فراقية ابن زريق البغدادي على ضوء المنهج النفسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

تتناول دراستنا فراقية ابن زريق، ذلک الشاعر البغدادي الطموح الذي قضى نحبة إثر مغامرة لتوفير سبل العيش الکريم له ولزوجه، فلم يلق إلا الإحباطات التي أودت بحياته حيث مات کمدًا، رأيتها مادة خصبة جدا للدراسات النفسية؛ فهي وليدة معاناة نفسية صدرت عن ذات شاعرة حساسة، وعن خبايا لا تتکشَّف إلا من خلال دراسة نفسية واعية، لنص أدبي رائع .
عبَّر ابن زريق البغدادي في قصيدته اليتيمة بإخلاص عما يعتمل في نفسه من مشاعر والآم، وأخذ يرسم لنا بکلماته ما عاناه من عسر الحال وتجربته مع محبوبته، فأبان لنا خبرته وفهمه للحياة والناس .
            لاحظنا أن القصيدة قد شاع فيها صراع داخلي تماوج ما بين الشدة والهدوء والتأزم بين مکونات النفس الإنسانية (الأنا) و(الهو) و(الأنا العليا)، کما ظهرت لنا بعض خبايا اللاشعور، حيث برزت غرائز عدة، حاول الشاعر إخفاءها واستطعنا الوصول إليها من خلال معطياتها، کما تبين لنا سيطرة (الأنا) على کثير من أبياتها، وشاعت في القصيدة ظاهرة (جلد الذات) کإفراز لإحساسه الشديد بالندم، وکذا لمسنا تأکيد الشاعر عملية التواصل الروحي والمشارکة الوجدانية في الأحاسيس والأفکار بينه وبين محبوبته، والکثير من اللمحات الإنسانية والظواهر النفسية التي برزت مؤذنة بقرب النهاية الحتمية.

الكلمات الرئيسية