمع البیاناتِ وتحلیلها. وقد استغرقت هذه المراحل الفترة ما بین مایو 2018 إلى سبتمبر2018.

  1. متغیِّراتُ الدِّراسة وکیفیَّة قیاسها:

أ‌-         المتغیِّر التابع:

 درجةُ اتجاهِ الشَّبابِ نحو الهجرةِ الخارجیَّة، ویقصد به درجة استعداد المبحوثین ومیلهم نحو الهجرةِ الخارجیَّة لتحدید طبیعةِ هذا المیلِ أو الاستعداد، سواءٌ کان إیجابیًا أم محایدًا أم سلبیًا. وتمَّ قیاسُ هذا المتغیِّر عن طریقِ مقیاسٍ مکونٍ من عشرین عبارةٍ تعبِّر عن اتجاه الشَّبابِ نحو الهجرةِ الخارجیَّةِ بنوعیها، وتمَّ تحدیدُ ثلاثة مستویاتٍ للاستجابة(موافق / محاید / غیر موافق)، کما تم تحدید القیم (3،2،1) لتلک الاستجابات على التوالی فی حالة العبارات الإیجابیة، والعکس فی حالة العبارات السلبیَّة. وقد تمَّ جمعُ الدَّرجة الکلِّیَّةِ لتُعبِّرَ عن درجة اتِّجاه الشَّباب نحو الهجرة الخارجیَّة، حیث تراوحت قیم الحدِّ الأدنى والحدِّ الأعلى لهذا المقیاسِ نظریًا بین 20-60 درجة

على التوالی.

ب‌-       المتغیرات المستقلة:

النَّوع الحالة الزواجیَّة، نوع الأسرة، الحالة العملیة، الحالة المهنیة، الحالة التَّعلیمیَّة، السِّیاق الریفی والحضری،حجم الحیازة الزراعیة، إجمالی الدخل الشَّهریِّ، مستوى الإنفاق الشهری،

المکانة الاجتماعیة للأسرة.

 

 

 

 

  1. وصف عینة الدراسة:                                           

جدول (1)

توزیع المبحوثین وفقاً لخصائصهم الکیفیة

خصائص المبحوثین

العدد

%

النوع

ذکور

130

65

إناث

70

35

الحالة الزواجیة

لم یتزوج

136

86

متزوج

38

19

أرمل

10

5

مطلق

16

8

نوع الأسرة

بسیطة

165

82.5

مرکبة

18

9

ممتدة

17

8.5

الحالة العملیة للمبحوثین

یعمل

76

38

لا یعمل

124

62

الحالة المهنیة للمبحوث

حکومی

16

8

قطاع خاص

20

10

مزارع

17

8.5

حرة

23

11.5

لا یعمل

124

62

الحالة التعلیمیة

 

 

 

 

یقرأ ویکتب

15

7.5

لم یتم التعلیم المتوسط

20

10

أتم التعلیم الثانوی

55

27.5

أتم التعلیم الجامعی

45

22.5

دراسات علیا

65

32.5

السیاق الاجتماعی

حضر

102    

51

ریف

98

49

الإجمالی

 

              200

 

               

یتَّضحُ من قراءةِ الجدولِ السَّابقِ ما یلی:

1. اتخذت الدراسة النوع کمتغیر کیفی لقیاس الإتجاه نحو الهجرة الدولیة والفروق بین النوع حیث  إن الزیادة الکبیرة فی عدد النساء الداخلات سوق العمل بالإضافة إلى انحصار دور الحکومة فی التعیین والعقبات المستمرة أمام النساء الشابات فی  دخول القطاع الخاص یؤدی إلى ازدیاد معدل البطالة بین النساء والملاحظ أن مجموع الذکور 65% فی مقابل 35 % وهو ما یتفق مع النسبة الاحصائیة الرسمیة حیث بلغت عدد الذکور 23.2 ملیون، وبلغت عدد الإناث 21.8 ملیون.مما یشیر إلی دور الشباب من الجنسین فی عملیة التنمیة  وفی مسح أجری فی عام  (2015 ) حول الشباب فی  البلدان العربیة یبین أن الإناث لا یهاجرن إرضاء لطموح مهنی،بقدر ما یهاجرن بحثاً عن حیاة أفضل والهروب من العادات والتقالید المعوقة.[74]

2. اتخذت الدراسة الحالة الزواجیة کمتغیر کیفی ویتضح أن نسبة 86 % من العینة غیر متزوج، وهو ما یعبِّر عن تردی الأوضاع فی المجتمع المصریِّ، وصعوبة الزواج، خاصَّة للشباب تحت الضغوط الاقتصادیة التی یرزح فیها المجتمع بعد ثورتین متتالیتین. یتفق ذلک مع إحصائیات الجهازِ المرکزیِّ للتعبئة والإحصاء وفقًا لإحصائیات 2018،بلغ عدد الإناث اللاتی لم یتزوجن فی الفئة العمریة 35 عاما فأکثر 472 ألف أنثى بنسبة 3.3% من إجمالیعدد الإناث فی تلک الفئة العمریة، وذلک خلال عام 2017، مقابل 687 ألف حالة ذکور بنسبة 4.5% من إجمالیأعداد الذِّکور فی الفئة العمریَّة المشار إلیها. یمکن أن نرجع أسباب ذلک الأمر إلى غلاء المهور وارتفاع تکالیف الزواج، وغلاء المعیشة وصعوبة توفیرالسکن، وارتفاع معدلات البطالة، وضعف الأجور التی یتقاضها الشباب بالمقارنة بالأعباءِ المُلقاةِ على عاتقهم.

3. اهتمَّت الدِّراسةُ بنوع الأسرة، واستحوذت الأسرة النوویة أو البسیطة على النسبة العلیا من الدِّراسة بنسبة 82.5 % وهو ما یتَّفق مع طبیعة الواقع المعاصر من حیث تفکک الأسر المعتمدة على خلفیة الانفصال والحراک والسفر بحثًا عن الرزق أو الرغبةً فی تأسیس حیاة مستقلة. یوضّح الجدول السابق أنَّ نسبة الفئة من 18 – 23 تمثل 27 % من عینة الدراسة، کما تمثل الفئة من 24-29 36 % من نسبة عینة الدراسة.

4. اهتمَّت الدِّراسة بمعرفةِ الحالة العملیَّة للشبابِ، واتّضحَ أنَّ نسبةَ 62 % من الشَّبابِ لا یعمل،أوهو یتفق مع المعدلات الرسمیة التی أعلنها الجهاز المرکزی للتعبئة والاحصاء،حیث تشیر إلى أنَّمعدَّل البطالة بین الشَّبابِ فی الفئة العمریة (18-29 سنة) بلغ 26.7%، فیما بلغت نسبة البطالة بین الشباب (18-29 سنة) الحاصلین على مؤهلٍ جامعیٍ فأعلى 37.7%، والحاصلین على مؤهل متوسطٍ فنیٍ 30.4%. وکشفت بیانات الجهازالمرکزی للتعبئة والاحصاء أنَّ نسبة الشَّباب المشتغلین بعمل دائم 45% لکل من الذکور والإناث، کما بلغت نسبة العاملین بعقد قانونی 28.5%. اعه

جدول رقم (2)

توزیع المبحوثین وفق خصائصهم الکمیة

خصائص المبحوثین

الحد الأدنى

(أقل قیمة)

الحد الأعلى

(أکبر قیمة)

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

المنوال / القیمة الأکثر انتشاراً

1. المتغیرات الدیمغرافیة

 

 

 

 

 

العمر

21

39

30.8

5.44

25

عدد سنوات التعلیم

3

20

9.57

3.44

9

عدد أفراد الأسرة

2

14

6.42

2.02

5

2. المتغیرات الاقتصادیة

 

 

 

 

 

إجمالی الدخل الشهری

1250

5500

2363

1058

2500

مستوی الانفاق الشهری

1200

5800

2453

1044

2000

حجم الحیازة

6

133

28.40

25.12

9

یتَّضحُ من بیاناتِ الجدول أن أعمار المبحوثین تتراوح ما بین 21 کحد أدنى و39 کحد أقصى، بمتوسط 30.08، وکان العمر الأکثر تکراراً هو 25 عاما، فی حین تراوح عددسنوات التعلیمالرسمیما بین 3 کحد أدنی و20 سنة کحد أقصى، وذلک لوجود حالات من العیِّناتِ تحمل الماجستیر والدکتوراه، وبلغ المتوسط الحسابی 9.57، وکان عدد سنوات الأکثر تکراراً 9 سنوات واهتمت الدراسة بتحدید درجة الاتجاه نحو التعلیم لمعرفة مدى تأیید الفردالتعلیم وتقدیر أهمیَّته والحرصِ علیه. وتم القیاس من خلال مقیاس مکون من عشر عبارات (خمس عبارات سلبیة، وخمس عبارات ایجابیة) کما أعطیت الاستجابات (موافق / محاید / غیر موافق) والقیم (1، 2، 3) على  الترتیب فی حالة العبارات الإیجابیة، ثم تم الإجراء المعاکس فی حالة العبارات السلبیة، وتم تجمیع الدرجة الکلیة لتعبر عن الاتجاه نحو التعلیم.

کما تم اتِّخاذ الدخل کمتغیر کمّی للدراسة، وقد اتضح أن الحدَّالأدنى للدخل القومی یبلغ 1250، والحد الأقصى 5500، وهی نسبةٌ تتآکل أمام ارتفاع الأسعار، ولا تساعد الشاب فی القیام ببناء أسرةٍ وحیاةٍ زوجیةٍ، ولا تفی بتحقیق الطموحات بالنسبة للشَّبابِ ذوی الکفاءات. واهمَّت الدِّراسة بتحدید حجم الحیازة الزراعیة ویقصد بها إجمإلىمساحة الأرض الزراعیَّةِ التی یحوزها المبحوث وأسرته. تم قیاس هذا المتغیِّر بسؤال المبحوث عن مساحة الأرض الزراعیة التی یحوزها (سواء مِلْک أو ایجار)، وتم حساب المساحة بالقیراط.

  1. الأسلوب الإحصائی المستخدم:

أ‌.        تمَّ حسابُ البیانات والنتائج وتحلیلُها باستخدامِ اختبارکا2من خلال المعادلة التالیة:

کا2= مجـ

(ت – ت/)2

ت/

 

حیث (ت) التکرار الملاحظ، (ت/)التکرار المتوقع.

 

کما تمَّ استخدام تحلیل التباین ANOVAلمعرفة ما إذا کانَ هناکَ فروقٌبینَ الرِّیفِ والحضرِ من حیثُ رغباتهم فی الاتِّجاهِ نحوالهجرةِ،وذلک باستخدام برنامج الحزمة الإحصائیة (spss).

ب‌.    حساب معامل الثبات

یُقصد بثبات الاستبیانِ حصولُ الباحثِ على نفس النتائج تقریبًا فی کل مرةٍ یطبِّقُ فیها الاستبیانَ على نفس العینة.وهناکَ عدَّةُ طرقٍ لحساب الثَّبات مثل طریقة إعادة تطبیق الاستبیان، وطریقة الصُّورِ المتکافئة، وطریقة التجزئة النصفیة. وقد اختارت الباحثة لحساب معامل الثَّبات طریقةَ التَّجْزئة النِّصفیَّة نظرًا لأنَّها لا تحتاج لوقت طویلٍ فی حسابها. ویقصد بطریقة التجزئة النِّصفیَّةِ أن یقسَّمَ الاستبیان إلى نصفین (نصف یشمل الأسئلة الفردیة، والأخر یشمل الأسئلة الزوجیة). یتمُّ حسابُ معاملِ الارتباط بین درجاتِ المفحوصین فی النِّصفین.  وقد تمَّ حسابُ معامل الارتباط بین درجاتِ المفحوصین فی النصفین باستخدام معادلة بیرسون:

 

وکانَ معامل الارتباط = 0.637 ثم تمَّ حسابُ معامل ثبات الاسْتبیانِ بمعادلةِسبیرمان وبراون: رأأ = 2ر ÷ ( 1 + ر )، حیث(ر) = معامل الارتباط بین درجات الأسئلة الفردیة ودرجات الأسئلة الزوجیة (0.78).وقد بلغ معامل الثبات 0.778 وهو معامل ثبات مرتفع.

ت‌.    حساب معامل الصدق

   یمثِّلُ الصِّدق مدى التَّجانسِ الدَّاخلیِّ لعباراتِ للاستبیان، ویتأثَّرُ بمدى اتِّساقِ وتماثُلِ العباراتِ مع الهدف من الاستبیان؛ بمعنى أدقٍ هل یقیس الاستبیان ما وضع لقیاسه؟ وقد تمَّ حساب الصِّدقِ الدَّاخلیِّ للاستبیان بحساب معاملاتِ الارتباطِ بین استجابات عیِّنة الدراسة باستخدام معادلة بیرسون.   

 

ثالثاً مناقشة نتائج الدراسة:-

هدفَت الدِّراسةُ الحالیَّةُ إلى استکشافِ اتِّجاهات الشَّبابِ المصریِّ نحو الهجرةِ الدولیة وتفسیر أسباب الهِجرةِ فی ضوءِ نماذجَ نظریَّة متباینةٍ، وفیما یلی مناقشة لفروض الدراسة:

الفرض الأول: لا یوجد اتجاهٌ لدى أفرادِ عیِّنةِ الدِّراسة نحو الهجرةِ الدولیةِ. للتحقُّقِ من صحة هذا الفرض تُحسب التکراراتُ والنسب المئویة لإجابات عیِّنة الدِّراسة للسؤال الأول، فالثانی، فالثالث. یوضّحُ الجدول التالی التکرارات والنسب المئویة:

 


جدول رقم (3) اتجاه العینة من الهجرة وفق متغیر النوع

1 . التفکیر فی الهجرة

ذکور

إناث

ک

%

طبعا أفکر فی أن أهاجر

87

48

135

67.5

لا، لأن المهاجر یعیش فی مذلة منذ وصوله إلى الخارج

43

7

50

25

لا تهمنی الهجرة إلى الخارج ولاأبالی بمن یهمه الأمر

12

3

15

7.5

أخرى تحدد

-

-

-

 

الإجمالی

 

 

200

100

تشیرُ استجابات المبحوثین إلى أنّ النِّسبة الأکثر تکررًا هی الاتجاه نحو الهجرة الدولیة،حیث تتمثَّل فی الاستجابة الأولى بنسبة 67.5 %، وکانت نسبة الإناث 48%، والذکور 87%.یوضّح تأمّل تلک النسبة انخفاض نسبة الإناثِ عن نسبةِ الذُّکورِ،ویرجعُ ذلکَ إلى رغبةِ المرأةِ المتزایدةِ فی الاستقْرارِ بشکلٍ دائمٍ مقارنةً بالرجال. ولکنَّ النِّسبةَ نفسها تبیِّنُ أنَّ حصةَ النِّساءِ من الهجرة الدولیة تکشف عن دخولٍ متغیرٍ جدیدٍ فی دراسات الهجرة، وهو متغیِّرُ النوع. فبعدَ أنْ کانت حرکةُ الهجرةِ محصورةً على الرِّجال أصبحت النِّساءُ شریکةٌ فی حرکة الهجرة، خاصَّة وأنَّ أُسرَ النِّساءِ یجدن فیهنَّ الدَّعم الأکبر للأسرة من الأبناء الذکور، فقد تواجه النساء التزاماتٍ عائلیةٍ مختلفة عن الرجال المهاجرین، بما فی ذلک مسؤولیَّة دَعم الأسرة النوویة، والأسرة الممتدة،وهو أمرٌ یشیر إلى وجودِ تغیُّر اجتماعی یحدث،وتطور فی المفهوماتِ الموروثة التی تتعلق بالمرأة، وتحدٍ للأدوارِ التقلیدیَّة مما یسهم فی تحریرِ المرأةِ واسْتقلالها اقتصادیًا بعد أنْ کانتْ تابعةً لسلطة ولیِّ الأمر ممَّا یولِّد وعیًا جدیدًا بالذَّات، ویسهم فی تنمیة قدراتها، ویجعلها شریکًا فاعلًا فی صنع قرارات الأسرة. لا ینفی هذا وجود بعض التَّناقضات، حیث النساء منخفضی المهارة، وبخاصَّةٍ فی الهجرة ِغیر الشرعیة، حیث تعانی من الاستغلال الجنسی والاقتصادی من قبل أصحاب الأعمال،الأمُر الذی یتطلَّبُ حمایةَ حقوق النِّساء المهاجرات.تؤکد دراسة(Ghosh,J.2009) للهجرة أنَّ أکثر من نصف المهاجرین العالمیین هم من النساء المهاجرات بشکلٍ مستقل أو بوصفهن أرباب أسرٍ.وتشیر البیانات إلى أنَّ معدل هجرةِ الإناث ینمو أسرع من هجرة الذکور فی العدید من البلدان المتلقیة.[75] تشیرُ تقدیرات منظمة العمل الدولیة [76] ودراسة(,2016Anjali Fleury)إلى إمکانیّة أن یؤدِّی فهم تعقیداتِ النوع الاجتماعی والهجرة إلى برامج وسیاسات تعززها الفوائد وتقلیلُ التکالیف الاقتصادیَّة والاجتماعیة للمهاجرات اللاتی یشکِّلنَ نصفَ عددِ المهاجرات فی عدد المهاجرین العالمی[77]، ویؤکد على  ذلک دراسة[78](Curran,S.R.,andA.C.Saguy.2001)أن النساء فی تایلند یحوّلن أکثر من الرجال بسبب الروابط القویة للأسرة والتوقعات والضغوط من ذوی القربى. کما تشیر دراسة((DeLaat,J.2008 إلى أنَّ النساء المهاجرات فی إسبانیا یحولون 38.5 % من دخلهنَّ مقارنة بالرجال الذین یحولون فقط 14.5%[79].


جدول رقم (4)

التکرارات والنسب المئویة لإجابات عیِّنة الدراسة للعوامل المؤثرة فی قرار للهجرة الدولیة طبقاً للسیاق الاجتماعی

2.أسباب تفکیر الشباب فی الهجرة

  1. ریف
  2. حضر
  3. المجموع
   

عدم الإحساس بالأمن

  1. 10 %
  2. 16%
  3. 26%
   

مستوى دخلی محدود وغیر کافی لسد احتیاجات عائلتی الأساسیة

  1. 22.2%
  2. 5.5 %
  3. 27.7%
  4.  
   

أنا من حملة الشهادات العلیا ولم أحصل على وظیفة تتفق مع مؤهلی

4.4%

1.11%

5.5%

البحث عن فرصة عمل

 

19.4%

13.8%

32.7 %

نجاح الآخرین فی تجربة الهجرة

5 %

3.4 %

8.4 %

أخرى

....

.......

1.01 %

           

بالنَّظرِ إلى النِّسب المئویة للأسبابِ الدَّافعةِ لتکوین اتِّجاهٍ نحو الهجرة نجدُ أنَّ النِّسب الأکثر تکرارًا تشکلت فی الحصول على عملٍ بنسبة 32.7 %، وبنسبةٍ أعلى فی الرِّیف من الحضر 19.4 % یلیها عدم وفاءِ الدَّخل بالاحتیاجات بنسبة 27.7% وبنسبة أعلى فی الریف 22.2 %. ثم یلیهم الدافع الثالث وهو عدم الإحساس بالأمان بنسبة 26 % وبنسبة أعلى فی الریف أیضًا عن الحضر 10 %. وبلا شکٍ تعدُّ هذه الدوافع مؤشرٌ للإختلالات الهیکلیة التی عانى منها المجتمع المصریُّ، وبخاصة فی الریف الذی عانى لفتراتٍ طویلةٍ من الإقصاء وسلب مقومات وجوده التنموی، وتجریف البنیة التحتیة تمامًا.فقد ساهم فی عدم الإحساسِ بالأمانِ نتیجةً لتسریح أعدادٍ کبیرةٍ من العمال بعد غلق المصانع على خلفیَّةِ الأزمة الاقتصادیَّةِ التی یمر بها المجتمع المصری فی انخفاض الدّخل الأسری، أحد عوامل البحث عن الهجرة. فالفقر المتزاید سواء کان حقیقیًا أو نسبیًا یدفع الناس إلى الانتقالِ بحثًا عن عمل، فصور الحیاة الأفضل تجتذب الشبابَ من کل مکانٍ عبر وسائل الإعلام الجدیدة. کما أنَّ زیادة الفروق بین الدول الغنیة والأخرى الفقیرة نتیجةَ الاختلالات الهیکلیة، وازدیاد الوعی بهذه الفروق من خلال وسائل الاتصال الحدیثة فضلًا عن الحاجة المتزایدة إلى الشباب والعمل الرخیص فی أوربا یوحی باستمرارٍ إلى اتجاه الهجرة، ویتجلَّى التباین فی المستوى الاقتصادیِّ بصورة واضحةٍ بین البدان الطاردة والأخرى الجاذبة.یعکس هذا التباین تذبذب وتیرة التنمیة، مما ینعکسُ سلبًا على مستوى سوق العمل، وهکذا تمس البطالة عدادًا کبیرًا من الشباب، بما فیهم الحاصلین على شهادات جامعیة. هذا بالإضافة إلى فشلِ السیاسات الحکومیَّة فی اعتمادها على القطاع الخاص فقط لتوفیر فرص العمل، مما أدى إلى تفاقم کارثةِ البطالةِ، والتی تدفع بالشباب إلى الهجرة الدولیة. کما یمکن تفسیر الهجرة فی ضوء صراع الشباب مع القیم الجماعیَّةِ وتمرُّدهم علیها نتیجةَ تباینِ وجهاتِ النَّظر حول العدیدِ من القضایا الاجتماعیةِ، الأمر الذی یدْفعُ بهم إلى الشُّعور بالغربة. فالهجرةُ تحمل فی طیَّاتها دلالاتٍ مجتمعیةٍ عمیقةٍ تعبر عن الاحتجاجِ على الأوضاعِ الرَّاهنة ورفضها. کما تعدّ الهجرةُ نتاج لصور النجاح أیضا حیث عودة المهاجر علیه مظاهرُ الثَّراء، وهی طموحات یغذِّیها الإعلام المرئیّ الذی یصور العالم المتقدم على أنَّه الجنَّةُ الموعودة، مما یجعل الشَّاب یغامر بالهجرة ولو على حساب حیاتِه.بتأمُّلِ الاستجابات نجدها تُؤکد سلبیَّة العلاقة بین النموِّ الدیمغرافی الذی تتسم به المجتمعات النامیة، وغیابَ فرص العمل والخطط التنمویَّة، وهو أمرٌ یشیرُ إلى تفسُّخ البنیات الاجتماعیة؛ فالمجتمع الحدیثُ یخلق الاغترابَ والشذوذَ والترشید کما یری جیدینز، وهوما یؤدِّی إلى اختلال الأمن الوجودی وبروز المخاطرة الانعکاسیة، وهنا تکونُ الهجرةُ المدلفَ للخروجِ من أزماتِ هذه البنیة المتفسِّخة. ویتفق ما سبق مع دراسة)   Krieger) یزعمُ غریغوری Krieger أنَّ البطالةَ ترتبطُ عادةً بمعدَّلاتٍ مرتفعةٍ من النُّمو السکانی فی الدول النامیة، ویَفترضُ أنها تؤدی إلى توسع قوَّةِ العمل بمعدلٍ أعلى من معدل التوظیف، وتؤدی قوة العمل المتزایدةِ هذه إلى خفض الأجورِ وتشجعِ العمالةِ الناقصةِ المفتوحةِ، مما یدفع العدیدَ      من العمَّالِ إلى المهنِ ذاتِ الأجورِ المتدنیة فی سوق العمل الثانویة. وهکذا، فإنَّ البطالةَ والعمالةَ الناقصة تزیدُ من الفرق فی الأجور. ووفقًا للنظریة، فإنها تزید من المیل للهجرة القانونیة أو غیر القانونیة.[80]  وهو ما یؤکد خطیَّة العلاقة بین فروق الأجورِ وتدفُّقات الهجرة وفقًا للنظریةالنیوکلاسیکیة.[81]  کما تُعتبر الهجرة استراتیجیّة ذات مغزى فی التعامل مع حالات فشل السوق المختلفة، حیث تلعب التحویلات دورًا هامًا ومتکاملًا فی الاقتصاد الجدید للهجرة، لأنها تدعمُ مباشرةً مفهوم التَّرابط الأسریّ وفق نظریة (NEM).[82]


جدول رقم (5)

 توزیع المبحوثین فی طرق المساعدة للهجرة وفقاً للسیاق الاجتماعی

3. طرق المساعدة

حضر

ریف

المجموع

مصریین فی أوربا

23%

27%

50%

سماسرة

39 %

50 %

89  %

أقارب فی مصر

31  %

15%

46  %

أصدقاء فی نفس التخصص

7  %

8   %

15  %

أخرى

111

89

100 %

تکشف استجابات العیّنة أن النِّسبةَ الأکثر تکرارًا للمساعدة فی الهجرةِ الدولیةِ بشقیها تتمثَّلُ فی السماسرة، والتی شکَّلت نسبة 89%، ولصالح الرِّیف بنسبة 50%، یلیها المصریین الموجودین فی أوروبا بنسبة50% ولصالح الریف بنسبة 27 %، وتقاربت نسبة أقارب فی مصر بنسبة 46% لصالح الحضر بنسبة31%؛  واستقراء هذه النسب یؤکد أنَّ رأس المال الشبکة یلعب دورًا أکثرَ أهمیَّةً من رأس المال النَّقدی وفق نظریة الشَّبکات، لأَنه یفسِّر استمرار ظاهرة الهِجْرة عن طریقِ إقامةِ الرَّوابط الاجتماعیَّة بین المهاجرین وغیر المهاجرین، تلک الروابط التی تربط أکثر دول المنشأ ودول المقصد. فی الواقع، یقدِّمُ کل مهاجرٍ فرصًا للأشخاص من محیطه، (فرد من أسرته أو من الجیران أو الوسطاء) لحثِّهم ومساعدتهم على الهجرة. وفی هذا الإطار، فإنَّ قرار السَّفرِ لا یقومُ بشکلٍ أساسیٍ على حسابٍ اقتصادیٍ وعقلانیٍ صرف، على النحو الذی تدعوإلیه النَّظریة النیوکلاسیکیة، ولکن على المعلوماتِ التی تم جمعها عن مدى توفر الأشخاص الذین یستطیعونَ دعمَ المُهاجر مادیًا ونفسیًا خلال جمیع مراحل انتقاله. أیضاً، «تسمح شبکات الهجرة المستقبلیة بالاستمرارِ الذَّاتی لعملیة الهجرة»،[83] وذلک من خلال تأثیراتها فی تقلیلِ المخاطرِ والتَّکالیف على المهاجرین والمهاجرات. تربط شبکات الهجرة بین الأشخاصِ المنتمینَ لنفس المجتمع الأسری والعرقی واللغوی والدینی. فهذه الشبکات قد ساهمتْ بشکلٍ إیجابیٍ فی تعزیز فرص للمهاجرین الآخرین فی حیاتهم فی عملیة اتخِّاذ القرار بالهجرة، وتقلیل المخاطر وتوفیر نفقات السفر.[84]  کما نُؤکد أن سببًا من أسباب الهجرة إنَّما یرجع لامتزاجِ الثَّقافةِ والدَّوافعِ الاقتصادیَّةِ إذا ما استندنا للمدخل الثقافیِّ فی التَّفسیر. وهنا نجدُ أنَّ ثقافةَ المجتمع تشجِّع على الهجرةِ، ومن ثمَّ تخلقُ أوضاعًا جدیدةً للتهیئة للهجرة، والتی منها السَّماسرة الذین یرحِّبُ بهم المجتمع إذا ما استطاعوا أن یجعلوا من حلم الهجرة أمرًا قابلًا للتحقق. یتَّفقُ ذلک أیضًا مع دراسة ابراهیم 2014 على قریةِ میت ناجی بمرکز میت غمر بمحافظة الدقهلیة، حیثُ أوضحت النتائجُ طریقةَ الهجرةِ السِّریَّةِ للمهاجرین التی جاءت عن طریق السماسرة، وأنَّ المهاجرین سافروا إلى الدول الأوروبیة من لیبیا عن طریق البحر رغبةً فی تحسین معیشتهم وتحقیق مستویاتٍ مادیةٍ مرتفعة.[85]

 

جدول رقم  (6)

توزیع المبحوثین وفقًا لاتجاههم نحو الهجرة الدولیة

المتغیر

الحد الأدنى /أقل قیمة

الحد الأقصى

أکبر قیمة

المدی

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

اتجاه الشباب نحو الهجرة

26

57

31

40.97

8.808

جدول رقم (7)

توزیع المبحوثین وفقاً لمستوی اتجاههم نحو الهجرة

مستوی اتجاه الشباب نحو الهجرة

ک

%

مستوی منخفض / اتجاه سلبی (26- 36 )

50

25

مستوی متوسط / اتجاه محاید (37 -47 )

15

7.5

مستوی عالی/ اتجاه ایجابی(48 – 57 )

135

67.5

الإجمالی

200

100

یُبیِّنُ الجدول رقم (6) توزیع العینة من الشَّبابِ وفقًا لدرجةِ اتجاه الشَّباب نحو الهجرة، حیث تراوحت قیمته بین 26 کحد أدنی،و57 کحدٍ أقصى، کما بلغت قیمة المتوسط الحسابی 00. 41 تقریبًا، وانحراف معیاریٌ بلغ قیمته نحو 8.81، ویتضح مما سبق أنَّ الفرق بین القیمة الأقل والقیمة الأکبر یدعم مسألة تنوع واختلاف الاتجاهات بین الشَّباب نحو الهجرةِ المشروعةِ وغیر المشروعة. هذا ما أکَّدته النَّتائجُ الواردةُ بالجدولِ رقم (7) الذی یکشفُ عن توزیع المبحوثین وفقًا لمستوى اتجاههم نحو الهجرةِ بنوعیها، حیث تبیِّن أنَّ أکثر من نصف العیِّنةِ اتجاههم نحو الهجرة ایجابی 67.5%، ثم نسبة اتجاه محاید 7.5%، بینما مثل الاتجاه السلبی نسبة 25%، والذی یمکن إحالته إلى أن تکونَ هذه النِّسبةُ متزوجة. ویتَّضحُ مما سبقَ أن اتجاه الشباب نحو الهجرة إیجابی. یتفق ذلک مع دراسةٍتونسیَّةٍ أجریت عام 2017حول ظاهرةِالهجرةغیرالشرعیةاتضح أن 54.6%من الشباب یرغبون فی الهجرة،منهم31%على اساس التعداد للقیام بهجرة غیرشرعیة, وهو ما یدل على رغبة هؤلاء الشباب إلی اللجوء إلی حلول فردیة [86].  وکذلک تتفقُ مع دراسة عزام 2009 الذی أثبت وجود اتجاهٍ ایجابیٍ بنسبة 80% من الشباب الجامعیِّ نحو الهجرةِ غیر الشَّرعیَّةِ لمواجهة الفقر والبطالة وعدم اشباع احتیاجات الشَّابِ ومتطلباته فی إقامة حیاة زوجیة.[87] وتُبیِّنُ دراسة Theodoropoulos 2014 فی الیونان، والتی طبِّقت على 400 طالبٍ وطالبةٍ جامعیةٍ أنَّ 66.6 % یرحِّبونَ بفکرةِ الهجرة، و20.3% یعتبرون الهجرةَ لبلدٍ أجنبیٍ منحةٌ لا یمکن تفویتها، و46.3% یفکِّرونَ بالهجرةِ من أجل حیاةٍ أفضل، وأنَّ أکثرَ من ثلثی العیِّنة یظهرون اتجاهًا ایجابیًا نحو الهجرةِ للخارج، مما یعکس مدى تفاقم هذه الظاهرة.[88]

الفرض الثانی :

ینصُّ الفرضُ الصفریُّ المناظر للفرض الثَّانی على ما یلی: یوجد فرقٌ دال إحصائیًا بین تکرار استجابات العینة فیما یتعلَّق بعواملِ الجذب والطرد وهجرة الکفاءاتِ، وللتحققِ من صحَّةِ هذا الفرض تم حساب قیمة (کا2) للعیِّنة الواحدة للکشف عن دلالة الفروق بین تکرارات استجاباتِ عیِّنة الدراسة للسؤال الرابع والخامس والسادس، والجدول التالی یوضح ذلک:

جدول (8)

رقم السؤال

عدد

الاستجابات

درجة الحریة

قیمة (کا2)

الجدولیة

قیمة (کا2)

المحسوبة

مستوى

الدلالة 0.01

الرابع

5

4

13.277

24.546

دال

الخامس

6

5

15.086

27.987

دال

الحادی عشر

7

6

16.812

20.312

دال

نتائج اختبار (کا2) لدلالة الفرق بین تکرارات استجابات العینة فیما یتعلق بالفرض الثانی

یتَّضحُ من الجدول السَّابق ما یلی:

یوجد فرقٌ دال إحصائیًا بین تکرارات استجابات العیِّنة فیما یتعلَّق بأسئلة الفرض الثانی عند مستوى 0.01 حیث کانت قیم " کا2" المحسوبة والموضحة بالجدول السابق أکبرُ من قیم " کا2" الجدولیّة، وهذا یدل على وجودِ فورق دالة إحصائیًا ولصالح الاجابات الأکثر تکرارًا، ومن ثم یمکن قبول الفرض الثانی، الجدول التالی یوضح النسب المئویة للإجابات فیما یتعلق بالفرض الثانی

                                  جدول رقم(9) 

                توزیع عینة الدراسة وفقًا لعوامل الطرد المتسببة فی هجرة الکفاءات

4.أسباب هجرة الکفاءت من صر 

   ک

%

     ت

الروتین الشدید وغیاب حس الابتکار وابداع

175

87.5

الرابع

تدنى البحث العلمی فی أولویات الدولة

185

92.5

الثالث

وجود تفرقة بین خریجی الجامعات الوطنیة والأجنبیة

115

57.5

الخامس

التشکیک وعدم الثقة فی الخبرات المحلیة

100

50

السادس

غیاب خطة قومیة لاستثمار الشباب من  الکفاءات

190

95

الثانی

انتشار الرشوة والمحسوبیة

196

98

الأول

وبالنظر إلى استجابات عیِّنة الدراسة یتضح أن الاستجابة الأکثر تکرارًا فیما یتعلَّق بهجرة الکفاءات دولیًا تتمثل فی غیاب خطَّةٍ قومیةٍ لاستثمار الشباب من الکفاءات بنسبة 95 %، یلیها تدنِّی البحث العلمیِّ بنسبة 92.5 %،ثم غیابُ حسِّ الابتکار والإبداع  بنسبة 87.5 %.بلا شک ، إن عدم توافر فرص العمل المتفقة مع التخصص  یجعل الخریجین ضحایا للبطالةِ،  مما یضْطرُّهم إلى تأمین لقمةِ العیش فی أعمالٍ لا تتناسب مع مستواهم العلمی  فیتولد على أثر ذلک شعورٌ واسعٌ بالإحباط  والیأس لدى هذه الکفاءات،  ویصبحُ قرارُ الهجرةِ له أسبابه فی ضوءِ إهمالِ الدَّولةِ ومؤسساتها لهذه الکفاءات، وکذلک القطاع الخاص الذی یفضِّلُ الخبراء الأجانب رغم توافر الکفاءات المحلیَّة، هذا فضلاً عن الأسبابِ الموضوعیِّة التی تتعلَّق بتقدم البحث العلمیِّ فی الغرب،والنسب فی مجملها تشیر إلى الأثر السلبی الذی یعانی منه المجتمع المصری فی طرد هذه الکفاءات،  والذی یعبّر عن توزیعٍ فاسدٍ لرأس المال البشری،وهو ما یؤکِّد أنَّ هجرةالکفاءات تؤثِّرسلبًاعلى عملیة التنمیة على إثْرِ تقلیلِ رأس المال البشریِّ المدرَّبِ، ویوصلنا ذلک إلى نتیجةٍ هامةٍ، وهی أن انجذابَ المهاجرین یتناسبُ عکسیًا مع عواملِ الطرد الکلیِّة التی توجد فی المجتمع الطارد.ویتَّفقُ ذلک مع دراسة (Vladimir)عن مقدونیا (2018)، فقد کشفتْ أنَّ استنزافَ الأدمغة قد قیَّد فرصَ التنمیةِ وساهمَ فی ضیاعِ الاستثمارِ واستنزف رأس المال البشری الذی أخذ موارد هائلة إلى رعایة وإنتاج. لقد فقدت الحکومة رأس المال البشریِّ الحاسم الذی أنفقتْعلیه الکثیر من الموارد من خلال التعلیم والتدریب.[89]ووفقَ نظریّةِ رأس المال البشریِّ للهجرة (تودارو 1969) فإنّ احتمالیة الهجرةِ تقلُّ مع التَّقدم فی السنِّ، وتزدادُ عادةً مع مستوى التعلیم(بونین وآخرون 2008).[90]کذلک یمیل المهاجرون إلى أن یکونوا أکثر (نسبیا) من المهارة لأن هذا، مع ثبات العوامل الأخرى، یزید من فُرص نجاحهم.[91] 

جدول رقم (10)

یوضح العوامل التی تساهم فی جذب الکفاءات تجاه الهجرة الدولیة

 

5. العوامل التی تساهم فی جذب الکفاءات تجاه الهجرة الدولیة

ک

%

الترتیب

توافر ما یحتاجه الباحث من أجهزة تکنولوجیة حدیثة تدعم البحث العلمی

135

67.5

الثالث

تحقیق مستوى معیشی لائق ومقبول

144

72

الثانی

توفیر المناخ الملائم للعمل والبحث والابتکار

122

61

الرابع

والاستقرار السیاسی وحریة ممارسة المهنة

78

39

الخامس

الحصول على کافة الحقوق الممنوحة

158

79

الأول

أخرى تذکر

-

-

-

 

 

وبالنَّظر إلى العواملِ التی تسهمُ فی جذبِ الکفاءات تجاه الهجرة الدولیة نجدُ أنَّ الحصول على الحقوقِ الممنوحةِ حازت على التَّرتیبِ الأول بنسبة 79 %،یلیها السببُ الثّانی،وهو مرتبط إیجابیا بالسبب الأول، والذی یتمثل فی تحقیق مستوى معیشیٍ لائقٍ ومقبولٍ، بنسبة 72 %، ثم توافر ما یحتاجه الباحث من أجهزة تکنولوجیة حدیثة تدعم البحث العلمیّ، بنسبة 67.5 %، ثم توفیر المناخ الملائم للعملِ والبحث والابتکارِ، بنسبة 61%. والإستجابات فی مضمونها تشیر إلی عدم توفیر البیئة الملائمة لرأس المال البشری ، وتراجع فی مجالات العلم والبحث المعرفی ، والتحیز لصالح الکفاءة الأجنبی وتعبر ببساطة عن الانتقال الإرادی أو القسری لذوی الشهادات العلمیة العالیة والخبرات الفنیة من دولة إلى أخرى، سواء درسوا فی وطنهم أوخارجه، بحیث یحقق لهم استقرارهم فی الخارج بشکل دائم الاندماج فی البنیة الاجتماعیة والعلمیة والاقتصادیة لمجتمع المهجر مما یعنی غیاب العناصر البشریة الحیویة اللازمة والمطلوبة لتحقیق عملیات التنمیة الشاملة للمجتمع مما یعبر عن فشل سیاسات التوظیف فی استیعاب الطاقات البشریة علی خلفیة التحول الدیمجرافی . ویؤکد ما سبق  أن عملیة التنمیة تتأثر طردًا برأس المال البشری کماً و نوعاً – کلما توفر هذا الأخیر من کفاءات فی مختلف المجالات کان قوة دافعة لعجلة التنمیة فی المجتمع و العکس صحیح.ویتفق التحلیل السابق مع دراسة( فوجو ،2014 (  وأکدت علی أن تدهور الأوضاع الاقتصادیة ، وعدم الحکم الرشید و ضعف الاستقرار السیاسی هی الأسباب الجذریة لهجرة الکفاءات.[92]وکذلک دراسة رافیشس.(2013 )عن التأثیر الاجتماعی-الاقتصادی لهجرة الأدمغة على المجتمع الهندی إلى أن هجرة الأدمغة تشیر إلى تکلفةٍ اقتصادیَّةٍ وإهدارٍ لرأسِ المال المادِّیِّ والبشری، حیث أنّ المهاجرین یأخذون معهم عادةً جزءًا من قیمة تدریبهم برعایةِ الحکومةِ أو المنظَّمات الأخرى. غالبًا ما تَرتبطُ هجرةُ الأدمغة بخلع ذکاء المهاجرین فی بلد المقصد، فی حین أن بلدهم تواجه تجفیف المهرة، ما یؤثِّر بالسَّلبِ على التَّنمیة المستدامة.[93]توصلت دراسة حاجة 2010 إلى سلبیة العلاقة بین هجرة العقولِ والتَّنمیةِ البیئیَّةِ والصِّحَّةِ العامة، فضلًا عن حرمان الوطنِ من أثْمَنِ موارده، وهو رأسُ المال البشریِّ، مما یؤدِّی إلى رکودٍ فی کافَّة مناحی الحیاة.[94]

*وفی محاولةٍلتحدیدِ معنویِّة العلاقةِ بین مستوى اتِّجاه الشَّبابِ نحو الهجرةِ الدولیَّة وبعض متغیِّرات الدراسة، تم حساب قیمة (ک 2) للعینة الواحدة للکشف عن معنویة العلاقة بین مستوی اتجاه الشباب نحو الهجرة الدولیة وبعض متغیرات الدراسة.

جدول رقم (11)

نتائج اختبار ک2 لتحدید معنویة العلاقة بین مستوی اتجاه الشباب نحو الهجرة الدولیة وبعض متغیرات الدراسة

 

    المتغیر

ک2

        القیمة

النوع

          1.455

           0. 483

الحالة الزواجیة

         4.142

           0. 657

الحالة العلمیة للمبحوث

       11.053 *

           0. 084

  نوع الأسرة

         0.701            

            0.704             

  المهنة الأساسیة للمبحوث

         4.364                   

             0. 796     

ارتباط معنوی عندمستوى معنویة5 0.0 قیمة کا2 الجدولیة =49 .9

یتَّضح من الجدول التالی: وجود علاقةٍ معنویةٍ بین مستوى اتِّجاهِ الشَّبَابِ نحوَ الهجرةِ الدّولیة والحالة العلمیَّة للمبحوث، حیثُ بلغتْ قیمة مربع کای المحسوبة 053 .11 وذلکَ عنْدَ مستوى معنویة 05 .0 حیثُ أنَّها أکبرُ من نظیرتها الجدولیة (49 .9 ) ویمکن تفسیرُ تلک النتیجة بأنَّ مُعظمَ شبابِ العیّنة من الکفاءاتِ یتعرَّضُ للإحباطِ تحت وطأة الضغوطِ الاقتصادیَّة، وتدنِّی البحث العلمیِّ، وعدم الاعترافِ بأهمیَّتهم من قبل الدولة، الأمرُ الذی یَجعلُ الهجرة هی السبیلَ الوحیدَ للخروجِ من هذه الحالة، فی حین لم یثبت معنویَّةُ العلاقة بین مستوى اتِّجاه الشَّباب نحو الهجرة وباقی المتغیرات .

الفرض الثالث: ینصُّ الفرضُ الصفریُّ المناظر للفرض الثالث على عدم وجودِ فرقٍ دال إحصائیًا بین تکرارات استجابات عینة الدِّراسة فیما یتعلَّق بمعرفةِ معلوماتٍ عن مخاطرِ هجرة الشَّبابِ غیر الشرعیَّة والاتجاه نحوها، وللتحقق من صحَّةِ هذا الفرض تم حساب قیمة (کا2) للعیِّنة الواحدة للکشف عن دلالةِ الفروقِ بین تکرارات استجابات عینة الدراسة للسؤال السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر.

جدول (12)

نتائج اختبار (کا2) لدلالة الفرق بین تکرارات استجابات العینة فیما یتعلق بالفرض الثالث

رقم السؤال

عدد

الاستجابات

درجة الحریة

قیمة (کا2)

الجدولیة

قیمة (کا2)

المحسوبة

مستوى

الدلالة 0.01

السادس

2

1

6.635

190321

دال

السابع

2

1

6.635

15.743

دال

الثامن

7

6

16.812

28.369

دال

التاسع

2

1

6.635

21.854

دال

العاشر

4

3

11.345

24.754

دال

یتَّضحُ من الجدولِ السّابقِ ما یلی: یوجد فرق دال إحصائیاً بین تکرارات استجابات العینة فیما یتعلق بأسئلة الفرض الثالث عند مستوى 0.01 حیث کانت قیم " کا2" المحسوبة والموضحة بالجدول السابق أکبر من قیم " کا2" الجدولیة وهذا یدل على وجود فروق دالة إحصائیاً ولصالح الاجابات الأکثر تکراراً ومن ثم یمکن قبول الفرض الثالث والجداول التالیة توضح النسب المئویة للإجابات فیما یتعلق بالفرض الثالث:

                                           جدول رقم (13)

         توزیع المبحوثین وفقا لعوامل الطرد المتسببة فی الاتجاه نحو الهجرة غیر الشرعیة

 6.أسباب الإتجاه نحو الهجرة غیر الشرعیة

 

   ک

 

%

 

    ت

قلة فرص العمل

183

91.5

الأول

ارتفاع المهور وعدم القدرة على الزواج

42

21.0

السادس

الغلاء المستمر وانخفاض الأجور

119

59.5

الثالث

التعلیم لیس له ارتباط بسوق العمل

102

51.0

الرابع

انخفاض العائد من الزراعة

98

49.0

الخامس

تدنی النظر للعمل الیدوی

124

62.0

الثانی

باستقراِء بیاناتِ الجدول السابق یتَّضح أنَّ عواملَ الطَّردِ المتسببة فی الهجرةِ غیر الشَّرعیَّةِ للشَّبابِ تتمثَّل فی قلَّة فرص العملِ بنسبة 91.5 %،  وهی نسبةٌ معبرةٌ عن المشکلاتِ البنیویّة التی یعانی منها المجتمعُ المصریُّ،یلی ذلک تدنِّی النظرة للعمل الیدوی 62.0 % ، وهذه الرؤیة التی ترتبط بطبیعة الثقافة العربیَّة بما فیها ثقافةُ النّخبة والثقافة الشعبیة التی تمیز تمییزًا شدیدًا بین العملِ الیدویِّ والعمل الذهنی، فتتعالى على الأولى وتبجِّل الثانیة نظرًا لارتباط هذا العملِ بطبقةِ الفقراءِ الذینَ لا یملکونَ سوى قوةِ سواعدهمْ، وهو ما یدفع بشبابِ الطَّبقة الفقیرةِ إلى الهجرة غیر الشرعیة التی یستطیعُ من خلالها القیام بهذه الأعمال بعیدًا عن الانتقاداتِ والضغوطِ النَّفسیة التی یعانی منها فی مجتمعه. وجاءَالغلاءُ المستمرُّ وانخفاضُ الأجورِ 59.5 کعاملِ طردٍ ثالثٍ ساهمَ فی ظهور الهجرة غیر الشرعیة. إنَّ المتأمِّلَ للمشهد الواقعیِّ للمجتمعِ یجدُ أنَّ المُوَاطَنَةَ تمرُّ بأزمةٍ حقیقیَّةٍ نتیجةَ جملةِ المتغیِّراتِ الاجتماعیَّةِ والاقتصادیَّةِ التی فرضتْها سیاساتُ العولمة التی تتمثَّل فی التغیراتِ الهیکلیةِ من تفکیکِ الدَّولةِ وتراجعِ دورها فی الرِّعایةِ الاجتماعیَّةِ للفقراء والمحتاجین، وخصخصة کثیرٍ من الخدماتِ، وإلغاءِ الغطاءاتِ التأمینیَّة للمواطن، الأمر الذی ساهم فی تعمیقِاللامساواة وزیادةِ الفوارقِ بین الطبقاتِ فی المجتمعِ.جاءت الاستجابةُ التی تتعلق بالتعلیمِ وعدمِ ارتباطهِبسوق العمل 51.0%  وهی مؤشرٌ خطیرٌ لقصورِ التَّعلیمِ فی المجتمع المصری،کما تؤکّدُ أن تزاید المتطلبات التخصصیةِ فی سوق العمل ساهم فی ارتفاعِ نسبةِ البطالة بین الشباب خریجی التعلیم الحکومی وإقصائهم عن سوق العمل الرسمی إلى القطاع الخاص، وهو ما ساهم فی انخفاض أجورهم، وبالتالی افتقارهم إلى الأمن الوظیفی، مما دفعهم إلى طرق أبواب الهجرة غیر الشرعیَّة بعد أن أصبح المجتمع طاردًا لهم نتیجةً لتخلِّیه عن سیاسةٍ تربط التعلیم بسوق العمل وتنمی المهارات، وهو ما جعل القطاع الخاص یعتمد فی تشغیله على الخریجین فی إطار المعاهد والجامعات الأجنبیَّةِ، الأمر الذی یقتضی وفق نظریَّة رأس المال البشریِّ تحسینَ التعلیم باعتباره استثمارًا إنتاجیًا لا استهلاکیًا. کان انخفاض العائد من الزراعة 49.0% هو السبب الخامس الذی یشیر إلى أن انخفاض العائد من الزراعة تحت وطأة ارتفاع أسعار الحبوب وعدم مساندة الفلَّاحِ من قبل الدولةِ عجَّلَ بفکرةِ الهجرة غیر الشَّرعیَّةِ التی تَجلبُ معهًا کلَّ الرغباتِ المقهورة التی لا یستطیع المرءُ تحقیقها من خلال العمل فی الأراضی الزراعیَّةِ التی أصبحتْ تحتاج إلى جهد کبیر، خاصة وأنه قد وجد مصدرًا للنجاح من قبل الآخرین، وهو ما یعد محفزًا له للمغامرة، الأمر الذی کان له مردوده على عملیَّةِ التَّنمیةِ التی تعانی من سحب أعضائها البارزین والمشارکین فی تحقیقها.

یعدُّ ارتفاعُ المهورِ وعدم القدرة على الزَّواجِ بنسبة21.0 %أخر عاملٍ من عواملِ الطَّردِ التی تعبِّر عن ارتفاع تکالیف الزواج،خاصة فی الفئة المتوسطة والدنیا من الفئة المتوسطة وبدایة محاکاتها على مستوى الشرائح الدنیا، تحت وطأة وتأثیر وسائل التواصل الاجتماعی والإعلام الجدیدة التی أصبحت تساهم فی صیاغة الأحلام والطموحات، ولذلک نجدُ الشَّبابَ على المستوىَ الواقعیِّ للمجتمعِ المصریِّ یطرحُ معنى الوطن والمواطنة موضوعًا للتساؤل، مما یؤدی إلى تشْکلِ وضعیَّةٍ تتلاشى فیها تدریجیًا الصِّلةُ المعنویَّةُ بین الفردِ والوطن، وتجعل الشابَ فریسةً سهْلةً للانحراف أو الهروبِ من واقعه والهجرة حتى ولو کان بالمغامرة والتوجه إلى مکان یمکنُ فیه إشباعُ حاجاته الأساسیة، وهو ما یتَّفقُ مع نظریَّةِ الثَّقافةِ العالمیَّةِ التی تُبیِّنُ الفضائیات فی تعمیق الفجوة بین الشَّمالِ والجنوب، وهو ما یعدُّ دافعًا فی تنمیة الطموح نحو الهجرة غیر الشرعیة. إنَّ الأسبابَ الدَّاعیةَ إلى الهجرةِ غیر الشَّرعیَّةِ بالمجتمعِ المصریِّ تعدُّ تعبیرا عن مشکلات عالمیة وتعکس فی ذات الوقت هموما محلیة.

ومن الأسبابِ العالمیَّةِ التی ساعدتْ على نموِّ تلک الظاهرة:التَّغییر المصاحبَ لعملیَّات التَّنمیةِ والعولمةِ اللتین تولد عنهما الرُّکودُ الاقتصادیُّ والشعورُ بالظلمِ الاجتماعیِّ لأغلبیَّةِ الدولِ النَّامیة، وترکز التمیز والثروة فی ید الدولالغربیة، مما ساعد على اتساعِ الفجوة بین الدول الغنیة والدول الفقیرة... والصراعات الدولیة والداخلیة التی أدَّت إلى انهیار اقتصاداتِ الدُّولِالمتصارعةِ، ورغبةِ رعایاها فی الهجرةِ منها إلى دولٍ أکثر أمنًا ورغدا، هذا بالإضافة إلى حاجةِ أصحاب الأعمال إلى أیدٍ عاملةٍ رخیصةٍ خاصَّةً بعد الأزمةِ الاقتصادیَّةِ العالمیَّةِ. ثمَّ إنَّ أسواقَ العملِ الکثیرة فی بلدان المقصدِ تسمحُ باستیعابِ عددٍ کبیرٍ من المهاجرین فی وضعیَّةٍ غیر قانونیة، وتعد هذه الأسواق عاملًا من عوامل الاستقطاب فی ظلِّ وجودِ أربابِ عملٍ مستعدینَ لاستخداِم عمالٍ غیر قانونیین.ومن الأسبابِ المحلِّیةِ لتنامی تلک الظَّاهرةِ فی مصر:رغبةُ الشَّبابِ فی الحصولِ على فرصِ عملٍ أفضلَ بالخارجِ لتحسین المستوى المعیشیِّ والاجتماعیِّ، وجهلِ الرَّاغبینَ فی الهجرةِ بالحقائقِ والأوضاعِ السیاسیةِ لدولِ المقصد. ثم إنّ ضخامة العائدات المالیة التی یحصل علیها ممارسو هذا النَّشاطِ وعدم تعرّضهم لعقوبات رادعة، أدى إلى ازدیاد أعدادهم باطِّرادٍ، وحلول عناصر أخرى بدلًا من العناصر التی یتم ضبطها فی مضمار النشاط حدیثًا.

والنظر فی جملة هذه الأسبابِ یوصلنا إلى عددٍ من النتائج، وهی:

  • أنَّ الهجرةَ غیر الشرعیة أصبحت تمثِّلُ ثقافةً مستوعبةً فی المجتمعِ الریفیِّ تدعمهُ الأسرةُ وترحبُ به وتدفعُ الشَّابَ من أجل تحقیقه، وهو ما یعبِّرُ عن تأَزُّمِ الواقعِ الرِّیفیِّ اجتماعیًا واقتصادیًا نتیجةً لعدم الرعایةِ الکافیةِ للفلَّاحِ، خاصةً ذوی الحیازات الصغیرةِ، وقلّةِ الخدمات وعدمِ اهتمام الحکومة. تعدُّهذه العوامل عواملَ دافعة إلى الاغترابِ عن الوطن والدَّفعِ بالأبناءِ إلى مصیرٍ جدیدٍ ربما استطاعوا احراز ما لم یستطع الآباء احرازه.
  • أنَّ الولاءَ للوطن مرهونٌ بالإشباع المادیِّ والمعنویِّ لأفراده، وأن هذا الاشباع یمثّلُ الأطرَ التی یُستقى منها فی التنشئة الاجتماعیة، ومن الطبیعیِّ أن عدمَ اشباعِ الحاجاتِ الأساسیّة للبشر یؤدِّی إلى ظواهرَ عدیدةٍ تشیر فی مجملها إلى تآکل الإحساسِ بالمواطنةِ، وهی الظواهر التی تبدأ بالانسحابِ من القیام بالواجباتِ مادامت الحقوقُ قد تآکلت، مرورًا بعدمِ الاسهامِ على کافَّةِ الأصعدة، حتى الهروب من المجتمعِ والبحثَ عن مواطنةٍ جدیدةٍ، أو التمرد على الدولة والخروج علیها والاحتماء بجماعاتٍ وسیطة أو أقل من الدولة، بحیثُ تشیرُ کل هذه الظواهر إلى حالة القهرِ الفائضِ، سواءٌ بسبب القهر السیاسیِّ أو الاقتصادیِّ أو الاجتماعیّ، وحالة الفقر والأمیة وتردی الأحوال، الأمر الذی لا یقابله اشباعٌ للحاجات الأساسیة،وهو ما یعدُّ دافعًا إلى التَّخلی عن الوطن الذی لم یعد یحقق للفردِاشباعًا مادیًا ومعنویًا فی ظلِّ حالةٍ من الإحباط التَّام.
  • إنَّ نجاح تجربة الهجرة غیر الشرعیة لبعض الشباب من خلال الإعلام قد خلق ثقافةً خاصَّةً مستوعبةً فی بنیة الشخصیَّة الشَّابة، حیث أصبحتْ تُشَکِّل القیم الدَّافعةَ نحو المغامرةِ التی تتضمن مخاطرَ الموتِ، وذلک للتخلُّص من الواقع المتردِّی وتحقیق حلم الثراء.

تتفق النَّتائجُ السَّابقةُ مع دراسةِ عساکر2007 والتی تتعلَّقُ بقضایَا التَّحوُّلِ فی المجتمعِ والقیمةِ الاجتماعیَّة للعمل المنتج، والتی خلصْنا فیها إلى نتیجةٍ تتمثَّلُ فی تقلّص قیمةِ العمل الزِّراعی وتفضیل العمل فی مهنٍ أخرى، وکذلک اکتساب العمل قیمًا سلبیَّةً تتعلقُ بالکسبِ السَّریعِ وعدم بذل الجهد وانتشار المظهریة والقیم الاستهلاکیة.[95]

تبیّن دراسة , 2007Myersأنَّ الالتحاقَ بسوق العملِ لا یتاجُ سوى وظیفةٍ واحدةٍ من کل خمسین وظیفة لأصحاب المستوى المهاری الأدنى، وهو ما یعنی أن ذوی المهارات المنخفضة معرضون للبطالة بمعدل خمسة أضعاف أصحاب المهارات التخصصیة.[96]

کما تتفق مع دراسة Howarthالتی توضِّح أن هناک رابطةٌ ملموسةٌ بین فئات الشَّباب من جهةٍ، ودرجة الاقصاء الاجتماعی من جهةٍ عندما تشحُّ فرص العملِ وتتزایدُ المتطلَّبات التخصصیة التی ینبغی توافرها فی المتقدمین للعمل. کما تتفقُ أیضًا مع دراسةJeannem B. Hanover and others  التی تبین أن أعداد القوى العاملة لعصر العولمة تعتبر تحدیًا یواجهُ سیاسات العمل الوطنیة نظرًا للاعتماد على سیاسة التدریب والإعداد متعدد الأغراض، وأحکام الربط مع سوق العمل من خلال وسائل التدریب التبادلیة ، إدخال تغیرات هیکلیةٍ فی النِّظامِ التعلیمیِّ فی إطارِ الترکیز على التحلیل والتفکیر والإبداع.[97]

کمَا تتفق أیضًا مع دراسةِ عفاف عبد القوی التی تبیّنُ أنَّ المشکلةَ لدى الفئاتِ الدنیا لا تکون فی العملیة التعلیمیة ذاتها، ولکن فی توقُّع العائد من التعلیم ومردوده على مستقبل الفرد، وکذلک الظروفُ الأسریَّةُ غیر المواتیة مما یخلق توقعًا سلبیًا تجاه جدوى التعلیم، ویدعمُ ذلک ظروف البطالة التی یعانی منها الشبابُ المتعلم.[98]

کما تتفق مع ماتوصَّلت له النظریة النیوکلاسیکیةالتی فسَّرت الهجرة فی إطار علاقة العرض والطلب للسوق، مع وضع علاقةٍ متبادلةٍ بین تطوّر هجرةِ العمل والتَّطوّر الاقتصادی، حیث تدفع الفوارق فی الأجور إلى انتقال المهاجرین من المناطقِ ذات الأجورِ المتدنِّیة إلى المناطقِ ذاتِ الأجورِ المرتفعةِ، وذلکَ بهدف زیادة الدخل. فازدیاد الفجوة بین الشمال والجنوب وتحول الأخیرة إلى دول الهامش فی النظام الاقتصادی الدولی یزید من معدلات الهجرةِ من الجنوبِ إلى الشمالِ بحثًا عن حیاة أفضل. ویمکن أن نشیر فی هذا السِّیاقِ إلى الآثار المختلفة التی تترکها الشرکات متعددة الجنسیات العاملة فی دول الهامش على الهیاکلِ الاقتصادیَّةِ والاجتماعیَّة فی تلک الدول، تلک الآثار التی تؤدِّی فی النِّهایة إلى أن تصبح مجموعاتٌ متزایدةٌ من الأفرادِ بعیدة الصلة عن الواقع الذی تغیر، ومن ثمّ تکون أکثر استعدادا للهجرة من مواطنها الأصلیة.فعندما یتحول المزارعون -على سبیل المثال-إلى الإنتاج من أجل السوق العالمی ولیس من أجل تحقیق الاکتفاء الذاتی، فإنهم یلجئون إلى الاعتماد على الآلات والتکنولوجیا الحدیثة ومحاولة توسیع ملکیة الأراضی لتعظیم الإنتاج، وعلیه یصبح الطلب على العمالة الزِّراعیة الیدویَّة، وخاصة غیر المدربة منخفض، ما یؤدی إلى دفع مجموعاتٍ مختلفة نحو الهجرة إلى الخارج، مما یؤکِّدُ أن عملیة الهجرةِ ترتبط بقضایا أوسع مثل العولمة، على نحو ما ذهب موریسکاMorawska.[99]

جدول رقم (14)

7.مدی معرفة العینة بقانونیة الهجرة غیر الشرعیة

ک

 %

یعرف بدرجة مرتفعة

95

47.5

یعرف بدرجة متوسطة

75

37.5

یعرف بدرجة منخفضة

10

5

لایعرف

20

10

الإجمالی

200

100

درجة معرفة العینة بقانونیة الهجرة غیر الشرعیة

جدول رقم (15)

مستوی معرفة المبحوثین لمخاطر الهجرة غیر الشرعیة

8. مستوی معرفة المبحوثین لمخاطر الهجرة غیر الشرعیة

ک

  %

مستوى منخفض ( 3 -7  )

48

24.0

مستوى متوسط (8 – 12 )

106

53.0

مستوى مرتفع ( 13 – 17 )

46

23.0

الإجمالی

200

100.0

یتَّضحُ من الجدولِ السابق أنَّ من یعرفون بدرجة مرتفعة بعدم قانونیة الهجرة غیر الشرعیة یصل إلى 47.5%، یلیها من یعرف بدرجة متوسطةٍ بنسبة 37.5 % وهی نسبة خطیرةٌ تؤکِّدُ على فقدان الثروة البشریة الفعلیة التی هی أساس التنمیة. بالنَّظرِ إلى الجدول السَّابق یتضح أن 53.0 % یعرفون بمستوى متوسطٍ مخاطر الهجرة غیر الشرعیة، وهی نسبةٌ تمثِّلُ أکثرَ من نصف العینة ملمِّینَ بمخاطرِ الهجرة غیر الشَّرعیة، فی حین أن 24.0 % لدیهم معلومات ضئیلة عن مخاطر الهجرة غیر الشرعیة، وهو ما یمثل ربع العینة، وهی نسبةٌ خطیرةٌ تشیر إلى أنّ هذه النسبة تعدُّ بیئة خصبة أو مناسبة للوقوع کفریسةٍ سهلةٍ للسماسرةِ الذین یستغلون اتجاه هؤلاء صوب الهجرة. وهنا یأتی دور الإعلام فی التَّوعیة بمخاطر هذا النوع من الهجرة، ذلک أنَّ الذات فی ما بعد الحداثة -وفقًالجدینز- یتم تفکیکها وتشظیها وإصابتها بالفردیة والتشیؤ، مما ینعکس علیهاویصیبها بحالةٍ من الاغتراب، فالمجتمعُ الحدیثُ یخلقُ الاغترابَ، وهو ما یؤدی إلى اختلالِ الأمنِ الوجودیِّ وبروز المخاطرة والانعکاسیةِ. وفی ضوءِ ذلک یقوم الأفراد بتطویرِ وسائل تحدٍ من آثارهذه المعضلات ببناء الذَّاتِ عن طریق التملُّک والسَّیطرةِ على ظروف الحیاة.والهجرةُ هنا هی المدلفُ للخروجِ من أزمات هذا المجتمع. إنَّ انخفاض الدخلِ الأسریِّ عاملٌ من عواملِ البحثِ عن الهجرةِ، فالفقرُ المتزایدُ-سواء کان حقیقیًا أو نسبیًا-یدفعُ النَّاس إلى الانتقالٍ بحثًا عن عمل، فصور الحیاةِ الأفضلِ تجتذب الشّباب من کلِّ مکانٍ عبر وسائل الإعلام الجدید. کما أن زیادة الفروقِ بین الدولِ الغنیّةِ والأخرى الفقیرةِ نتیجةَ الاختلالات الهیکلیة، وازدیادُ الوعی بهذه الفروقِ من خلال وسائل الاتصال الحدیثة، فضلًا عن الحاجة المتزایدة إلى الشَّبابِ والعمل الرخیص فی أوروبا یوحی باستمرارٍ إلى اتجاه الهجرة. یتجلى التباین فی المستوی الاقتصادیِّ بصورةٍ واضحةٍ بین البدان الطاردة، والأخرى الجاذبة، ویعکس هذا التباینُ تذبذبَ وتیرةِ التَّنمیة، مما ینعکس سلبًا على مستوى سوقِ العمل، وهکذا تمسُّ البطالة عدادًا کبیرًا من الشباب، بما فیهم الحاصلین على شهاداتٍ جامعیةٍ، هذا بالإضافة إلى فشل السیاسات الحکومیَّةِ فی اعتمادها على القطاعِ الخاصِّ فقط لتوفیرِ فرص العملِ، مما أدَّى إلى تفاقمِ کارثةِ البطالةِ التی تدفع بالشباب إلى الهجرة الدولیة. کما یمکنُ تفسیرُ الهجْرةِ فی ضوء صراعِ الشَّبابِ مع القیمِ الجماعیَّة وتمردهم علیها نتیجةَ تباینِ وجهاتِ النَّظرِ حولَ العدیدِ من القضایِا الاجتماعیة، الأمرُ الذی یدفعُ بهم إلى الشُّعورِ بالغربة، فالهجرةُ تحملُ فی طیَّاتها دلالاتٍ مجتمعیَّةٍ عمیقة تعبر عن الاحتجاج عن الأوضاع الراهنة ورفضها. کما تُعدُّ صور النَّجاح أیضًا محفِّزًا؛ حیث عودةُ المهاجرِ یبدو علیه مظاهرُ الثَّراء، وهی طموحاتٌیغذِّیها الإعلام المرئی الذی یُصِّور العالم المتقدِّم على أنَّه الجنَّةُ الموعودة، مما یجعلُ الشاب یغامر بالهجرة ولو على حسابِ حیاتهِ. یتفق ذلک مع دراسة شریف 2008، التی تبین أن الشَّباب یعانی من الشُّعور بالاغترابِ الدَّاخلیِّ. وقد یکون الدافع نحو الهجرة ناتجٌ عن عدم القدرةِ على التَّکیف مع المجتمعِ المحیط به کأسرتِه أو أصدقائه. وکذلک من الدوافع الشعورُ بالإحباطِ والعزلةِ الاجتماعیةِ، وهم أحلامِ الیقظة، والتفکیر اللاعقلانی وحب المغامرة، فضلًا عن ضعف الانتماء الأسری والمجتمعی نتیجة قصورٍ فی برامجِ التَّنشئَةِ الاجتماعیَّةِ وضعفِ مؤسساتها وأهمها (الأسرة والمدرسة).[100]

جدول رقم (16)

جدول یوضح تکرارات العینة وفقاً للمخاطر التی یتوقع أن یتعرض لها

9. المخاطر التی تتوقع أن یتعرض لهاالشباب أثناء الهجرة غیر الشرعیة

 

التکرار

 

%

القبض علیَّ والسجن

35

17.5

أقع فریسة لقطاع الطرق

78

39

الغرق

    85

42.5

التعرض للتحرش والاعتداء الجنسی

60

30

أخرى تذکر

-

 

الإجمالی

200

100

یوضّحُ الجدولُ السَّابق أنَّ کثیرًا من حالات الهجرة غیر المشروعة یکونُ مصیرها الفشلُ؛ فإمَّا الغرقُ فی البحر، وجاء بنسبة 42.5 % ،أو إلقاء القبض على المهاجرین وترحیلهم إلى بلادهم، أو إیداعهم السجون  بنسبة 17.5 % ،أو وقوعهم فی دائرة الاستغلالِ من جانب عصاباتِ الاتِّجارِ بالأفرادِ بنسبةِ 39 %. تؤدِّی زیادةُ حرکاتِ الاتِّجارِ بالبشرِ أو الهجرة غیر المشروعة، إلى استغلال المهاجرینَ من قبلِ عصاباتِ التَّهریب فی عملیاتِ جرائم منظَّمةٍ، مثل تجارة المخدّرات، والعمل الإجباری، والاستغلال الجنسی بنسبة 30 %، وذلک لتحقیقِ مزیدٍ من الأرباح، وحاجة وهؤلاء المهاجرین إلى منظماتٍ شرعیةٍ أو غیر شرعیةٍ لإیوائهم.
وبالتالی تزدادُ هذه المخاطر باستخدامِ عصاباتِ تهریب الممراتِ البریِّة والبحریة، والتی لا تخضعُ للرقابةِ والتَّفتیشِ من قبل الجهاتِ المسئولةِ دون تقدیم ضماناتٍ أمنیَّةٍ وصحیَّةٍ خلال رحلة التهریب، التی یتعرض فیها المهاجرون من الشبابِ أحیانًا إلى الغرقِ والموتِ فی وسط البحر بسببِ الأعداد الکبیرة التی تحملها القوارب. ویلعب المهربون دورًا فی الابتزازِ والاستغلالِ للظروفِ المعیشیَّةِ المتردیةِ التی یعانی منها طالبو الهجرة غیر الشرعیة من الشباب. مما یجعلنا نستنتج أن ظاهرة الهجرة غیر الشرعیة  تنفرد عن غیرها من الظواهر بکونها ظاهرة تحاک خیوطها فی الخفاء ویتحرک أفرادها فی الظلام وتشرف علیها منظمات خفیة تتاجر بأرواح البشر تشبه الى حدکبیر شبکات المافیا. تحمل هذه الظاهرة فی ثنایاها الکثیر من المشاکل والامراض اینما حلت سواءفی دول العبور او الوصول. وبالتالی فالمشکلة متعددة الجوانب والابعاد و لاسبیل للحد منها لأنها تحاک فی الخفاء وتترک بصماتها اینما حلت اضف الى ذلک مشاکل العنف التی یواجها المهاجرون من قبل المهربین کالاعتداء الجنسی والضرب والقتل بما ذلک رمی الاطفال خارج القوارب.

جدول رقم (17) یوضح مقترحات العینة للحد من هجرة الشباب الدولیة

10 . مقترحات العینة للحد من هجرة الشباب

ک

 %

تعدیل قوانین العمل والتعاقد وتحسین ظروف بیئة العمل المادیة

57

28.5

تفعیل دور المصارف وتحفیزها لتسهیل القروض الاستثماریة وتحسین شروط الإقراض طویل الأجل

80

40

توجیه المجتمع المدنی إلى الاهتمام بالمشاریع الإنتاجیة التی تسعى لخلق فرص عمل

130

65

تأسیس صنادیق تمویلیة متخصصة لأصحاب المشاریع الصغیرة والأفکار الإبداعیة

170

85

تنظیم عملیة الالتحاق بالتعلیم العالی فی ضوء الحاجة التنمویة والتوجهات الاقتصادیة ومتطلبات سوق العمل

190

95

أخرى تحدد

.......

  0

یُبیّن الجدولُ السَّابقُ أن تنظیمَ عملیةِ الالتحاقِ بالتَّعلیم العالی فی ضوء الحاجةِ التنمویة والتَّوجهات الاقتصادیَّة ومتطلبات سوق العمل شکَّلت موافقة 95 % من استجابات العینة، وهو مطلبٌ مشروع جدا ومنطقیٌ، حیث نجد فجوةً کبیرةً بین مخرجات التَّعلیم وسوق العمل بسبب العشوائیة وانعدام الخطط والاستراتیجیات الوطنیةِ وغیرها من الاسباب التی افقدت التعلیم ثمرته، وحرمت سوق العمل من تلک الثمرة.یستوجبُ ذلکَ ربط التعلیم بسوق العملِ فی جمیع مراحلهِ، من المدارس حتى الجامعات، لأنَّ أهمَّ أسباب عدم الاهتمام بالتعلیم هو أن معظم أفراد المجتمع لا یجدون ثمرةً جیدةً وملموسةً للتعلیم، فمعظم من یدرس یخرج إلى رصیف البطالةِ والبحثِ عن العملِ، ویظلُّ یبحث خریجی الجامعات عن العملِ ویتزاحمونَ فی أماکنَ محدَّده تکتظ بالمتقدمین بالرغم من قلة الاحتیاجِ لهم، وبقیَّة مجالات العمل الاخرى تجدها فارغةً، ویسیطر ویتحکم فیها مجموعةٌ بسیطةٌ من المتخصصین الذین لا یستطیعونَ تغطیة احتیاج الدولة والمجتمع لتلک التخصصات، فتنْخفض الجودةُ ویرتفعُ سعرُ تلک التَّخصصاتِ والخدماتِ الناتجةِ منْها، وفی بعضِ الحالاتِ یتمُّ فتحُ المجال لدخول عمالةٍ أجنبیةٍ ماهرةٍ لتغطیةِ التَّخصصاتِ المطلوبة والشاغرة، الأمر الذی لم یستطیع الکادر الوطنی تغطیته بسببِ اختلالاتٍ فی منظومةِ التَّعلیم الوطنی، ومن ثم تُصبحُ الهجرةُ هی الملاذُ للبحث عن عملٍ خارج الوطن، مما یؤکِّدُ أنَّ مخرجات النِّظام التعلیمیِّ لابدَّ أنْ تکون واحدة من الأولویاتِ والمسائل الهامة التی تستحقُّ المزیدَ من الاهتمامِ کونها مرتبطة بسیاسات التشغیل واحتیاجات سوق العمل فی القطاعین العام والخاص، حیث  ینظرُ إلى التَّعلیم فی کثیرٍ من الأحیان على أنه أداة سیاسیة حاسمة فی مکافحة الفقر، کما قد یساعدُالأفرادَ فی الوصولِ إلى وظائفَ أفضل ترفع أرباحهم من العمل، وبالتالی تسهم فی تحسین حیاتهم. ومن ثمَّ یلی ذلک تأسیسُ صنادیقَ تمویلیةٍ متخصصةٍ لأصحابِ المشاریع الصغیرةِ والأفکارِ الإبداعیَّةِ بنسبة 85%، وبلا شکٍ تتمثِّلُ الأهمیَّة الاقتصادیَّةُ للمشروعات الصغیرة والمتوسِّطة فی توفیر فـرص العمـل وتنویر أفکار الشباب وتشجیعهم فی الانخراط فی الأعمال الخاصة، بالإضافة إلى تنمیـة روح الإقدام والابتکار، یلیها توجیه المجتمع المدنیِّ إلى الاهتمامِ بالمشاریع الإنتاجیة التی تسعى لخلق فرص عملٍ بنسبة 65 %؛  وهذا یعنی تفعیلَ دور مؤسسات المجتمع المدنی مثل الجمعیات التنمویة وجمعیات رجال الأعمال،  وتوفیر التمویل لها لإعادة إقراضها فی ظل ما لدیها من خبرةٍ فی التعامل مع المشروعاتِ الصغیرةِ ومتناهیةِ الصغرِ بأسالیب غیر تقلیدیة، إضافة الی قدرتها علی متابعة أعضائها.ومما یؤکِّد ایجابیَّة العلاقة بین تغییر سیاسات التوظیف ونمو ظاهرة الهجرة التی تبدو من خلال الاستجابات أنها الاتجاه الأکثر رواجاً واهتماماً بالنسبة للشباب، فتزاید المتطلبات التخصصیة فی سوق العملِ ساهم فی ارتفاعِ نسبة البطالة بین الشباب خریجی التعلیم الحکومیِّ، وإقصاؤهم عن سوق العمل الرسمی إلى القطاع غیر الرسمی، وهو ما ساهم فی انخفاض أجورهم وبالتالی افتقارهم إلى الأمن الوظیفی الذی دفعهم إلى طرق أبوابِ الهجرة بعد أن أصبحَ المجتمعُ طاردًا لهم نتیجةَ تخلِّیهِ عن سیاسةٍ تربط التَّعلیمَ بسوق العمل وتنمی المهارات، وهو ما جعل القطاعَ الخاصَّ یعتمد فی تشغیلهِ على الخریجین فی إطار المعاهد والجامعات الأجنبیة،وهذا یؤکِّدُ على أهمِّیة إعدادِ العنصر البشریِّ من خلال التَّعلیم الجیِّد وتحسین نوعیة الحیاة. یتفق ذلک مع دراسة الأسرج 2010 أن للمشروعاتِ الصغیرة والمتوسطة دورٌ هامٌ ومحوریٌ فی التَّشغیل وخلقِ فرص العملِ ما إذا تم التنسیق بین الدولِ العربیة لزیادة الفرص فی مجالِ تنمیة وتنویع القاعـدة الإنتاجیـَّة لهـذه المشروعات، بحیث تتکامل مع بعضها والتخصص فی الإنتاج حسب المیزة التنافسیة لکل دولـةٍ، مما یعزِّزُ القدْرةَ التَّنافسیَّةَ للمنتجات العربیة.[101]

کما أکدت دراسةEdgerton 2012على أن الاستثمارات فی التعلیم تساعد على توسیع نطاق الوصولِ إلى التعلیم، وبالتالی تسهیل الوصول إلى المهاراتالتی تمکِّن الناس من الحصول على وظائف أفضل. توفر الأبحاثُ البحثیَّة الواسعة دلیلاً على قیمة الاستثمار فیها التعلیم لتنمیة رأس المال البشری.[102]

الفرض الرابع: عدم وجودِ علاقةٍ بین درجة اتجاهِ الشَّبابِ نحو الهجرةِ غیر الشرعیَّة وبعضِ متغیِّراتِ الدِّراسة،ولإیجاد معامل الارتباط بین متغیِّر النَّوعِ وارتباطه بمتغیِّرِ التعلیم، وتکوین الاتِّجاه للهجرة، تم حسابُ درجة الحریة، وقیمة (ر) الجدولیة والمحسوبةلاستجابات العینة للسؤال الأول والثانی والثالث کما یتَّضحُ من خلال الجدول التالی

جدول رقم(18)

دلالة معامل الارتباط بین استجابات العینة

أطراف العلاقة

درجات الحریة

قیمة (ر) المحسوبة

قیمة (ر) الجدولیة

مستوى الدلالة 0.01

متغیر التعلیم

198

-0.432

0.181

دال

متغیر المهنة

198

-0.341

0.181

دال

متغیر العمر

198

-0.394

0.181

دال

متغیر النوع

198

0.147

0.181

غیر دال

یشیرُ الجدولُ إلى وجود علاقةٍ عکسیةٍ دالة إحصائیًا بین کل متغیر من المتغیراتِ التَّالیة(التعلیم والمهنة والعمر)، واستجابات عیِّنة البحث فیما یتعلقُ بالسُّؤال الثَّالثِ عند مستوى 0.01 حیث بلغت قیم (ر) المحسوبة 0.432 - 0.341– 0.394وهى أکبر من قیمة "ر" الجدولیة، وهذَا یدُلُّ على وجودِ علاقةٍ دالة إحصائیا، أی أنَّه کلَّما تدنَّى مستوى التَّعلیم کلما زادَ الاتِّجاهُ نحو الهجرةِ غیر الشَّرعیَّة، وکلما تدنَّت المهنةُ کلَّما زاد الاتِّجاه نحو الهجرةِ غیر الشرعیة، وکلَّما کانتِ الفئةُ العمریَّةُ صغیرةً کلَّما زادَالاتِّجاهُ نحو الهجرةِ غیر الشرعیة، أما فیما یتعلَّق بمتغیر النوع فلاتوجد علاقةٌ دالة احصائیا تنحازُ لنوعٍ معیّنٍ، لأنَّ کلا النوعین مقبلین على الهجرة.

 

فی محاولةٍ للبحثِ فی مدى الارتباطِ بین تدنِّی التَّعلیمِ والاتِّجاهِ نحو الهجرةِ غیرِ الشَّرعیَّة،تم حِسابُ معامل الارتباط بین متغیِّر التَّعلیم واستجاباتِ عیِّنة البحثِ فیما یتعلَّقُ بالسُّؤالِ الأول والثالثِ والخامسِ والثَّامن باستخدام معادلة بیرسون، والجدول التالی یوضح ذلک:


جدول (19)

دلالة معامل الارتباط بین متغیر التعلیم واستجابات العینة فیما یتعلق بالاتجاه نحوالهجرةغیرالشرعیة

متغیر التعلیم واستجابات العینة للسؤال الأول

198

-0.432

0.181

دال

متغیر التعلیم واستجابات العینة للسؤال الثالث

198

-0.401

0.181

دال

متغیر التعلیم واستجابات العینة للسؤال الخامس

198

-0.345

0.181

دال

متغیر التعلیم واستجابات العینة للسؤال الثامن

198

-0.398

0.181

دال

یتَّضحُ من الجدول السَّابقِ وجودُ علاقةٍ عکسیَّةٍ دالة إحصائیاً بین متغیِّر التعلیم واستجابات عیِّنة البحث فیما یتعلَّقُ بالسُّؤال الثالث والخامس والسابع والتاسع عشر عند مستوى 0.01 حیث بلغت قیم (ر) المحسوبة 0.432- 0.401 – 0.345 – 0.398 وهی أکبرُ من قیمة "ر" الجدولیة، وهذا یدلُّ على وجودِ علاقة دالة إحصائیًا، أی أنَّه کلَّما تدنَّى مستوى التَّعلیمِ کلَّما زاد الاتِّجاهُ نحو الهجْرةِ غیر الشرعیة. وهوَ مایؤکِّدُ نمطیَّة النِّظامِ التَّعلیمیِّ الفنِّی وتقلیدیَّته وإغفالِ دور التکنولوجیا، وعدم حثِّه على الابتکارِ، والاعتمادُ على التَّلقینِ دون مواکبةِ العصرِ واِکسابِ الطَّالب العقلیّة القادرة على المرونة والابتکار، وهو ما انعکس على مستوى الخرّیجین الذین لم یعدْ لهم مکانٌ فی سوق العمل. یتّفق ما توصَّل إلیه هذا الفرضُ من استنتاجات مع نظریَّة رأسِ المال البشری التی تؤکِّد أنَّ احتمالیَّة الهجرةِ تقلُّ مع التَّقدُّمِ فی السنِّ، وتزدادُ عادةً مع مستوى التَّعلیمِ(بونینوآخرون 2008) [103] (عبد القوی ،2006  )، والتی تبیِّن أن المشکلة لدى الفئات الدُّنیا لا تکونُ فی العملیَّة التعلیمیة ذاتها، ولکن فی توقّع العائِد من التَّعلیمِ ومردوده على مستقبل الفرد. والظُّروف الأسریَّة غیر المواتیة مما یخلقُ توقّعًا سلبیًا تجاهَ جدوى التعلیم، ویدعمُ ذلک ظروف البطالةِ التی یُعانی منها الشَّباب المتعلم.[104]  وتتفق أیضًا مع نظریَّة النُّظم العالمیَّة فی تفسیرها للهجرة التی تراها انعکاسًا طبیعیًا للتوغُّل الرأسمالی، والذی یَنتجُ عنه اضطراباتُ على خلفیَّة العملیاتِ الهیکلیة (deHaas 2008). [105]

رابعاً نتائج الدراسة :-

  1. أن اتجاه الشَّبابِ نحوَ الهجرةِ إیجابیٌ کما یشیر توزیعُ العیِّنة من الشباب وفقًا لدرجة اتجاه الشَّباب نحو الهجرة، حیث تراوحتْ قیمتُه بین 26 کحد أدنى، 57 کحد أقصى، کما بلغت قیمة المتوسط الحسابی 00 . 41 تقریباً،وانحراف معیاری بلغت قیمته نحو 8.81. یتَّضح مما سبقَ أنَّ الفرقَ بین القیمةِ الأقلَّ والقیمةِ الأکبرَ یدعمُ مسألةَ تنوُّعِ واختلافِ الاتجاهات بین الشباب نحوَ الهجرةِ المشروعة وغیر المشروعة، وهذا ما أکَّدته النَّتائجُ الواردةُ بالجدول رقم (7) الذی یکشفُ عن توزیعِ المبحوثین وفقًا لمستوى اتجاههم نحو الهجرةِ بنوعیها، حیث تبیَّنَ أن أکثرَ من نصف العیِّنة اتجاههم نحو الهجرة ایجابی 67.5%، ثم نسبة اتجاهٍ محایدٍ 7.5%، بینما مثَّل الاتجاه السلبی نسبة 25% والذی یمکن إحالته إلى کون هذه النسبة من المتزوجین.
  2. تشیرُ النسبُ المئویة للأسبابِ الدَّافعةِ لتکوین اتجاهٍ نحو الهجرة إلى أنَّ النِّسبَ الأکثرَ تکرارًا تشکَّلت فی الحصولِ على عملٍ بنسبة 32.7 % ، وبنسبةٍ أعلى فی الریف من الحضر 19.4 %  یلیها  عدم وفاء الدَّخل بالاحتیاجاتِ بنسبة 27.7% وبنسبة أعلى فی الریف 22.2 %، ثم یلیهم الدافع الثالث وهو عدم الإحساسِ بالأمانِ بنسبة 26 % وبنسبةٍ أعلى فی الرِّیفِ أیضًا عن الحضر10 %؛ وهی بلاشکٍ تعد هذه الدَّوافع مؤشرًا للاختلالات الهیکلیة التی عانى منها المجتمعُ المصریُّ، وبخاصةٍ فی الرِّیف الذی عانى لفتراتٍ طویلةٍ من الإقصاءِ وسلبِ مقوماتِ وجودِه التنمویّ، وتجریفِ البنیةِ التَّحتیة تمامًا، مما ساهمَ فی عدم الإحساسِ بالأمان نتیجةً لتسریحِ أعدادٍکبیرةٍ من العمَّال بعد غلق المصانعِ على خلفیة الأزمة الاقتصادیَّةِ التی یمرُّ بها المجتمع المصریُّ.
  3. أنَّ النِّسبةَ الأکثرَ تکرارًا للمساعدةِ فی الهجرة الدُّولیة بشقیها تتمثَّل فی السماسرة، والتی شکَّلت نسبة 89 % ولصالح الریف بنسبة 50% ، یلیها المصریین الموجودین فی أوروبَّا بنسبة 50 % ولصالح الریف بنسبة 27 %،وتقاربت نسبة أقارب فی مصر بنسبة 46% لصالح الحضر بنسبة 31 %؛  واستقراء هذه النِّسبِ یؤکِّد أن رأسَ المالِ الشبکة یلعب دوراًأکثر أهمیةً من رأس المال النَّقدی وفق نظریة الشبکات؛ لأنه یفسِّر استمرار ظاهرةِ الهجرةِ عن طریق إقامةِ الرَّوابط الاجتماعیَّةِ بین المهاجرین وغیر المهاجرین، تلک الروابط التی تربط أکثر دول المنشأ ودول المقصد.
  4. یوجد فرق دال إحصائیاً بین تکرارات استجابات العیِّنة فیما یتعلَّق بأسئلةِ الفرضِ الثَّالث عند مستوى 0.01 حیث کانت قیم " کا2" المحسوبة أکبرُ من قیم " کا2" الجدولیة، وهذا یدل على وجود فروق دالة إحصائیاًلصالح الاجابات الأکثر تکرارًا، ومن ثمَّ یمکن قبولُ الفرض الثانی.وبالنظر إلی استجابات عینة الدراسة یتَّضحُ أنَّ الاستجابة الأکثرَتکرارًا  فیما یتعلَّقُ بهجرةِ الکفاءات دولیًا تتمثَّل فی غیاب خطةٍ قومیَّةٍ لاستثمارِ الشَّباب منأصحاب الکفاءاتبنسبة 95 % ، یلیها تدنِّی البحث العلمی بنسبة 92.5 % ، ثم غیاب حس الابتکار والإبداع  بنسبة 87.5 %. وبلا شک، فإنَّ نقصَ المرافقِ على حدٍ سواء العلمیَّة والتکنولوجیة، وعدم کفایةِ الرَّاتب، والتَّقلیل من شأن القدراتِ الفکریَّةِ والنِّسب فی مجملها تشیر إلى الأثَرِ السَّلبیِّ الذی یعانی منه المجتمعُ المصریُّ فی طرْدِ هذه الکفاءاتِ، والَّذی یعبِّرُ عن توزیعٍ فاسدٍ لرأسِ المالِ البشریّ، وهو ما یؤکِّدُ أنَّ هجرةَالکفاءات تؤثرُسلبًا فی عملیَّة التنمیة على أثر تقلیلِ رأس المال البشریِّ المُدرَّب، ویوصلنا ذلک إلى نتیجةٍ هامَّة، وهی أنّ انجذاب المهاجرینَ یتناسبُ عکسیًا مع عواملِ الطَّرد الکلیة التی توجد فی المجتمع الطارد.
  5. وجود علاقةٍ معنویَّةٍ بین مستوى اتجاهِ الشَّبابِ نحو الهجرة الدولیة والحالةِ العلمیَّة للمبحوث ، حیث بلغت قیمة مربع کای المحسوبة 053 .11 وذلک عند مستوى معنویة 05 .0 حیث إنها أَکبر من نظیرتها الجدولیة (49 .9 )، ویمکن تفسیرُ تلکَ النَّتیجةِ بأنَّ معظمَ شبابِ العیِّنة من الکفاءات یتعرَّضُ للإحباطِ تحت وطأة الضغوط الاقتصادیَّةِ وتدنِّی البحث العلمیِّ وعدم الاعترافِ بأهمیَّتهم من قبل الدولة، الأمرُ الذی یجعلُ الهجرةَ هی السبیل الوحید للخروجِ من هذه الحالة،  فی حین لم یثبت معنویة العلاقة بین مستوى اتجاهِ الشَّبابِ نحو الهجرة وباقی المتغیرات.
  6. یوجد فرق دال إحصائیاً بین تکرارات استجابات العیِّنة فیما یتعلق بأسئلة الفرض الرابع عند مستوى 0.01 حیث کانت قیم " کا2" المحسوبة والموضَّحة بالجدول السَّابق أکبرُ من قیم " کا2" الجدولیة، وهذا یدلُّ على وجودِ فروق دالة إحصائیًا ولصالح الاجابات الأکثر تکرارًا، ومن ثمَّ یمکن قبول الفرض الرابع. وباستقراء البیانات یتَّضحُ أنَّ عوامل الطردِ المتسبِّبة فی الهجرة غیر الشرعیة للشبابِ تتمثَّل فیقلَّةِ فرص العمل بنسبة 91.5 %  وهی نسبة معبِّرةٌ عن المشکلاتِ البنیویَّة التی یعانی منها المجتمعُ المصریُّ،یلی ذلک تدنی النظرة للعمل الیدوی 62.0 % ، وهذه الرؤیة التی ترتبط بطبیعة الثَّقافةِ العربیَّة بما فیها ثقافة النخبة والثقافة الشعبیة والتی تمیز تمییزًا شدیدًا بین العمل الیدوی والعمل الذهنی فتتعالى على الأولى، وتُبجِّلُ الثانیة نظرًا لارتباط هذا العمل بطبقةِ الفقراءِ الذین لا یملکون سوى قوة سواعدهم، وهو ما یدفع بشباب الطَّبقةِ الفقیرة إلى الهجرة غیر الشرعیة التی یستطیع من خلالها القیام بهذه الأعمال بعیدًا عن الانتقادات والضغوط النفسیة التی یعانیها فی مجتمعه.جاءَالغلاءُ المستمرُّ وانخفاضُ الأجورِ 59.5 کعاملِ طردٍ ثالث ساهم فی ظهورِ الهجرةِ غیر الشَّرعیة. إنَّ المتأمِّل للمشهدِ الواقعیِّ للمجتمعِ یجد أن المواطنة تمرُّ بأزمةٍ حقیقیةٍ نتیجة جملةِ المتغیراتِ الاجتماعیَّةِ والاقتصادیَّةِ التی فرضتْها سیاساتُ العولمةِ، والتی تتمثل فی التغیرات الهیکلیة من تفکیک الدولة وتراجع دورها فی الرِّعایة الاجتماعیة للفقراء والمحتاجین، کخصخصة کثیرٍ من الخدمات، وإلغاء الغطاءات التأمینیة للمواطن، وهو ما ساهم فی تعمیق اللامساواة وزیادة الفوارق بین الطبقات فی المجتمع.جاءت الاستجابةُ التی تتعلَّقُ بالتَّعلیمِ وعدم ارتباطه بسوق العمل 51.0% وهی مؤشٌر خطیرٌ لقصورِ التَّعلیمِ فی المجتمع المصریِّ، وتؤکد أن تزاید المتطلبات التخصصیة فی سوق العمل ساهم فی ارتفاع نسبة البطالة بین الشباب خریجی التعلیم الحکومی وإقصائهم عن سوق العمل الرسمی إلى القطاع غیر الرسمی، وهو ما ساهم فی انخفاض أجورهم، وبالتالی افتقارهم إلى الأمن الوظیفی، مما دفعهم إلى طَرْقِ أبوابِ الهجرة غیر الشرعیة.
  7. أن 53.0 % یعرفون بمستوى متوسطٍ مخاطر الهجرة غیر الشرعیة، وهی نسبةٌ تمثل أکثر من نصف العیِّنة ملمِّینَ بمخاطرِ الهجرةِ غیر الشرعیة، فی حین أن 24.0 % لدیهم معلومات ضئیلة عن مخاطر الهجرة غیر الشرعیة، وهی نسبةٌ تمثِّلُ ربعَ العیِّنة، کماأنها نسبةٌ خطیرةٌ تشیرُ إلى أنَّ هذه النسبة تعد بیئة خصبة أو مناسبةً للوقوعِ کفریسةٍ سهلةٍ للسماسرة الذین یستغلون اتجاه هؤلاء صوب الهجرة. وهنا یأتی دور الإعلام فی التوعیة بمخاطرِ هذا النوع من الهجرة، ذلک أن الذَّاتَ فیما بعد الحداثة -وفقاً لجدینز-یتمُّ تفکیکُها وتشْظِیها وإصابتُها بالفردیة والتشیؤ، مما ینعکس علیهاویصیبهَا بحالةٍ من الاغتراب، فالمجتمع الحدیث یخلق الاغتراب، وهو ما یؤدِّی إلى اختلالِ الأمنِ الوجودیِّ وبروزِ المخاطرةِ، والانعکاسیَّة. وفی ضوء ذلک ویقوم الأفراد بتطویرِ وسائلَ تحدُّ من آثارهذه المعضلات ببناء الذَّات عن طریق التملُّک والسیطرة على ظروف الحیاة.والهجرةُ هنا هی المدلف للخروج من أزماتِ هذا المجتمع.
  8. أنَّ کثیرا من حالات الهجرة غیر المشروعةِ یکون مصیرها الفشل؛ فإمَّا الغرقُ فی البحر-وجاء بنسبة 42.5 % - أو القبض على المهاجرینَ وترحیلهم لبلادهم أو إیداعهم السجون-بنسبة 17.5 % - أو وقوعهم فی دائرة الاستغلال من جانب عصاباتِ الاتِّجارِ بالأفراد بنسبة 39 %. وتؤدی زیادة حرکات الاتجار بالبشر أو الهجرة غیر المشروعة إلى استغلال المهاجرینَ من قبل عصاباتِ التَّهریب فی عملیات جرائم منظمة، مثل تجارة المخدرات والعمل الإجباری والاستغلال الجنسیّ بنسبة 30 % وذلک لتحقیق مزیدٍ من الأرباح، مما یجعلنا نستنتج أن ظاهرة الهجرة غیر الشرعیة  تنفرد عن غیرها من الظواهر بکونها ظاهرة تحاک خیوطها فی الخفاء ویتحرک أفرادها فی الظلام وتشرف علیها منظمات خفیة تتاجر بأرواح البشر تشبه الى حدکبیر شبکات المافیا.
  9. توجدُ علاقةٌ عکسیّةٌ دالة إحصائیاً بین کل متغیرٍ من المتغیرات التالیة(التعلیم والمهنة والعمر) واستجابات عینة البحث فیما یتعلق بالسؤال الثالث عند مستوى 0.01 حیث بلغت قیم (ر) المحسوبة 0.432 - 0.341– 0.394وهى أکبر من قیمة " ر" الجدولیة وهذا یدل على وجود علاقة دالة إحصائیا، أی أنَّه کلما تدنَّى مستوى التعلیم کلما زاد الاتجاه نحو الهجرة غیر الشرعیة، وکلما تدنَّت المهنة کلما زاد الاتجاه نحو الهجرة غیر الشرعیة. وکلما کانت الفئة العمریة صغیرة کلما زاد الاتجاه نحو الهجرة غیر الشرعیة، أما فیما یتعلق بمتغیر النوع لاتوجد علاقة دالة احصائیا تنحاز لنوع معین لأن کلا النوعین مقبلین على الهجرة.
  10. تُوجد علاقةٌ عکسیة دالة إحصائیاً بین متغیر التعلیم واستجابات عیِّنة البحث فیما یتعلق بالسؤال الثالث والخامس والسابع والتاسع عشر عند مستوى 0.01 حیث بلغت قیم (ر) المحسوبة 0.432- 0.401 – 0.345 – 0.398وهی أکبرُ من قیمةِ " ر" الجدولیة، وهذَا یدلَّ على وجود علاقة دالة إحصائیا، أی أنهُ کلَّما تدنى مستوى التَّعلیم کلما زاد الاتجاه نحو الهجرة غیر الشرعیة. وهو مایؤکِّد نمطیَّة النظام التعلیمی الفنی وتقلیدیته وإغفال دور التکنولوجیا وعدم حسه على الابتکار والاعتماد على التلقین دون مواکبة العصر، واکسابُ الطَّالب العقلیَّة القَادرة على المرونة والابتِکارِ، وهو ما انعکس على مستوى الخریجین الذین لم یعدْ لها مکانٌ فی سوق العمل.وما توصل إلیه هذا الفرضُ من استنتاجات یتفق مع نظریة رأس المال البشری التی تؤکد أن احتمالیة الهجرةِ تقل مع التقدم فی السن وتزدادُ عادةً مع مستوى التعلیم.

خامساً توصیات الدراسة :

  1. تکامل المتغیرات السکانیة فی خطط التنمیة وتعزیز السیاسات والاستراتیجیات السکانیةالمتکاملة لضمان نشوء بیئیة مواتیة للتنمیة الاقتصادیة، وربط المتغیرات الدیموغرافیة بسیاسات التشغیل وبما یضمن تحقیق نمو فی إجمالی الناتج المحلی وعلى المدى الزمنی القریب والمتوسط وفی تخفیض نسب البطالة والقضاء على الفقر.
  2. الارتقاء بنوعیة التعلیم والتدریب، و تحدیثها ومراقبتها بغیة توفیر المهارات المطلوبة للاحتیاجات المتطورة لسوق العمل . وینبغی أن یشکّل النجاح المحدود الذی حقّقته برامج التشغیل فی الحد من مشکلة البطالة فی أوساط الشباب، الدافع الأکبر لتصحیح التدابیر المتخذة فی مجال التعلیم والتدریب . ومن جهة أخرى، على النظام التعلیمی أن یوفر المهارات العملیة المتماشیة مع الاستخدام المتنامی لتکنولوجیا المعلومات.والاتصالات فی العمل . ویتحتم على المدارس کذلک الترویج لقیم عدة، مثل الشخصیة وتقدیر الذات، وهی مهارات تلعب دوراً هاماً فی نجاح الباحث عن عمل فی الحصول على وظیفة.
  3. مشارکة القطاع الخاص فی تصمیم المناهج وتحدید متطلبات التدریب واحتیاجاته، وبخاصة التدریب السابق للتوظیف، والذی تستخدمه الشرکات فی الدول المتقدمة للتأکد من توفر مواصفات ومتطلبات العمل لدى طالبی التشغیل الجدد . ویعتبر هذا النوع من التدریب محفّزا لکلا الطرفین، أی للمتدربین، إذ ثمة عمل بانتظارهم،وللشرکات، إذ أنها لن تحتاج إلى استثمار المزید من الجهود فی تدریبهم.
  4. إضفاء المزید من المرونة على تشریعات سوق العمل ، وجعل سیاسات تحدید الأجور و الضمانات المقدمة للعاملین غیر مثبطة لتشغیل الملتحقین الجدد ، حیث أن ارتفاع تکلفة التوظیف، ومساهمة أرباب العمل فی صنادیق التقاعد، وتعقید عملیات التسریح عند الحاجة، لها آثار سلبیة على إمکانیة توظیف طالبی العمل الجدد.
  5. تسهیل عملیات بعث المشاریع وتوسیع ثقافة الابتکار من خلال التدریب الملائم، وإنشاء حاضنات المشاریع للتعویض عن النقص القائم فی ثقافة روح المبادرة، و تکثیف عملیات التوجیه المؤسسی للباعثین الجدد من خلال سیاسة الشباک الواحد لتقدیم خدمات التدریب والاستشارة بشکل منسق ودون تعقیدات بیروقراطیة.


المراجع باللغة العربیة

  1. ابراهیم محمد مصطفی : أ ثر الهجرة غیر الشرعیة على القریة المصریة رسالة ماجستیر غیر منشورة ، جامعة المنصورة ، 2014.
  2. أحمد زکی بدوی، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة، بیروت، مکتبة لبنان، 1993 ،ط:2.
  3. إیمان شریف وآخرین، "السیاسة الاجتماعیة ومواجهة الهجرة غیر الشرعیة – مؤشرات عامة (قریة تطون – محافظة الفیوم نموذجًا)، ورقة بحثیة قدمت للمؤتمر السنوی العاشر، المرکزی القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القارة، فی الفترة من 26 – 29 مایو 2008
  4. إیمان محمد عساکر : القیمة الاجتماعیة للعمل المنتج وقضایا التحول فی المجتمع – بحث میدانی لإحدى القرى المصریة فی قیم العمل الجدیدة فی المجتمع المصری ، مکتبة الانجلو المصریة ، 2007
  5. أیمن زهری: دیموغرافیة الشباب العربی:الأوضاع الحالیة والإتجاهات المستقبلیة ، الإلسکو ، مارس 2009.
  6. بیار بوردیو، ترجمة عبد السلام بن عبد العالی،الرمز و السلطة،دار توبوقال للنشر،ط 3 ،2007.
  7. حاجة الأمام : أثر هجرة العقول البشریة علی استدامة التنمیة فی السودان  ، دراسة تطبیقیقة من 1985 ، 2010 ، رسالة دکتوراة غیر منشورة جامعة الخرطوم ، السودان ، 2010
  8. حسین الأسرج:" المشروعات الصغیرة والمتوسطة ودورها فی التشغیل فی الدول العربیة". وزارة التجارة والصناعة المصریة. مجلة الباحث.2010.
  9. حمد الحاج سالم، مفهوم الحقل عند بیار بوردیو،مکتبة الشعب الکریم، د بلد،د ط،د.
  10. ربیع کمال کردی صالح، الأبعاد الإجتماعیة والثقافیة لهجرة المصریین الریفیین إلى إیطالیا، د ا رسة أنثرو بولوجیة فی قریةتطوان بمحافظة الفیوم، رسالة دکتوا ره منشورة، قسم علم الإجتماع، جامعة عین شمس، القاهرة2005
  11. سامیة الساعاتی : الشباب العربی والتغیرات الاجتماعیة، الدار المصریة اللبنانیة، 2003.
  12.   سهیر صفوت وآخرون : نحو صیاغة خطة شاملة لتنمیة الشباب ، مؤسسة محمد فهد ، السعودیة ، 2017 .
  13. الشباب المصری والهجرة غیر الشرعیة"، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، قسم بحوث الجریمة، القاهرة، 2010، ص هـ.
  14. عزام عوض:  اتجاهات الشباب الجامعی نحو الهجرة غیر الشرعیة، ورقة مقدمة للمؤتمر العلمی الثانی والعشرون للخدمة الاجتماعیة وتحسین نوعیة الحیاة ، مصر عدد 10 .
  15. عفاف إبراهیم عبد القوی : الاحتیاجات التعلیمیة والتدریبیة للشبابب العاملین فی الصناعة فی قضایا الشباب فی مطلع القرن الحادی والعشرین المؤتمر السنوی الثامن ، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة ، المجلد الأول ، مایو 2006.
  16. علی لیلة: الشباب والمجتمع أبعاد الاتصال والانفصال، المکتبة المصریة، 2004.
  17. فادیة علوان مقدمة فی علم النفس الارتقائی ، مکتبة الدار العربیة ، بیروت ، سلسلة علم النفس الأکادیمی، 2003.
  18. ماجد الزیود : الشباب والقیم فی عالم متغیر ، دار الشروق للنشر ، ط 1 ، 20000 ، ص 25.
  19. محمد رشید الفیل، الهجرة و هجرة الکفاءات العلمیة العربیة و الخبرات الفنیة أو النقل المعاکس للتکنولوجیا،دار مجدلاوی للنشر، 2000.
  20. مسیون زکی فوجو : استراتیجیات التنمیة البشریة ودورها فی الحد من ظاهرة هجرة الکفاءات العلمیة فی فلسطین (دراسة حالة قطاع غزة،) مجلة الجامعة الإسلامیة للدراسات الاقتصادیة والإداریة، مج ۲۲ ، ع ۱ ، الجامعة الإسلامیة ، غزة ، ینایر ۲۰۱٤
  21. مهدی محمد القصاص : عمل الشباب فى ظل العولمة : دراسة میدانیة ،مؤتمر الوطن العربى وتحدیات العولمة, جامعة اربد ، المملکة الأردنیة الهاشمیة ، 25- 26إبریل 2007.
  22. الموسوعة العربیة العالمیة، مؤسسة الموسوعة، الریاض ، مجلد 26 ، 1996.
  23. مونسوتی الکساندرو، الحروب والهجرات، الشبکات والإستراتجیات الإقتصادیة لشعب الضرارة فی أفغانستان، إصدارات معهدنوشباتال الأنترویرجیا، باریس، دار العلوم للإنسان، 2004 .

المراجع باللغة الأجنبیة:-

 

  1. Alanward and Nick Crossley, young people and social change in sociology and social change, New perspectives, Andgfurlog, NewYourk z ed, 2006,
  2. Annan, K., 2006. Address of Mr. Kofi Annan, Secretary-General, to the High LevelDialogue of theUnited Nations General Assembly on International Migration and Development, New York,September 14, 2006. International Migration Review, 40(4).
  3. Arango, J. (2000). Explaining migration: a critical view. International social science journal, 52(165.
  4. Arango, J. (2000). Explaining migration: a critical view. International social science journal, 52(165), .
  5.  Bakewell, O., 2010. Some Reflections on Structure and Agency in Migration Theory.Journal ofEthnic and Migration Studies, 36(10Castles, S., 2010.
  6. Bank, Economic Policy and Strategic Planning Department, Occasional Paper, no. 12 (2006).
  7. Bauer, Thomas and Klaus F. Zimmermann. 1999. “Assessment of possible migration pressure and its labor market impact following EU enlargement to Central and Eastern Europe.” A study for the Department of Education and Employment, UK. IZA Research Report No.3, July.
  8. Bell, S., Alves, S., de Oliveira, E. S., & Zuin, A. (2010). Migration and Land Use Change in Europe: A Review. Living Reviews in Landscape Research, 4.
  9. Bonin, Holier et al. 2008. “Geographic Mobility in the European Union: Optimising its Economic and Social Benefits”. IZA Research Report No. 19. July.
  10. Bonin, Holier et al. 2008. “Geographic Mobility in the European Union: Optimising its Economic and Social Benefits”. IZA Research Report No. 19. July.
  11. Borjas, George. 1987. “Self-selection and the earnings of immigrants,” American Economic Review 77(4).
  12. Brain Drain in IDB Member Countries: Trends and Developmental Impact,» Islamic Development.
  13. Bryant, C.G.A. and JARY, D (2003) ‘Anthony Giddens’ in George Ritzer. The Blackwell Companionto Major Contemporary Social Theorists. London: Blackwell.
  14. Cohen, I.J., 1989. Structuration theory : Anthony Giddens and the constitution of social life.kBasingstoke: Macmillan.
  15. Collenthouez, Migration and Human-Security, Paper Submitted to the international Migration Berlin Programme for the Consolations International Migration, Berlin, 12-22 October, 2002.
  16. Curran,S.R.,andA.C.Saguy.2001.“MigrationandCulturalChange:ARoeforGenderandSocialNetworks?”JournalofInternationalWomen’sStudis2(3):.
  17. D’Emilio, A.L., B. Cordero, B.Bainvel, C. Skoog, C., D.Comini, J.Gough, M.Dias R.Saab, & T. Kilbane. 2007The Impact of International Migration: Children Left Behind in Selected Countries of Latin America and the Caribbean.Division of Policy and Planning, United Nations Children’s Fund (UNICEF), New York.
  18. de Haas, Hein. 2008. “Migration and development. A theoretical perspective,” International Migration Institute Working Paper no.9. University of Oxford.
  19. DeLaat,J.2008.“HouseholdAllocationsandEndogenousInformation”Upublished,UniversityofQuebec,MontrealInternational MigrationReport Highlights 2017 /Department of Economic and Social, UnitedNationsNew York,2017,
  20. Dowell Myers: Immigrants and Bomers Foreign New Social contract for the future of American Russelle age foundation, ISBN 978 – 0871 – 2007.
  21. Dustmann Christian and Albrecht Glitz. 2005. Immigration, Jobs and Wages: Theory, Evidence and Opinion. Centre for Research and Analysis of Migration, CEPR, London. Dust
  22. Edgerton, J. D., Roberts, L. W., von Below, S., Education and Quality of Life, 2012. In K. C. Land, et al. (eds.). Handbook of Social Indicators and Quality of Life Research, Springer, 2012.
  23. Frank Laczko, Christine AghazarmMigration,Environment andClimate Change, ASSESSING THE EVIDENCE, 2009 International Organization for Migration, UNITED NATIONSUNIVERSITYUNU-EHSInstitute for Environmentand Human Security (IOMSBN 978-92-9068-454-1.
  24. Ghosh,J.2009.“MigrationandGenderEmpowerment:RecentTrendsandEmergingIssues.”HumanDevelopmentResearchPaper04,UnitedNatisDevelopmentProgramme,HumnDevelopmentReportOffice,NewYok
  25. Giddens , A., 1991. Modernity and self-identity. Cambridge: Polity.
  26. Giddens, A., 1984. The constitution of society : outline of the theory of structuration. Cambridge:Polity
  27. Hammar, T., Brochmann, G., Tamas, K., & Faist, T. (1997). International Migration Immobility and Development: Multidisciplinary Perspectives. London: Bloomsbury Academic.
  28. Hooghe, Marc, Ann Trappers, Bart Meuleman, and Tim Reeskens. "Migration to European Countries: A Structural Explanation of Patterns, 1980–20041." International Migration Review 42, no. 2 (2008): 476-504. 20 Parkins, Natasha. "Push and Pull Factors of Migration." American Review of Political Economy 8, no. 2 (2010).
  29. Howarth, Catherine et al: Monitoring Poverty and Social Exclusion York: Joseph Rosph, Rowntree Foundation, 1999
  30. ILO(InternationalLabourOrganization2012.RuralWomenandMigration.Geneva:IOM
  31. John Gibson and David McKenzie, «Eight Questions about Brain Drain,» The World Bank Development (٦) Research Group, Finance and Private Sector Development Team (2011).
  32. Kapiszewski, Andrzej. "Arab Versus Asian Migrant Workers in the Gcc Countries." Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting on International Migration and Development in the Arab Region, Beirut, May, 2006.
  33. Koser, K., 2007. International migration : a very short introduction. Oxford: Oxford UniversityPress.,.
  34. Krieger, Hubert and Bertrand Maitre. 2006. ”Migration Trends in an Enlarging European Union,” Turkish Studies 7 (1).
  35. Kurekova, L. (2011). Theories of migration : review and appraisal. Population and development review, 19 (3), .
  36. Linkages between Brain Drain, Labour Migration and Remittances in Africa,» World Migration, Chapter (٣) 12 (2003
  37. Massey,  D. S., Arango, J., Hugo, G., Kouaouci, A., Pellegrino, A., & Taylor, J. E. (1993). Theories of international migration: aDevelopment, 2(2).
  38. Maurice Schiff and Yanling Wang, «North-South Trade-related Technology Diffusion, Brain Drain and Productivity Growth: Are Small States Different?,» The World Bank Development Research Group, PolicyResearch, Working Paper; no. 4828 (2009).
  39. Mehdi Safdari, Masoud Abouie Mehrizi and Marzie Elahi, «Brain Drain and Economic Growth in Iran,» American Journal of Scientific Research, no. 38 (2011).
  40. Michel Beine, Frederic Docquier and Hillel Rapoport, «Alternative Measures of the Brain Drain,» Mimeo (٥) (Université Catholique de Louvain) (2006)
  41. Morawska, E.T., 2009. The sociology of immigration : (re)making multifaceted America.Basingstoke: Palgrave Macmillan.
  42. Nevena Krasulja.(2016) BRAIN-DRAIN –THE POSITIVE AND NEGATIVE ASPECTS OF THE PHENOMENON, SCIENTIFIC REVIEW ARTICLE, Vol. 62, july-september 2016, № 3, .
  43. Skeldon, R., 2004. Migration, the Asian Financial Crisis and its Aftermath. In: D. Joly, ed,International migration in the new millennium : global movement and settlement. Aldershot ;Burlington, Vt.: Ashgate, .
  44. Stark, Oded. 2003. “Tales of Migration without Wage Differentials: Individual, Family, and Community Contexts”, Paper prepared for Conference on African Migration in Comparative Perspective, Johannesburg, South Africa, 4-7 June, 2003.
  45. Theodoropoulos, D. (2014). Brain Drain" Phenomenon in Greece:Young Greek scientists on their Way to Immigration, in an era of“crisis”. Attitudes, Opinions and Beliefs towards the Prospect ofMigration. Journal of Education andHumanDevelopment, 3(4), .
  46. Theodoropoulos, D. (2014). Brain Drain" Phenomenon in Greece:Young Greek scientists on their Way to Immigration, in an era of“crisis”. Attitudes, OpinionsandBeliefstowardstheProspectofMigration.JournalofEducationandHumanDevelopment, 3(4).
  47.  Understanding Global Migration: A Social Transformation Perspective. Journalof Ethnic and Migration Studies, 36(10), .
  48. Veit Bader, "The Ethics of Immigration. By Joseph Carens. New York: Oxford University Press, 2013," (Wiley Online Library, 2014).
  49. Wallerstein, Emmanuel. 1974. The Modern World System. Capitalist Agriculture and the Origins of the European World Economy in the 16-th Century. New York.: Academic Press.

دراسات وتقاریر الشبکة الدولیة للمعلومات (الإنترنت):

  1. Political dictionary, available from http://.answers.com/topic/migration
  2. About Migration,” The international organization for migration. Available from http://www.iom.int/jahia/Jahia/about-migration
  3. O'reilly, Karen, 2012. International migration and social theory.Basingstoke: Palgrave Macmillan. This version submitted 30 October 2011Prior to final editing bypublisher,Chapter Two,p., 24.

 https://creativecommons.org/licenses/by-nc-nd/4.0/

 

  1. Vertovec, S. (2002, February 14-15). Transnational Networks and Skilled Labour Migration: Paper presented atthe Ladenburger Diskurs “Migration” Gottlieb Daimler- und Karl Benz- Stiftung, Ladenburg. Retrieved from http://libguides.murdoch.edu.au/APA/ conference
  2. Dustmann, C., & Glitz, A. C. E. (2005). Immigration, jobs and wages: Theory, evidence and opinion. discovery.ucl. ac.lk. Retrieved from http://discovery. ucl.ac.uk/14334/1/14334.pdf

 

  1. Huzdik, K. (2014). Migration potential and affecting factors in Hungary in the first decade of the 21st century. Retrieved from Szent István University Doctoral School of Management and Business Administration Gödöllő website: https://szie.hu/file/tti/archivum/Huzdik_ Katalin_thesis.pdf
  2. Zetter, R. (2015). Protection in Crisis: Forced Migration and Protection in a GlobalEra.RetrievedfromtheMigrationpolicyInstitutewebsite:http://www.migrationpolicy.org/research/ protection-crisis-forced-migration-and-protection-global-
  3. EraKoppenberg, S. (2012). Where Do Forced Migrants Stand in the Migration and Development Debate. Oxford Monitor of Forced Migration, 2(1), pp. 77-90,Hugo, G. (2008). Migration, Development and Environment. Retirved from the International Organization for Migration Geneva website: http://publications. iom.int/system/files/pdf/mrs_35.pdf
  4. Hagen-Zanker, J. (2008). Why do people migrate? A Review of the Theoretical Literature. Retrieved from the Munich Personal RePEc Archive: h t t p s : / / m p r a . u b . u n i - m u e n c h e n . de/28197/1/2008WP002
  5. http://www.worldbank.org/en/topic/labormarkets/brief/migration-and-remittances ,2017

 

  1. Raveesh S.)(2013) International Journal of Humanities and Social Science Invention, ISSN (Online): 2319 – 7722, ISSN (Print): 2319 – 7714, www.ijhssi.org Volume 2 Issue 5 ǁ May ǁPP.12-17, www.ijhssi.org.
  2. Vladimir Dinkovski,(2018) Brain drain as a functionofsustainabledevelopment in the Republic of Macedonia, JEL: J24 DOI: 10.5937/industrija46-15201 UDC: 316.344.34:378.2(497.7) 331.556.46:314.116 Original Scientific Paper, Industrija, Vol.46, No.1, 2018
  3. Raveesh S.)(2013) International Journal of Humanities and Social Science Invention, ISSN (Online): 2319 – 7722, ISSN (Print): 2319 – 7714, www.ijhssi.org Volume 2 Issue 5 ǁ May ǁPP.12-17, www.ijhssi.org.
  4. منظمة الهجرة الدولیة، قانون الهجرة منشور على الموقع الالکترونی   www.iom.int
  5. جامعة الدول العربیة : الدلیل المرجعـی للشباب العربـی فی مجـال الحفـاظ على البیئة، سبتمبر 2006 على الموقع: WWW.unep.org.bh الأربعاء: 28/02/2007 على الساعة 12:20
  6. المعهد التونسی للدراسات الاستراتیجیة – أ کتوبر 2017 - ظاهرة الهجرة غیر الشرعیة ،

http://www.forcedmigration.org/podcasts-videos-photos/podcasts/arab-spring-and-beyond

  1. تقریر  الهجرة الدولیة والتنمیة ، الدورة الحادیة والسبعون ، الأمم المتحدة ، 4 أغسطس 2016
  2. جامعة الدول العربیة : الدلیل المرجعـی للشباب العربـی فی مجـال الحفـاظ على البیئة، سبتمبر 2006 على الموقع: WWW.unep.org.bh الأربعاء: 28/02/2007 على الساعة 12:20
  3. احصائیات الهجرة فی مصر السهم نیوز 18 ینایر 2016
  4. تقریر الهجرة الدولیة 2015 ” الهجرة والنزوح والتنمیة فى منطقة عربیة متغیرة “(الأمم المتحدة والمنظمة الدولیة للهجرة 2015.
  5. الهجرة غیر الشرعیة کابوس یواجه شبابنا (مصرس نُشر فى الاهالى بتاریخ 1/4/2014)
  6. منظمة الهجرة الدولیة " تنقل العمالة فی العالم العربی " 2010 M.O.I. w
  7. احصائیات الهجرة فی مصر، الجهاز المرکزی للتعبئة والإحصاء ، 2016

 

 

 

 

 



[1]Koser, K., 2007. International migration : a very short introduction. Oxford: Oxford UniversityPress.,p.,1.

[2]Bakewell, O., 2010. Some Reflections on Structure and Agency in Migration Theory.JournalofEthnic and Migration Studies, 36(10), pp. 1689-1708.

[3]Castles, S., 2010. Understanding Global Migration: A Social Transformation Perspective. Journalof Ethnic and Migration Studies, 36(10), pp. 1565-1586.

[4]Morawska, E.T., 2009. The sociology of immigration : (re)making multifaceted America.Basingstoke: Palgrave Macmillan.,p,.6.

[5]Cohen, I.J., 1989. Structuration theory : Anthony Giddens and the constitution of social life.kBasingstoke: Macmillan,p,.12.

[6]Bryant, C.G.A. and JARY, D (2003) ‘Anthony Giddens’ in George Ritzer. The Blackwell Companionto Major Contemporary Social Theorists. London: Blackwell. pp247-273

[7]Annan, K., 2006. Address of Mr. Kofi Annan, Secretary-General, to the High LevelDialogue of theUnited Nations General Assembly on International Migration and Development, New York,September 14, 2006. International Migration Review, 40(4), 963-965.

[8]Giddens, A., 1984. The constitution of society : outline of the theory of structuration. Cambridge:Polity

[9]Giddens , A., 1991. Modernity and self-identity. Cambridge: Polity.

[10]بیاربوردیو، ترجمة عبد السلام بن عبد العالی،الرمز و السلطة،دارتوبوقالللنشر،ط 3 ،2007،ص5

[11] حمد الحاج سالم، مفهوم الحقل عند بیاربوردیو،مکتبة الشعب الکریم، د بلد،دط،د ،ص2.

[12]O'reilly, Karen, 2012. International migration and social theory.Basingstoke: Palgrave Macmillan. This version submitted 30 October 2011Prior to final editing bypublisher,Chapter Two,p., 24. https://creativecommons.org/licenses/by-nc-nd/4.0/

[13]تقریر الهجرةالدولیةوالتنمیة ،الدورةالحادیةوالسبعون ، الأمم المتحدة ، 4 أغسطس 2016 .

[14]http://www.albawabhnews.com/2947996

[15] محمد رشید الفیل، الهجرة و هجرة الکفاءات العلمیة العربیة و الخبرات الفنیة أو النقل المعاکس للتکنولوجیا،دار مجدلاوی للنشر، 2000 ، ص 20.

[16]1 Political dictionary, available from http://.answers.com/topic/migration

[17]About Migration,” The international organization for migration. Available from http://www.iom.int/jahia/Jahia/about-migration

[18]Kapiszewski, Andrzej. "Arab Versus Asian Migrant Workers in the Gcc Countries." Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting on International Migration and Development in the Arab Region, Beirut, May, 2006.

[19]Veit Bader, "The Ethics of Immigration. By Joseph Carens. New York: Oxford University Press, 2013," (Wiley Online Library, 2014).

[20] منظمة الهجرة الدولیة، قانون الهجرة منشور على الموقع الالکترونی   www.iom.int

[21] الموسوعة العربیة العالمیة، مؤسسة الموسوعة، الریاض ، مجلد 26 ، 1996 ، ص 73 .

[22]  أحمد زکی بدوی، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة، بیروت، مکتبة لبنان، 1993 ،ط:2 ،ص.268

[23]Linkages between Brain Drain, Labour Migration and Remittances in Africa,» World Migration, Chapter (٣) 12 (2003), p. 215, .

[24]Michel Beine, Frederic Docquier and Hillel Rapoport, «Alternative Measures of the Brain Drain,» Mimeo (٥) (UniversitéCatholique de Louvain) (2006)

[25]John Gibson and David McKenzie, «Eight Questions about Brain Drain,» The World Bank Development (٦) Research Group, Finance and Private Sector Development Team (2011), p. 3.

[26] Collenthouez, Migration and Human-Security, Paper Submitted to the international Migration Berlin Programme for the Consolations International Migration, Berlin, 12-22 October, 2002.

([27]) راجع: "الشباب المصری والهجرة غیر الشرعیة"، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، قسم بحوث الجریمة، القاهرة، 2010، ص هـ.

[28]Alanward and Nick Crossley, young people and social change in sociology and social change, New perspectives, Andgfurlog, NewYourk z ed, 2006, P.54.

 

[29]علی لیلة: الشباب والمجتمع أبعاد الاتصال والانفصال، المکتبة المصریة، 2004.ص28.

[30]سامیة الساعاتی : الشباب العربی والتغیرات الاجتماعیة، الدار المصریة اللبنانیة، 2003.ص15.

[31]جامعة الدول العربیة : الدلیل المرجعـی للشباب العربـی فی مجـال الحفـاظ على البیئة، سبتمبر 2006 على الموقع: WWW.unep.org.bh الأربعاء: 28/02/2007 على الساعة 12:20.ص3

[32]ماجد الزیود : الشباب والقیم فی عالم متغیر ، دار الشروق للنشر ، ط 1 ، 20000 ، ص 25.

[33] فادیة علوان مقدمة فی علم النفس الارتقائی ، مکتبة الدار العربیة ، بیروت ، سلسلة علم النفس الأکادیمی، 2003، ص 42

[34] سهیر صفوت وآخرون : نحو صیاغة خطة شاملة لتنمیة الشباب ، مرجع سابق ص .7 .

[35]Krieger, Hubert and Bertrand Maitre. 2006. ”Migration Trends in an Enlarging European Union,” Turkish Studies 7 (1): 45-66.

[36]Bauer, Thomas and Klaus F. Zimmermann. 1999. “Assessment of possible migration pressure and its labor market impact following EU enlargement to Central and Eastern Europe.” A study for the Department of Education and Employment, UK. IZA Research Report No.3, July.

[37]Bonin, Holier et al. 2008. “Geographic Mobility in the European Union: Optimising its Economic and Social Benefits”. IZA Research Report No. 19. July.

[38]Borjas, George. 1987. “Self-selection and the earnings of immigrants,” American Economic Review 77(4): 531-553.

[39]Stark, Oded. 2003. “Tales of Migration without Wage Differentials: Individual, Family, and Community Contexts”, Paper prepared for Conference on African Migration in Comparative Perspective, Johannesburg, South Africa, 4-7 June, 2003.

[40]Wallerstein, Emmanuel. 1974. The Modern World System. Capitalist Agriculture and the Origins of the European World Economy in the 16-th Century. New York.: Academic Press.

[41]de Haas, Hein. 2008. “Migration and development. A theoretical perspective,” International Migration Institute Working Paper no.9. University of Oxford.

[42]Dustmann Christian and Albrecht Glitz. 2005. Immigration, Jobs and Wages: Theory, Evidence and Opinion. Centre for Research and Analysis of Migration, CEPR, London. Dust

[43]Arango, J. (2000). Explaining migration: a critical view. International social science journal, 52(165), pp. 283-296

[44]Massey, D. S., Arango, J., Hugo, G., Kouaouci, A., Pellegrino, A., & Taylor, J. E. (1993). Theories of international migration: aDevelopment, 2(2), pp. 151-156

 

[45]See,

Vertovec, S. (2002, February 14-15). Transnational Networks and Skilled Labour Migration: Paper presented attheLadenburgerDiskurs “Migration” Gottlieb Daimler- und Karl Benz- Stiftung, Ladenburg. Retrieved from http://libguides.murdoch.edu.au/APA/ conference

Dustmann, C., & Glitz, A. C. E. (2005). Immigration, jobs and wages: Theory, evidence and opinion. discovery.ucl. ac.lk. Retrieved from http://discovery. ucl.ac.uk/14334/1/14334.pdf

[46]مونسوتی الکساندرو،الحرو بوالهجرات،الشبکات والإستراتجیات الإقتصادیة لشعب الضرارة فی أفغانستان،إصدارات معهدنوشبات للأنثربولوجیا باریس، دارالعلوم للإنسان،2004 ، ص 45 .

[47]Hooghe, Marc, Ann Trappers, Bart Meuleman, and Tim Reeskens. "Migration to European Countries: A Structural Explanation of Patterns, 1980–20041." International Migration Review 42, no. 2 (2008): 476-504. 20Parkins, Natasha. "Push and Pull Factors of Migration." American Review of Political Economy 8, no. 2 (2010): 6-24.

 

[48]ربیع کمال کردی صالح، الأبعاد الإجتماعیة والثقافیة لهجرة المصریین الریفیین إلى إیطالیا، د ا رسة أنثرو بولوجیة فی قریة تطوان بمحافظة الفیوم، رسالة دکتوا ره منشورة، قسم علم الإجتماع، جامعة عین شمس، القاهرة2005 ،ص7

 

[49] Hammar, T., Brochmann, G., Tamas, K., & Faist, T. (1997). International Migration Immobility and Development: Multidisciplinary Perspectives. London: Bloomsbury Academic 1.

 

[50]Hagen-Zanker, J. (2008). Why do people migrate? A Review of the Theoretical Literature. Retrieved from the Munich Personal RePEc Archive: h t t p s : / / m p r a . u b . u n i - m u e n c h e n . de/28197/1/2008WP002

[51]Bell, S., Alves, S., de Oliveira, E. S., &Zuin, A. (2010). Migration and Land Use Change in Europe: A Review. Living Reviews in Landscape Research, 4

 

[52]Kurekova, L. (2011). Theories of migration :review and appraisal. Population and development review, 19 (3), pp. 431- 466

[53]Huzdik, K. (2014). Migration potential and affecting factors in Hungary in the first decade of the 21st century. Retrieved from SzentIstván University Doctoral School of Management and Business Administration Gödöllő website: https://szie.hu/file/tti/archivum/Huzdik_ Katalin_thesis.pdf

[54]احصائیات الهجرة فی مصرالسهم نیوز 18ینایر 2016.

[55]تقریر الهجرة الدولیة 2015 ” الهجرة والنزوح والتنمیة فى منطقة عربیة متغیرة“(الأمم المتحدة والمنظمة الدولیة للهجرة 2015.

[56]الهجرة غیر الشرعیة کابوس یواجه شبابنا (مصرس نُشر فىالاهالى بتاریخ 1/4/2014)

[57]منظمة الهجرة الدولیة " تنقل العمالة فی العالم العربی " 2010 M.O.I. w

[58]http://www.worldbank.org/en/topic/labormarkets/brief/migration-and-remittances,2017.

[59] أیمن زهری: دیموغرافیةالشباب العربی:الأوضاع الحالیة والإتجاهات المستقبلیة ، الإلسکو ، مارس 2009، ص 25 .

[60]مهدی محمد القصاص : عمل الشباب فى ظل العولمة : دراسة میدانیة ،مؤتمر الوطن العربى وتحدیات العولمة, جامعة اربد ، المملکة الأردنیة الهاشمیة ، 25- 26إبریل 2007، ص 20 .

[61] احصائیات الهجرة فی مصر، الجهاز المرکزی للتعبئة والإحصاء ، 2016 .

[62] عزام عوض:  اتجاهات الشباب الجامعی نحو الهجرة غیر الشرعیة،ورقة مقدمة للمؤتمر العلمی الثانی والعشرون للخدمة الاجتماعیة وتحسین نوعیة الحیاة ، مصر عدد 10 ، ص 4825-4731 .

 

[63] ابراهیم محمد مصطفی :أ ثر الهجرة غیر الشرعیة على القریة المصریة رسالة ماجستیر غیر منشورة ، جامعة المنصورة ، 2014 .

[64] المعهد التونسی للدراسات الاستراتیجیة – أ کتوبر 2017 - ظاهرة الهجرة غیر الشرعیة ،

http://www.forcedmigration.org/podcasts-videos-photos/podcasts/arab-spring-and-beyond

[65] Brain Drain in IDB Member Countries: Trends and Developmental Impact,» Islamic Development

Bank, Economic Policy and Strategic Planning Department, Occasional Paper, no. 12 (2006).p.,24,25.

[66] Maurice Schiff and Yanling Wang, «North-South Trade-related Technology Diffusion, Brain Drain and Productivity Growth: Are Small States Different?,» The World Bank Development Research Group, Policy

Research, Working Paper; no. 4828 (2009).p., 7:14.

[67]حاجة الأمام : أثر هجرة العقول البشریة علی استدامة التنمیة فی السودان  ، دراسة تطبیقیقة من 1985 ، 2010 ، رسالة دکتوراة غیر منشورة جامعة الخرطوم ، السودان ، 2010 .

[68] Mehdi Safdari, Masoud Abouie Mehrizi and Marzie Elahi, «Brain Drain and Economic Growth in Iran,» American Journal of Scientific Research, no. 38 (2011).p.,1:6

[69]Raveesh S.)(2013) International Journal of Humanities and Social Science Invention, ISSN (Online): 2319 – 7722, ISSN (Print): 2319 – 7714, www.ijhssi.org Volume 2 Issue 5 ǁ May ǁ PP.12-17, www.ijhssi.org.

 

[70]Theodoropoulos, D. (2014). Brain Drain" Phenomenon in Greece:Young Greek scientists on their Way to Immigration, in an era of“crisis”. Attitudes, Opinions and Beliefs towards the Prospect ofMigration. Journal of Education andHumanDevelopment, 3(4), 229-248

[71]NevenaKrasulja.(2016) BRAIN-DRAIN –THE POSITIVE AND NEGATIVE ASPECTS OF THE PHENOMENON, SCIENTIFIC REVIEW ARTICLE, Vol. 62, july-september 2016, № 3, P. 131-142

 

[72]Vladimir Dinkovski,(2018) Brain drain as a function of sustainable development in the Republic of Macedonia, JEL: J24 DOI: 10.5937/industrija46-15201 UDC: 316.344.34:378.2(497.7) 331.556.46:314.116 Original Scientific Paper,Industrija, Vol.46, No.1, 2018

[73]D’Emilio, A.L., B. Cordero, B.Bainvel, C. Skoog, C., D.Comini, J.Gough, M.DiasR.Saab, & T. Kilbane. 2007The Impact of International Migration: Children Left Behind in Selected Countries of Latin America and the Caribbean.Division of Policy and Planning, United Nations Children’s Fund (UNICEF), New York.

 

 

[74] تقریر الهجرة الدولیة :  2015، مرجع سابق , ص 61 .

 

 

[75]Ghosh,J.2009.“MigrationandGenderEmpowerment:RecentTrendsandEmergingIssues.”HumanDevelopmentResearchPaper04,UnitedNatisDevelopmentProgramme,HumnDevelopmentReportOffice,NewYok

 

[76]ILO(InternationalLabourOrganization2012.RuralWomenandMigration

.Geneva:IOM

[77]AnjaliFleury,(2016)"UnderstandingWomenandMigration:ALiteratureReviw,KNOMADWORKINGPAPER 8 February,availableatwww.KNOMAD.org

 

[78]Curran,S.R.,andA.C.Saguy.2001.“MigrationandCulturalChange:ARoeforGenderandSocialNetworks?”JournalofInternationalWomen’sStudis2(3):389–410

 

[79]DeLaat,J.2008.“HouseholdAllocationsandEndogenousInformation”Upublished,UniversityofQuebec,Montreal

 

[80]International MigrationReport Highlights 2017/Department of Economic and Social,UnitedNationsNew York,2017,p.,3.

 

[81]Krieger, Hubert and Bertrand Maitre. 2006. ”Migration Trends in an Enlarging European Union,” op., cit.,-66.

[82]Stark, Oded. 2003. “Tales of Migration without Wage Differentials: Individual, Family, and Community Contexts”, Paper prepared for Conference on African Migration in Comparative Perspective, Johannesburg, South Africa, 4-7 June, 2003.

[83]مونسوتی الکساندرو،الحروب والهجرات،الشبکات والإستراتجیات الإقتصادیة لشعب الضرارة فی أفغانستان،مرجع سابق ،ص45 .

[84]Massey, D. S., Arango, J., Hugo, G., Kouaouci, A., Pellegrino, A., & Taylor, J. E. (1993). Op., cit,-156

 

 

[85] ابراهیم محمد مصطفی :أ ثرالهجرة غیر الشرعیة على القریة المصریة رسالة ماجستیر غیر منشورة ، 2014  :مرجع سابق .

[86] المعهد التونسی للدراسات الاستراتیجیة – أ کتوبر 2017 - ظاهرة الهجرة غیر الشرعیة ،

http://www.forcedmigration.org/podcasts-videos-photos/podcasts/arab-spring-and-beyond

[87] عزام عوض:  اتجاهات الشباب الجامعی نحو الهجرة غیر الشرعیة، ورقة مقدمة للمؤتمر العلمی الثانی والعشرون للخدمة الاجتماعیة وتحسین نوعیة الحیاة ، مرجع سابق ، ص 4825-4731 .

 

 

[88]Theodoropoulos, D. (2014). Brain Drain" Phenomenon in Greece:Young Greek scientists on their Way to Immigration, in an era of“crisis”. Attitudes, Opinions andBeliefstowardstheProspectofMigration.JournalofEducationandHumanDevelopment, 3(4), 229-248

 

[89]Vladimir Dinkovski,(2018) Brain drain as a function of sustainable development in the Republic of Macedonia, JEL: J24 DOI: 10.5937/industrija46-15201 UDC: 316.344.34:378.2(497.7) 331.556.46:314.116 Original Scientific Paper,Industrija,op., cit., p., 34.

 

[90]Bonin, Holier et al. 2008. “Geographic Mobility in the European Union: Optimising its Economic and Social Benefits”. IZA Research Report No. 19. July.

[91]Borjas, George. 1987. “Self-selection and the earnings of immigrants,” American Economic Review 77(4): 531-553.

[92] مسیون زکی فوجو : استراتیجیات التنمیة البشریة ودورها فی الحد من ظاهرة هجرة الکفاءات العلمیة فی فلسطین (دراسة حالة قطاع غزة،) مجلة الجامعة الإسلامیة للدراسات الاقتصادیة والإداریة، مج ۲۲ ، ع ۱ ، الجامعة الإسلامیة ، غزة ، ینایر ۲۰۱٤ م، ص 123 .

 

[93]Raveesh S.)(2013) International Journal of Humanities and Social Science Invention, ISSN (Online): 2319 – 7722, ISSN (Print): 2319 – 7714, www.ijhssi.org Volume 2 Issue 5 ǁ May ǁ PP.12-17, www.ijhssi.org.

 

[94]حاجة الأمام : أثر هجرة العقول البشریة علی استدامة التنمیة فی السودان  ، دراسة تطبیقیة  ، 2010 ، رسالة دکتوراة غیر منشورة،مرجع سابق .

[95]إیمان محمد عساکر : القیمة الاجتماعیة للعمل المنتج وقضایا التحول فی المجتمع – بحث میدانی لإحدى القرى المصریة فی قیم العمل الجدیدة فی المجتمع المصری ، مکتبة الانجلو المصریة ، 2007 ، ص 114

[96]Dowell Myers: Immigrants and Bomers Foreign New Social contract for the future of American Russelle age foundation, ISBN 978 – 0871 – 2007

[97]Howarth, Catherine et al: Monitoring Poverty and Social Exclusion York: Joseph Rosph, Rowntree Foundation, 1999, P.535

[98] عفاف إبراهیم عبد القوی : الاحتیاجات التعلیمیة والتدریبیة للشباب العاملین فی الصناعة فی قضایا الشباب فی مطلع القرن الحادی والعشرین المؤتمر السنوی الثامن ، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة ، المجلد الأول ، مایو 2006 ، ص 253.

 

[99]Morawska, E.T., 2009. The sociology of immigration : (re)making multifaceted America.Basingstoke: op.,cit,.,p,.6.

[100]إیمان شریف وآخرین، "السیاسة الاجتماعیة ومواجهة الهجرة غیر الشرعیة – مؤشرات عامة (قریة تطون – محافظة الفیوم نموذجًا)، ورقة بحثیة قدمت للمؤتمر السنوی العاشر، المرکزی القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القارة، فی الفترة من 26 – 29 مایو 2008.

 

[101]حسین الأسرج:" المشروعات الصغیرة والمتوسطة ودورها فی التشغیل فی الدول العربیة". وزارة التجارة والصناعة المصریة. مجلة الباحث.2010.

 

[102]Edgerton, J. D., Roberts, L. W., von Below, S., Education and Quality of Life, 2012. In K. C. Land, et al. (eds.). Handbook of Social Indicators and Quality of Life Research, Springer, 2012,p., 266.

[103]Bonin, Holier et al. 2008. “Geographic Mobility in the European Union: Optimisin,op,cit

 

[104]عفاف إبراهیم عبد القوی : الاحتیاجات التعلیمیة والتدریبیة للشبابب العاملین فی الصناعة فی قضایا الشباب فی مطلع القرن الحادی والعشرین ، مرجع سابق ص 253 .

[105]de Haas, Hein. 2008. “Migration and development. A theoretical perspective,” International Migration Institute op,cit..

  1. ابراهیم محمد مصطفی : أ ثر الهجرة غیر الشرعیة على القریة المصریة رسالة ماجستیر غیر منشورة ، جامعة المنصورة ، 2014.
  2. أحمد زکی بدوی، معجم مصطلحات العلوم الاجتماعیة، بیروت، مکتبة لبنان، 1993 ،ط:2.
  3. إیمان شریف وآخرین، "السیاسة الاجتماعیة ومواجهة الهجرة غیر الشرعیة – مؤشرات عامة (قریة تطون – محافظة الفیوم نموذجًا)، ورقة بحثیة قدمت للمؤتمر السنوی العاشر، المرکزی القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، القارة، فی الفترة من 26 – 29 مایو 2008
  4. إیمان محمد عساکر : القیمة الاجتماعیة للعمل المنتج وقضایا التحول فی المجتمع – بحث میدانی لإحدى القرى المصریة فی قیم العمل الجدیدة فی المجتمع المصری ، مکتبة الانجلو المصریة ، 2007
  5. أیمن زهری: دیموغرافیة الشباب العربی:الأوضاع الحالیة والإتجاهات المستقبلیة ، الإلسکو ، مارس 2009.
  6. بیار بوردیو، ترجمة عبد السلام بن عبد العالی،الرمز و السلطة،دار توبوقال للنشر،ط 3 ،2007.
  7. حاجة الأمام : أثر هجرة العقول البشریة علی استدامة التنمیة فی السودان  ، دراسة تطبیقیقة من 1985 ، 2010 ، رسالة دکتوراة غیر منشورة جامعة الخرطوم ، السودان ، 2010
  8. حسین الأسرج:" المشروعات الصغیرة والمتوسطة ودورها فی التشغیل فی الدول العربیة". وزارة التجارة والصناعة المصریة. مجلة الباحث.2010.
  9. حمد الحاج سالم، مفهوم الحقل عند بیار بوردیو،مکتبة الشعب الکریم، د بلد،د ط،د.
  10. ربیع کمال کردی صالح، الأبعاد الإجتماعیة والثقافیة لهجرة المصریین الریفیین إلى إیطالیا، د ا رسة أنثرو بولوجیة فی قریةتطوان بمحافظة الفیوم، رسالة دکتوا ره منشورة، قسم علم الإجتماع، جامعة عین شمس، القاهرة2005
  11. سامیة الساعاتی : الشباب العربی والتغیرات الاجتماعیة، الدار المصریة اللبنانیة، 2003.
  12.   سهیر صفوت وآخرون : نحو صیاغة خطة شاملة لتنمیة الشباب ، مؤسسة محمد فهد ، السعودیة ، 2017 .
  13. الشباب المصری والهجرة غیر الشرعیة"، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة، قسم بحوث الجریمة، القاهرة، 2010، ص هـ.
  14. عزام عوض:  اتجاهات الشباب الجامعی نحو الهجرة غیر الشرعیة، ورقة مقدمة للمؤتمر العلمی الثانی والعشرون للخدمة الاجتماعیة وتحسین نوعیة الحیاة ، مصر عدد 10 .
  15. عفاف إبراهیم عبد القوی : الاحتیاجات التعلیمیة والتدریبیة للشبابب العاملین فی الصناعة فی قضایا الشباب فی مطلع القرن الحادی والعشرین المؤتمر السنوی الثامن ، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة ، المجلد الأول ، مایو 2006.
  16. علی لیلة: الشباب والمجتمع أبعاد الاتصال والانفصال، المکتبة المصریة، 2004.
  17. فادیة علوان مقدمة فی علم النفس الارتقائی ، مکتبة الدار العربیة ، بیروت ، سلسلة علم النفس الأکادیمی، 2003.
  18. ماجد الزیود : الشباب والقیم فی عالم متغیر ، دار الشروق للنشر ، ط 1 ، 20000 ، ص 25.
  19. محمد رشید الفیل، الهجرة و هجرة الکفاءات العلمیة العربیة و الخبرات الفنیة أو النقل المعاکس للتکنولوجیا،دار مجدلاوی للنشر، 2000.
  20. مسیون زکی فوجو : استراتیجیات التنمیة البشریة ودورها فی الحد من ظاهرة هجرة الکفاءات العلمیة فی فلسطین (دراسة حالة قطاع غزة،) مجلة الجامعة الإسلامیة للدراسات الاقتصادیة والإداریة، مج ۲۲ ، ع ۱ ، الجامعة الإسلامیة ، غزة ، ینایر ۲۰۱٤
  21. مهدی محمد القصاص : عمل الشباب فى ظل العولمة : دراسة میدانیة ،مؤتمر الوطن العربى وتحدیات العولمة, جامعة اربد ، المملکة الأردنیة الهاشمیة ، 25- 26إبریل 2007.
  22. الموسوعة العربیة العالمیة، مؤسسة الموسوعة، الریاض ، مجلد 26 ، 1996.
  23. مونسوتی الکساندرو، الحروب والهجرات، الشبکات والإستراتجیات الإقتصادیة لشعب الضرارة فی أفغانستان، إصدارات معهدنوشباتال الأنترویرجیا، باریس، دار العلوم للإنسان، 2004 .

المراجع باللغة الأجنبیة:-

 

  1. Alanward and Nick Crossley, young people and social change in sociology and social change, New perspectives, Andgfurlog, NewYourk z ed, 2006,
  2. Annan, K., 2006. Address of Mr. Kofi Annan, Secretary-General, to the High LevelDialogue of theUnited Nations General Assembly on International Migration and Development, New York,September 14, 2006. International Migration Review, 40(4).
  3. Arango, J. (2000). Explaining migration: a critical view. International social science journal, 52(165.
  4. Arango, J. (2000). Explaining migration: a critical view. International social science journal, 52(165), .
  5.  Bakewell, O., 2010. Some Reflections on Structure and Agency in Migration Theory.Journal ofEthnic and Migration Studies, 36(10Castles, S., 2010.
  6. Bank, Economic Policy and Strategic Planning Department, Occasional Paper, no. 12 (2006).
  7. Bauer, Thomas and Klaus F. Zimmermann. 1999. “Assessment of possible migration pressure and its labor market impact following EU enlargement to Central and Eastern Europe.” A study for the Department of Education and Employment, UK. IZA Research Report No.3, July.
  8. Bell, S., Alves, S., de Oliveira, E. S., & Zuin, A. (2010). Migration and Land Use Change in Europe: A Review. Living Reviews in Landscape Research, 4.
  9. Bonin, Holier et al. 2008. “Geographic Mobility in the European Union: Optimising its Economic and Social Benefits”. IZA Research Report No. 19. July.
  10. Bonin, Holier et al. 2008. “Geographic Mobility in the European Union: Optimising its Economic and Social Benefits”. IZA Research Report No. 19. July.
  11. Borjas, George. 1987. “Self-selection and the earnings of immigrants,” American Economic Review 77(4).
  12. Brain Drain in IDB Member Countries: Trends and Developmental Impact,» Islamic Development.
  13. Bryant, C.G.A. and JARY, D (2003) ‘Anthony Giddens’ in George Ritzer. The Blackwell Companionto Major Contemporary Social Theorists. London: Blackwell.
  14. Cohen, I.J., 1989. Structuration theory : Anthony Giddens and the constitution of social life.kBasingstoke: Macmillan.
  15. Collenthouez, Migration and Human-Security, Paper Submitted to the international Migration Berlin Programme for the Consolations International Migration, Berlin, 12-22 October, 2002.
  16. Curran,S.R.,andA.C.Saguy.2001.“MigrationandCulturalChange:ARoeforGenderandSocialNetworks?”JournalofInternationalWomen’sStudis2(3):.
  17. D’Emilio, A.L., B. Cordero, B.Bainvel, C. Skoog, C., D.Comini, J.Gough, M.Dias R.Saab, & T. Kilbane. 2007The Impact of International Migration: Children Left Behind in Selected Countries of Latin America and the Caribbean.Division of Policy and Planning, United Nations Children’s Fund (UNICEF), New York.
  18. de Haas, Hein. 2008. “Migration and development. A theoretical perspective,” International Migration Institute Working Paper no.9. University of Oxford.
  19. DeLaat,J.2008.“HouseholdAllocationsandEndogenousInformation”Upublished,UniversityofQuebec,MontrealInternational MigrationReport Highlights 2017 /Department of Economic and Social, UnitedNationsNew York,2017,
  20. Dowell Myers: Immigrants and Bomers Foreign New Social contract for the future of American Russelle age foundation, ISBN 978 – 0871 – 2007.
  21. Dustmann Christian and Albrecht Glitz. 2005. Immigration, Jobs and Wages: Theory, Evidence and Opinion. Centre for Research and Analysis of Migration, CEPR, London. Dust
  22. Edgerton, J. D., Roberts, L. W., von Below, S., Education and Quality of Life, 2012. In K. C. Land, et al. (eds.). Handbook of Social Indicators and Quality of Life Research, Springer, 2012.
  23. Frank Laczko, Christine AghazarmMigration,Environment andClimate Change, ASSESSING THE EVIDENCE, 2009 International Organization for Migration, UNITED NATIONSUNIVERSITYUNU-EHSInstitute for Environmentand Human Security (IOMSBN 978-92-9068-454-1.
  24. Ghosh,J.2009.“MigrationandGenderEmpowerment:RecentTrendsandEmergingIssues.”HumanDevelopmentResearchPaper04,UnitedNatisDevelopmentProgramme,HumnDevelopmentReportOffice,NewYok
  25. Giddens , A., 1991. Modernity and self-identity. Cambridge: Polity.
  26. Giddens, A., 1984. The constitution of society : outline of the theory of structuration. Cambridge:Polity
  27. Hammar, T., Brochmann, G., Tamas, K., & Faist, T. (1997). International Migration Immobility and Development: Multidisciplinary Perspectives. London: Bloomsbury Academic.
  28. Hooghe, Marc, Ann Trappers, Bart Meuleman, and Tim Reeskens. "Migration to European Countries: A Structural Explanation of Patterns, 1980–20041." International Migration Review 42, no. 2 (2008): 476-504. 20 Parkins, Natasha. "Push and Pull Factors of Migration." American Review of Political Economy 8, no. 2 (2010).
  29. Howarth, Catherine et al: Monitoring Poverty and Social Exclusion York: Joseph Rosph, Rowntree Foundation, 1999
  30. ILO(InternationalLabourOrganization2012.RuralWomenandMigration.Geneva:IOM
  31. John Gibson and David McKenzie, «Eight Questions about Brain Drain,» The World Bank Development (٦) Research Group, Finance and Private Sector Development Team (2011).
  32. Kapiszewski, Andrzej. "Arab Versus Asian Migrant Workers in the Gcc Countries." Paper presented at the United Nations Expert Group Meeting on International Migration and Development in the Arab Region, Beirut, May, 2006.
  33. Koser, K., 2007. International migration : a very short introduction. Oxford: Oxford UniversityPress.,.
  34. Krieger, Hubert and Bertrand Maitre. 2006. ”Migration Trends in an Enlarging European Union,” Turkish Studies 7 (1).
  35. Kurekova, L. (2011). Theories of migration : review and appraisal. Population and development review, 19 (3), .
  36. Linkages between Brain Drain, Labour Migration and Remittances in Africa,» World Migration, Chapter (٣) 12 (2003
  37. Massey,  D. S., Arango, J., Hugo, G., Kouaouci, A., Pellegrino, A., & Taylor, J. E. (1993). Theories of international migration: aDevelopment, 2(2).
  38. Maurice Schiff and Yanling Wang, «North-South Trade-related Technology Diffusion, Brain Drain and Productivity Growth: Are Small States Different?,» The World Bank Development Research Group, PolicyResearch, Working Paper; no. 4828 (2009).
  39. Mehdi Safdari, Masoud Abouie Mehrizi and Marzie Elahi, «Brain Drain and Economic Growth in Iran,» American Journal of Scientific Research, no. 38 (2011).
  40. Michel Beine, Frederic Docquier and Hillel Rapoport, «Alternative Measures of the Brain Drain,» Mimeo (٥) (Université Catholique de Louvain) (2006)
  41. Morawska, E.T., 2009. The sociology of immigration : (re)making multifaceted America.Basingstoke: Palgrave Macmillan.
  42. Nevena Krasulja.(2016) BRAIN-DRAIN –THE POSITIVE AND NEGATIVE ASPECTS OF THE PHENOMENON, SCIENTIFIC REVIEW ARTICLE, Vol. 62, july-september 2016, № 3, .
  43. Skeldon, R., 2004. Migration, the Asian Financial Crisis and its Aftermath. In: D. Joly, ed,International migration in the new millennium : global movement and settlement. Aldershot ;Burlington, Vt.: Ashgate, .
  44. Stark, Oded. 2003. “Tales of Migration without Wage Differentials: Individual, Family, and Community Contexts”, Paper prepared for Conference on African Migration in Comparative Perspective, Johannesburg, South Africa, 4-7 June, 2003.
  45. Theodoropoulos, D. (2014). Brain Drain" Phenomenon in Greece:Young Greek scientists on their Way to Immigration, in an era of“crisis”. Attitudes, Opinions and Beliefs towards the Prospect ofMigration. Journal of Education andHumanDevelopment, 3(4), .
  46. Theodoropoulos, D. (2014). Brain Drain" Phenomenon in Greece:Young Greek scientists on their Way to Immigration, in an era of“crisis”. Attitudes, OpinionsandBeliefstowardstheProspectofMigration.JournalofEducationandHumanDevelopment, 3(4).
  47.  Understanding Global Migration: A Social Transformation Perspective. Journalof Ethnic and Migration Studies, 36(10), .
  48. Veit Bader, "The Ethics of Immigration. By Joseph Carens. New York: Oxford University Press, 2013," (Wiley Online Library, 2014).
  49. Wallerstein, Emmanuel. 1974. The Modern World System. Capitalist Agriculture and the Origins of the European World Economy in the 16-th Century. New York.: Academic Press.

دراسات وتقاریر الشبکة الدولیة للمعلومات (الإنترنت):

  1. Political dictionary, available from http://.answers.com/topic/migration
  2. About Migration,” The international organization for migration. Available from http://www.iom.int/jahia/Jahia/about-migration
  3. O'reilly, Karen, 2012. International migration and social theory.Basingstoke: Palgrave Macmillan. This version submitted 30 October 2011Prior to final editing bypublisher,Chapter Two,p., 24.

 https://creativecommons.org/licenses/by-nc-nd/4.0/

 

  1. Vertovec, S. (2002, February 14-15). Transnational Networks and Skilled Labour Migration: Paper presented atthe Ladenburger Diskurs “Migration” Gottlieb Daimler- und Karl Benz- Stiftung, Ladenburg. Retrieved from http://libguides.murdoch.edu.au/APA/ conference
  2. Dustmann, C., & Glitz, A. C. E. (2005). Immigration, jobs and wages: Theory, evidence and opinion. discovery.ucl. ac.lk. Retrieved from http://discovery. ucl.ac.uk/14334/1/14334.pdf

 

  1. Huzdik, K. (2014). Migration potential and affecting factors in Hungary in the first decade of the 21st century. Retrieved from Szent István University Doctoral School of Management and Business Administration Gödöllő website: https://szie.hu/file/tti/archivum/Huzdik_ Katalin_thesis.pdf
  2. Zetter, R. (2015). Protection in Crisis: Forced Migration and Protection in a GlobalEra.RetrievedfromtheMigrationpolicyInstitutewebsite:http://www.migrationpolicy.org/research/ protection-crisis-forced-migration-and-protection-global-
  3. EraKoppenberg, S. (2012). Where Do Forced Migrants Stand in the Migration and Development Debate. Oxford Monitor of Forced Migration, 2(1), pp. 77-90,Hugo, G. (2008). Migration, Development and Environment. Retirved from the International Organization for Migration Geneva website: http://publications. iom.int/system/files/pdf/mrs_35.pdf
  4. Hagen-Zanker, J. (2008). Why do people migrate? A Review of the Theoretical Literature. Retrieved from the Munich Personal RePEc Archive: h t t p s : / / m p r a . u b . u n i - m u e n c h e n . de/28197/1/2008WP002
  5. http://www.worldbank.org/en/topic/labormarkets/brief/migration-and-remittances ,2017

 

  1. Raveesh S.)(2013) International Journal of Humanities and Social Science Invention, ISSN (Online): 2319 – 7722, ISSN (Print): 2319 – 7714, www.ijhssi.org Volume 2 Issue 5 ǁ May ǁPP.12-17, www.ijhssi.org.
  2. Vladimir Dinkovski,(2018) Brain drain as a functionofsustainabledevelopment in the Republic of Macedonia, JEL: J24 DOI: 10.5937/industrija46-15201 UDC: 316.344.34:378.2(497.7) 331.556.46:314.116 Original Scientific Paper, Industrija, Vol.46, No.1, 2018
  3. Raveesh S.)(2013) International Journal of Humanities and Social Science Invention, ISSN (Online): 2319 – 7722, ISSN (Print): 2319 – 7714, www.ijhssi.org Volume 2 Issue 5 ǁ May ǁPP.12-17, www.ijhssi.org.
  4. منظمة الهجرة الدولیة، قانون الهجرة منشور على الموقع الالکترونی   www.iom.int
  5. جامعة الدول العربیة : الدلیل المرجعـی للشباب العربـی فی مجـال الحفـاظ على البیئة، سبتمبر 2006 على الموقع: WWW.unep.org.bh الأربعاء: 28/02/2007 على الساعة 12:20
  6. المعهد التونسی للدراسات الاستراتیجیة – أ کتوبر 2017 - ظاهرة الهجرة غیر الشرعیة ،

http://www.forcedmigration.org/podcasts-videos-photos/podcasts/arab-spring-and-beyond

  1. تقریر  الهجرة الدولیة والتنمیة ، الدورة الحادیة والسبعون ، الأمم المتحدة ، 4 أغسطس 2016
  2. جامعة الدول العربیة : الدلیل المرجعـی للشباب العربـی فی مجـال الحفـاظ على البیئة، سبتمبر 2006 على الموقع: WWW.unep.org.bh الأربعاء: 28/02/2007 على الساعة 12:20
  3. احصائیات الهجرة فی مصر السهم نیوز 18 ینایر 2016
  4. تقریر الهجرة الدولیة 2015 ” الهجرة والنزوح والتنمیة فى منطقة عربیة متغیرة “(الأمم المتحدة والمنظمة الدولیة للهجرة 2015.
  5. الهجرة غیر الشرعیة کابوس یواجه شبابنا (مصرس نُشر فى الاهالى بتاریخ 1/4/2014)
  6. منظمة الهجرة الدولیة " تنقل العمالة فی العالم العربی " 2010 M.O.I. w
  7. احصائیات الهجرة فی مصر، الجهاز المرکزی للتعبئة والإحصاء ، 2016