الإسلاميون والسياسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

         أصبح الإسلاميون موضع اهتمام وبخاصة بعد قيام ما سمى بثورات الربيع العربي، وما أحدثته من تحول کبير وظهور عدد من القوى والحرکات والجماعات ومنها الإسلاميون بمختلف تياراتهم وأطيافهم حيث بروزهم سياسيا بعدها، وذلک من خلال إنشائهم أحزاب سياسية عدة.
         وانقسم العمل الحزبي لهذه الجماعات إلى مرحلتين وهما مرحلة المشارکة ثم مرحلة المغالبة، وبخاصة جماعة الإخوان الذين حرصوا  فى البداية على طرح أنفسهم کفصيل يسعى للمشارکة فى العمل السياسي دون استئثار بالسلطة وإعلانهم نية الترشح على 30% من مقاعد البرلمان، إلى جانب إعلانهم عدم الترشح لرئاسة الجمهورية ولکن تغيرت مواقفهم لاسيما مع شعورهم بتزايد فرصهم السياسية.
         ومن ثم شکل الإسلاميون ظاهرة تستدعى البحث فعلى الرغم أنهم لم يطلقوا شرارة الثورات، حيث لم يشارک أغلبيتهم فيها، وبعضهم شارک متأخرا عندما باتت مسألة تغيير النظام محسومة، إلا أنهم کانوا الرابح الأکبر فى المرحلة التى تلتها من وصولهم إلى مواقع السلطة.
       وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج وهى أن على الرغم من رفض الإسلاميون الحزبية وتحريمها إلا أنهم سرعان ما قاموا بإنشاء الأحزاب بمجرد وجود فرصة الانفتاح السياسي، حيث لم يشارک الإسلاميون فى 25يناير إلا بقدر محدود للغاية ومع ذلک سرعان ما قاموا بتديين المشهد السياسي بعدها، وعلى الرغم من وعودهم وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين بعدم المغالبة إلا أنهم قاموا بالسيطرة بمجرد شعورهم بوجود فرص تسمح لهم بالفوز، وبالرغم من تشديد الإسلاميون على المزاوجة بين الشورى والديمقراطية إلا أنهم قاموا بالمشارکة بعد الثورة دون عمل مراجعات لأفکارهم، تحويل الإسلاميين أي تنافس سياسي إلى صراع دينى يبين بما لا يدع مجال للشک أنهم يسعون دوما إلى تقسيم المجتمع، وهو ما يشکل منتهى الخطورة، حيث سيطرة إثارة التمايزات بين المواطنين والشحن الطائفي فى خطاباتهم.

الكلمات الرئيسية